الاعتــدال الربيعــي حــلّ في دمشــق قبل موعده
كان العالم على موعد مع الاعتدال الربيعي يوم الأحد 21 آذار، ويفترض أنه يتساوى فيه الليل والنهار، لكن حل الاعتدال الربيعي مبكرا في دمشق في هذا العام فجاء في السادس عشر من آذار في مدينة دمشق حسب التقويم الهاشمي،وبناء على هذا التقويم أشرقت الشمس في السادس عشر من آذار في الساعة الخامسة و48 دقيقة وحل الغروب في الساعة الخامسة و48 بمعنى أن طول النهار كان 12 ساعة وكذلك الليل.
ومن المعروف أن الاعتدال الربيعي يأتي في 21 آذار ويبدأ فصل الربيع في 23 آذار وفق التقويم الغريغوري الموضوع في 5 تشرين الأول عام 1582 والمعتمد عالميا الآن في تحديد بدايات الفصول،ويحدد علماء المناخ في عصرنا وقوع الاعتدال بين العشرين والثالث والعشرين من آذار.
فما سبب هذا الاختلاف بين التقويم العالمي وبين حلول الربيع بدمشق قبل موعده بسبعة أيام،وقبل الاعتدال بخمسة أيام ؟ وهل هناك خطأ في التقويم الهاشمي أم هناك مسألة أخرى تفسر هذا الاختلاف؟
من المهم الإشارة إلى وجود أخطاء في التوقيت الهاشمي الموضوع منذ أكثر من تسعين عاما، وحسب المؤقتين يحتاج هذا التقويم إلى تصحيح،ومع ذلك يبقى التباين في حلول الاعتدال الربيعي وتساوي الليل والنهار تماما موجودا عندنا وموجودا في مكان آخر من العالم .
هذا الأمر يحتاج إلى شيء من التوضيح،حيث إن هذا التباين ناتج عن أمرين الأول يتعلق بموقع دمشق على خطوط العرض وبعدها عن خط الاستواء،والثاني عن ظاهرة كونية تتعلق بمحور دوران الأرض،وتفسير ذلك ما يلي :
إن الاعتدال الزمني هو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار،ويصادف الاعتدال الربيعي والخريفي يومين في السنة، وذلك عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء بشكل مباشر.
ويستخدم علماء الفلك اصطلاح الاعتدال لكل من النقطتين الوهميتين اللتين يخترق فيهما المدار الظاهري للشمس بين النجوم خط الاستواء السماوي. وخط الاستواء السماوي، خط وهمي يمر عبر السماء مباشرة فوق خط الاستواء.
وفي هذا الوقت يكون طول الليل والنهار متساويين تقريبا،ويحدث الاعتدال الربيعي في العشرين أو الحادي والعشرين من شهر آذار وفي الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين من شهر أيلول في نصف الكرة الجنوبي، أما في نصف الكرة الشمالي ومنها بلادنا فيحدث الاعتدال الربيعي في أواخر شهر آذار حيث يعلن عن بداية شهر الربيع.
وهناك حسب علماء الفلك عاملان رئيسيان يتحكمان في طول النهار والليل، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء، والعرض الجغرافي.
فالشمس عندما تكون على خط الاستواء يتساوى الليل والنهار،وكذلك فإن موقع المنطقة جغرافياً نسبة لخط العرض صفر يحدد هذا الأمر أيضاً إذ إننا كلما ابتعدنا عن خط الاستواء زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما.
وحول الأمر الثاني يقولون:إن مواقع النقطتين الاعتداليتين لا تبقيان في ذات المكان من سنة إلى أخرى،إذ تتغيَّران باتجاه الغرب ببطء كبير، يعادل درجة واحدة لكل مائة سنة،وهذه الحركة التدريجية لهاتين النقطتين والمسماة مبادرة،تنتج عن تغير بسيط في اتجاه محور الدوران الأرضي، وبسبب دوران الأرض حول الشمس بشكل أهليجي، وفي أثناء رحلتها من الجنوب إلى الشمال، تمر على نقطة الاعتدال الربيعي، فتتعامد أشعة الشمس على محيط خط الاستواء.
وتبدأ الظاهرة بالتشكل مع شروق الشمس من الزاوية الأفقية الشرقية على درجة 89 درجة تقريباً، ثم تغيب في الزاوية الغربية ومقدارها 270 درجة تقريباً، وبذلك يتساوى طول الليل والنهار تقريبا في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
وهذا ما يفسر حدوث الاعتدال في دمشق قبل التاريخ المتفق عليه وفق التقويم الغريغوري .
فمن الناحية الجغرافية تتمتع سورية بمناخ متوسطي معتدل تتميز فيه الفصول الأربعة،وتقع سورية بين خطي الطول 42.39 و 35.73 وبين خطي العرض 37,32 و 32.31،وتقع مدينة دمشق على خط طول 36.18 شرق غرينتش وعلى خط عرض 33.21 شمالاً،أما الشق الثاني من المسألة المتعلق بمحور الدوران فهو يشمل مختلف أنحاء الأرض .
محمد قاسم الخليل
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد