مفتي سوريا ينتقد التعامل الرسمي مع ظاهرة النقاب «الدخيلة»
انتقد مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون الطريقة التي تعتمدها وزارة التربية لمواجهة ظاهرة النقاب، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أنّ هذه الظاهرة «عادة دخيلة» على البلاد.
وقال حسون، خلال ندوة في جامعة الحواش في محافظة حمص مساء أمس الأول، إنه «كان من الأفضل معالجة الموضوع بهدوء»، مشيراً إلى أنّ «النقاب عادة تحولت إلى عبادة منذ سنين ليست بعيدة، فكانت مناسبة للمطالبة بإعادة النظر ببعض العادات المشابهة التي تحوّلت عبادات أيضا».
واعتبر حسون أن النقاب «عادة دخيلة» على المجتمع السوري المعتدل، معرباً عن رغبته بالتجوال في سوريا من درعا جنوبا إلى البوكمال شرقا «لأقول لهنّ (المنقبات) أنّ هذا ليس شأنا دينيا».
ويعد هذا أول موقف رسمي سوري من قضية النقاب التي تفاعلت بشكل كبير بعد التوجيه الشفهي الذي وجهته وزارة التعليم العالي للجامعات السورية الخاصة بعدم قبول تسجيل الطالبات المنقبات.
وقال رئيس مجلس أمناء جامعة القلمون السورية الخاصة سليم دعبول إن «رئيس الجامعة تلقى تعليمات شفهية من وزير التعليم العالي غياث بركات بمنع دخول المنقبات حرم الجامعات السورية»، مشيراً إلى أنّ «توجيهات وزارة التعليم السورية بهذا الخصوص جاءت شفهية، ولم تبلغ جامعته بأية تعليمات رسمية مكتوبة».
من جهته، نفى الأستاذ في جامعة حلب، ومفتي المدينة، الدكتور محمود عكام تلقي أي مذكرة مكتوبة تتعلق بمنع النقاب، مشيراً إلى أنّ أي طالبة منقبة لم تمنع من دخول الحرم الجامعي. وألمح إلى عدم رضاه عن منع النقاب قائلا إنه «يجب العمل من أجل الارتقاء بالعلم للطلاب، وان تكون العلاقة مميزة ومتطورة في البلد الذي نجله، وان يكون النموذج من خلال تآلف أبناء الوطن، وأن يستظلوا بظل الشريعة السمحة الأوسع والأرحب «.
وطالب رئيس إحدى الجامعات الخاصة في سوريا بفرض منع النقاب قائلاً «نحن نعاني من مسألة النقاب وذلك خلال الامتحانات أو حتى ساعات الدوام».
من جهة ثانية، رفض المفتي حسون إلغاء الدراسة الدينية في المدارس مقترحا تطويرها، وبخاصة في المرحلة الابتدائية «حيث يجب التركيز على تعليم الصدق والأمانة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء».
وكان وزير التربية السوري علي سعد اعتبر، في جلسة عقدها مجلس الشعب في نهاية الشهر الماضي، إن «صميمية العلاقة بين العروبة والإسلام تشكل جوهر عملية تطوير مناهج المواد ذات الصلة بالهوية الوطنية والقومية والروحية». وشدد على أن «مادة التربية الدينية الآن هي لكل أبناء المجتمع، وأن التعديل والتطوير في مناهج وزارة التربية يشملان المناهج كلها بدءا من الرياضيات والفلسفة وصولا إلى التربية الدينية»، لافتاً إلى أن من وضع هذه المناهج الجديدة هم «خبراء متخصصون وطنيون».
المصدر: يو بي آي
إضافة تعليق جديد