إسرائيل: اعتقال 6 من فلسطيني 48 بتهمة التجسس لـ«حزب الله»
كشف النقاب في إسرائيل أمس عن اعتقال مجموعة من فلسـطينيي الـ48 بـتـهـمـــة التجسس لحسـاب «حزب الله» وتحويل أعمال التهريب الجنائية التي كانوا يقومون بها إلى نشاطات أمنية. ويشكل هذا الإعلان تأكيداً لاستمرار الحرب الاستخبارية الجارية بين إسرائيل و«حزب الله». وقد سمحت السلطات القضائية الإسرائيلية بنشر خبر أن مجموعة المعتقلين تتكون من ستة أفراد من فلسطينيي 48 عملت في خدمة «حزب الله» وقدمت له معلومات أمنية مهمة. وتوجهت الأنظار على وجه الخصوص الى ضابط صف من أبناء الطائفة الدرزية يعمل في قيادة الجبهة الشمالية وهو متهم بتقديم معلومات عسكرية بالغة الأهمية.
وبحسب ما نشر من معلومات فإن الحديث يدور عن مجموعة من ستة أفراد من قرى الرامة والجديدة والمكر في الجليل، تم تقديم المدنيين منها أمس الى المحكمة في عكا في حين قدم ضابط الصف الى المحكمة العسكرية في حيفا. خمسة من هؤلاء هم من المدنيين وهم جلال غزاوي، شادي غزاوي، إصلاح واكد، أسامة واكد، محمد طعان وسامي فرهود. وبحسب الاتهام كان ضابط الصف على علاقة تواصل مع تجار مخدرات لبنانيين مرتبطين بـ«حزب الله» وهو يعلم ذلك.
وتضاربت الأنباء حول من اعتقل قبل الآخر. إذ يرى محامي المتهمين الخمسة أن الجندي من أجل تبرئة نفسه اتهم المدنيين الخمسة. وبالعكس هناك من يرى أن مراقبة المدنيين الخمسة ممن يتعاملون بالتهريب قاد إلى الجندي.
ويتركز الحديث أساساً على ضابط صف درزي يعمل في الخدمة النظامية في الجيش الإسرائيلي ولم يتم الكشف لا عن اسمه ولا عن صورته. وتتهم السلطات الإسرائيلية ضابط الصف هذا بالخيانة وبالاتصال مع عميل أجنبي. وقد خدم هذا المتهم كضابط صف في وحدة إمداد في إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي في الشمال. وأشار معلقون عسكريون إلى أن أهمية المعلومات التي زود «حزب الله» بها تكمن في حقيقة أن الضابط المتهم كان يعمل في فرقة الجليل وهي الفرقة المسؤولة عن الحدود مع لبنان.
وبحسب الاتهام فإن ضابط الصف سلم اللبنانيين معلومات عن نقاط الحدود وعن الفرقة 191 المعروفة بفرقة الجليل وهي المسؤولة عن الحدود مع لبنان وعن أماكن حساسة أخرى للجيش الإسرائيلي على الحدود.
وبحسب ما نشر فإن هذا الضابط وفر لـ«حزب الله» معلومات عن حجم وعديد القوات على الجبهة مع لبنان وكذلك عن انتشار الكمائن. والأهم من ذلك أنه، بحسب الاتهام، قدّم معلومات عن أماكن انتشار الكاميرات على السياج الأمني وعن الكاميرات المعطوبة أو المواضع التي تصعب على القوات الإسرائيلية مراقبتها.
وتشير الأجهزة الإسرائيلية إلى أن ضابط الصف اعتقل في مطلع شهر أيار الماضي في إطار تحقيقات حول شبكة تهريب مخدرات. وبعدها تبين دور هذا الرجل في التواصل مع شخصية في لبنان كانت تطلب منه معلومات أمنية عن دوريات الجيش ومواضع الكاميرات على السياج الحدودي. وتشير إلى أن المبرر المطروح هو أن هذه المعلومات تخدم في تنفيذ عمليات تهريب مخدرات.
وفي اعترافاته أشار ضابط الصف إلى أن الهدف من تقديم المعلومات هو الحصول على المال. وقال إنه كان يتلقى آلاف الدولارات مقابل كل معلومة يبعث بها للطرف اللبناني. وتحقق السلطات الأمنية الإسرائيلية في ما إذا كان هناك آخرون في الجيش يعملون مع ضابط الصف. وقال المراسل العسكري للقناة العاشرة إن عدم انتهاء التحقيقات هو السبب وراء استمرار حظر نشر اسم وصورة ضابط الصف.
وأشار المراسل أيضاً إلى أنه جرى التحقيق في الجيش على الأقل مع جندي آخر يعتقد بأنه وفر معلومات لضابط الصف. وتبين أن الجندي الآخر لم يكن يعلم شيئاً وأنه فقط قدّم معلومات بشكل بريء لضابط الصف من دون أن يعلم أنها سوف تصل لـ«حزب الله». وقال إن الجهود تبذل الآن لتقييم مقدار الضرر الأمني الذي ألحقته المعلومات التي أرسل بها إلى لبنان بالأمن القومي والعملياتي الإسرائيلي.
وأكد مصدر في الشرطة الإسرائيلية أن ضابط الصف «كان يدرك أن المعلومات التي ينقلها تخدم حزب الله وتلحق الضرر بأمن الدولة». ولكن عائلة ضابط الصف والتي خدم الكثير من أفرادها على مر السنين في الجيش الإسرائيلي شددت على أن المتهم عمل بدوافع جنائية وليست أمنية. وقالت إن القضية تم النفخ فيها بأكثر مما تستحق.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد