إليوت أبراهام أحد صقور أمريكا الأشد فتكاً: ماذا فعل في بيروت ومن قابل؟
الجمل: تعود جذوره في السياسة الخارجية الأمريكية إلى فضيحة (إيران- كونترا)، والتي صعد نجمه بعدها، وأصبحت الدوائر السياسية تشير إليه ضمن مجموعة مهندسي العمليات القذرة في الإدارة الأمريكية.
بعد انتهاء فترة حكم الرئيس ريغان، في عام 1989، لم يتم اختيار إليوت أبراهام للعمل ضمن إدارة الرئيس بوش الأب، ومثل سائر مجموعة المحافظين الجدد آنذاك، عمل إليوت أبراهام في عدد من مراكز البحوث والدراسات، وفي عام 1996 أصبح رئيساً لـ(مركز الأخلاق والسياسات العامة: EPCC) وحينها كتب إليوت أبراهام كثيراً عن مسائل وقضايا السياسة الخارجية، بتركيز شديد على منطقة الشرق الأوسط. أما في القضايا الـ(أخلاقية)، فقد كتب بغزارة عما كان يطلق عليه تسمية: علمانية المجتمع الأمريكي ومخاطر تهديدها للهوية اليهودية.. وذلك على النحو الذي كان يكيل فيه الاتهامات ضد علمانية المجتمع الأمريكي، واللاإنسانية واللاأخلاقية التي تنظر وتتعامل بها هذه العلمانية مع اليهود.
كان إليوت أبراهام طوال هذه الفترة يصف نفسه بأنه محافظ جديد وريغاني جديد –في الوقت نفسه- وبمجيء الرئيس جورج دبليو بوش للسلطة، لاحت الفرصة من جديد لإليوت أبراهام، على النحو الذي جعله ينتقل مباشرة إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك عندما قام الرئيس بوش باختياره ليكون رئيس مشروع استراتيجية التحول الديمقراطي العالمي.. وبعدها أصبح إليوت أبراهام يشرف على كل توجهات الإدارة الأمريكية المتعلقة بترقية الديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة إلى الإشراف الدقيق على كل أنشطة الإدارات والوكالات التابعة لمجلس الأمن القومي، المختصة بشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
عملت إدارة بوش في البداية على وضع إليوت أبراهام خارج (دائرة الاحتواء)، وعندما تم تعيينه في مجلس الأمن القومي الأمريكي رئيساً لمكتب حقوق الإنسان، ثم بعد ذلك المدير الأعلى بمجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أعلن البيت لوسائل الإعلام صراحة بأن إجراء المقابلات مع إليوت أبراهام ممنوع.
يتمتع إليوت ابراهام بعضوية 25 لجنة وهيئة تختص في الشؤون السياسية والاستراتيجية وثيقة الصلة بعملية صنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية.
كتب موقع كانتربنكش الأمريكي الذائع الصيت، قائلاً: إنه على الرغم من حديث الرئيس بوش المتكرر بأن الإدارة الأمريكية (ليست متحيزة ضد الإسلام)، فإن تعيين هذه الإدارة لإليوت أبراهام رئيساً مسؤولاً عن شؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، يمثل دليلاً دامغاً على أن الإدارة الأمريكية (متحيزة تماماَ ضد الإسلام)، وبالتالي فإن بوش لن يعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط بأي حال من الأحوال.
تقول أحدى مساعدات إليوت أبراهام: إن الإدارة الأمريكية قررت قيام مكتب إليوت أبراهام بجولة في الشرق الأوسط، لإعداد تقرير حول أوضاع الأقليات في المنطقة، وفوراً أقام إليوت أبراهام بتنفيذ جولة شملت السعودية، مصر، وإسرائيل.. بحيث أشرف هو شخصياً على زيارة مصر والسعودية.. وأوكل لآخرين القيام بزيارة إسرائيل. وما هو جدير بالملاحظة أن إليوت أبراهام وجّه المسؤولين عن إعداد التقرير بتوجيه المزيد من الانتقادات لمصر والسعودية.. أما فيما يتعلق بإسرائيل فقد قام بإزالة كل ما يتعلق بفلسطين والعرب، واصفاً إسرائيل بأنها المثال الأسمى في احترام حقوق الإنسان.. وعلى الذين يريدون معرفة إليوت أبراهام جيداً أن ينظروا إلى تقارير الإدارة الأمريكية الدورية عن حقوق الإنسان حول البلدان العربية والإسلامية.
إليوت أبراهام، الـ(عضو البارز في اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان)، و(رئيس منتدى الشرق الأوسط)، الذي اختار زياد عبد النور ليكون نائباً له، ظل على اتصال وثيق ببعض الزعماء السياسيين في لبنان، وكان دائماً يرتب الزيارات لهم لواشنطن لمقابلة المسؤولين في الإدارة الأمريكية، يساعده في ذلك (زياد عبد النور) و(باولا دوبريانيسكي) التي كان لها شرف إطلاق تسمية ثورة الارز Cedar Reuoluliin) عند سماعها بالأحداث في لبنان.
آخر الأخبار تقول: جاءت كوندوليزا رايس خلال فترة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وذلك من أجل التباحث حول عملية وقف إطلاق النار، وما لم ينتبه إليه الإعلام العربي أن إليوت أبراهام كان يرافقها في هذه الجولة الشرق أوسطية.. وبعد أن زارت تل أبيب، جاءا إلى بيروت، قابلت هي من تريد مقابلته.. أما هو ماذا فعل؟ من قابل في بيروت؟ ماذا قال لمن قابلهم؟ وما هي التعليمات التي أصدرها لهم؟ خاصة أن كوندوليزا رايس كانت بمثابة الـ(مبعوث المعلن)، أما هو فقد كان الـ(مبعوث الحقيقي غير المعلن).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد