اليمن: صالح والحوثيون يسعون للتهدئة
ساد هدوء حذر، يوم أمس، على طول خط المواجهة بين القوات اليمنية الحكومية والحوثيين، مع بدء الحديث عن وساطات محلية لنزع فتيل حرب جديدة في شمالي البلاد. أما في الجنوب، فكان الوضع مختلفاً، حيث اندلعت مواجهات في لحج بين متظاهرين قبليين يطالبون بإطلاق سراح عناصر من تنظيم «القاعدة» وقوات الأمن أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص، بينهم شرطي، بجروح.
ونقل موقع «نيوز يمن» عن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إنّ المواجهات المستمرة منذ نحو أسبوعين في منطقة حرف سفيان، بين الحوثيين من جهة، والقوات الحكومية وقبائل بن عزيز من جهة ثانية، قد انتهت بسقوط موقع الزعلاء العسكري، مؤكداً أنّ «المنطقة تشهد هدوءاً تاماً».
وحول ما تردد عن قيام الحوثيين بأسر مئتي جندي يمني خلال المعارك، قال عبد السلام «لا توجد لدي معلومات بخصوص ذلك... وإن وجد جنود لدينا فهم ضيوف وليسوا أسرى، وسيتم إطلاق سراحهم».
وكانت وكالة «سبأ» اليمنية نقلت عن «مصدر مسؤول» في وزارة الدفاع نفيه وقوع مئتي جندي من قوات الحرس الجمهوري في الأسر على أيدي الحوثيين، مشيراً إلى أنّه «لا وجود لقوات الحرس الجمهوري في تلك المواقع المزعومة».
في المقابل، قال مصدر في اللجنة الأمنية العليا المكلفة تنفيذ وقف إطلاق النار مع الحوثيين إنّ «عناصر التمرد الحوثية ما زالت مستمرة في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار»، معتبراً أنّ «تلك العناصر، ومن خلال هذه الممارسات، تكشف عدم تقيدها بتنفيذ النقاط الست التي التزموا بها كشرط لوقف إطلاق النار، وعدم التزامها أيضاً باتفاق الدوحة الذي أعلنوا القبول به». وشدد المصدر، في الوقت ذاته، على «سعي الحكومة إلى إحلال السلام، وإعادة إعمار ما خلفته الحرب، وعودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم، وتعزيز الأمن والسكينة» في المحافظات الشمالية.
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «الوسط» اليمنية المستقلة أنّ الرئيس علي عبد الله صالح وجّه رسالة إلى العميد علي القيسي، المشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، تضمنت ستة بنود لحل الأزمة، وهي إزالة المتاريس وفتح الطرقات، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل المواجهات الأخيرة، وإعادة العسكريين الذين كانوا يتمركزون في مركز الزعلاء إلى مواقعهم السابقة، وإلزام الحوثيين بعدم التعرض لمنازل وممتلكات قبائل بن عزيز أو أي ممتلكات أخرى، وإلزام الحوثيين بعدم الاعتداء على «قرى المراش» في محافظة الجوف، ومواصلة الحوار لتنفيذ ما تبقى من بنود في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد القيسي أنه سلم الرسالة إلى ممثل الحوثيين في منطقة حرف سفيان يوسف الفيش (أبو مالك)، وقد تعهد بالرد عليها خلال ساعات. وقال الحوثي «إني متفائل إزاء ما سمعته من الرئيس وأيضاً من الحوثيين من تمسك بالسلام، باعتباره الخيار الأوحد الذي لا بد منه للطرفين».
من جهة ثانية، أصيب أربعة أشخاص، بينهم جندي، خلال مواجهات في محافظة لحج في جنوب اليمن بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بإطلاق معتقلين متهمين بالانتماء لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وقال مصدر أمني يمني إن المواجهات وقعت عندما حاول المتظاهرون، الذين ينتمون لقبيلة آل العزيبي، إغلاق الطريق العام الذي يربط محافظتي لحج وعدن. وأوضح أنّ المتظاهرين كانوا يحتجون على اعتقال أفراد من قبيلتهم بتهمة اغتيال نائب مدير الأمن السياسي العقيد عبده الحاشدي.
إلى ذلك، توفي أمس القيادي في «التنظيم الوحودي الشعبي الناصري» عبد الرقيب القرشي، متأثراً بإصابته جراء محاولة اغتيال تعرض لها في صنعاء عقب عودته من منفاه في دمشق في حزيران الماضي. وتوفي القرشي في أحد مستشفيات العاصمة السورية حيث كان يعالج من تليف دماغي أدخله في غيبوبة تامة بعدما استقرت إحدى الرصاصات في مؤخرة رأسه.
وقال الأمين العام لـ«التنظيم الوحدوي» سلطان العتواني لموقع «التغيير» الإخباري إنّ القرشي سيدفن في سوريا، محملاً السلطات اليمنية المسؤولية عن اغتياله.
ويعتبر القرشي أحد القادة الناصريين المخضرمين الذين غادروا اليمن مع القائد العسكري الناصري عبد الله عبد العالم عقب أحداث دامية في محافظة تعز بعد وقت قصير من تولي علي عبد الله صالح الحكم في العام 1978. ويقول قريبون من القرشي إنه عاد إلى البلاد بعد تلقيه وعداً من صالح بتأمين حمايته.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد