النفايات الإلكترونية: قاتل يتربص بنا
هل سمعت بـ«النفايات الالكترونية»؟ وهل تعلم أنها قد تتسبب بحالات تسمم وتضرّ بالكلى والجهاز التناسلي، كما يؤدي التعرض للرصاص، ولو بجرعات منخفضة، إلى تأخر النمو العقلي؟
وهل تعلم أن الأجهزة المستعملة التي يتم استيرادها من الخارج هي في الأساس، «نفايات الكترونية» لا يجد الغربيون أمامهم سوى بيعها بعيداً عن بلادهم، تفادياً لقوانين البيئة الصارمة المطبقة في البلدان الغربية!
قد لا يعي الكثيرون مدى خطورة «النفايات الإلكترونية»، إذ يكفي أن نلقي نظرة على أسواق «الخردة الإلكترونية» في عدد من المدن العربية، لنكتشف حجم التلوث البصري والبيئي الذي تُحدثه هذه النفايات.
ويصنّف الخبير السوري غالي البحر، أجهزة الكمبيوتر بأنها «نفايات سامة»، فهي «تمتلك لوحة إلكترونية أولاً وأنبوب الأشعة الكاثودية ثانياً. وهذا الأخير يحتوي على نسب من الرصاص بمستويات تؤدي إلى زيادة الخواص السمية وتنتج نفايات خطرة».
وتنتشر في عدد من المدن العربية الكبرى أسواق خاصة ببيع البرمجيات وصيانة أجهزة الكمبيوتر؛ سوق البحصة في سوريا نموذجا؛ وتخلف هذه الأسواق يوميا أعداد كبيرة من النفايات الإلكترونية، غالباً ما ترمى في حاويات النفايات العادية.
خطر «النفايات السامة» يتربّص، بالدرجة الأولى، بالعاملين في هذا المجال. فالكثيرون من بائعي الأجهزة الإلكترونية المستعملة لا يعلمون أن «التعرض لهذه النفايات يسبب الإصابة بحالات تسمم الأعصاب والإضرار بالكلى والجهاز التناسلي، كما يؤدي التعرض للرصاص إلى تأخر النمو العقلي»، حسبما أكّد المهندس السوري عبد المجيد عباس.
وبالفعل، يقول بائع في الأربعين من عمره، يفترش أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وأمامه عدد من الأجهزة الإلكترونية المعطلة، «لم أسمع قط بمصطلح النفايات الإلكترونية.. لكنني أعمل منذ 15 سنة في هذه المهنة، والحمد لله ما فيش أي أضرار ولن يمسنا إلا ما كتب الله لنا».
وفي مصر، تتحول النفايات الالكترونية «إلى شر لا بد منه» بسبب ارتفاع الأسعار وجشع التجار ورغبة العائلات الفقيرة في اقتناء جهاز كمبيوتر، ولو «نصف عمر».
ويحذّر مراقبون من أن الانتشار المتزايد للأجهزة الإلكترونية سيحدث مشكلة بيئية مستقبلاً، خاصة أن بعض هذه الأجهزة تنتج مواد مسرطنة، ولا تزال طريقة التخلص منها غير مقننة بل مدرجة ضمن النفايات الصلبة.
المصدر:«ميدل ايست اونلاين»
إضافة تعليق جديد