دمشق لن تغير استراتيجيتها قبل ضمان مصالحها الإقليمية
صدر أمس تقرير عن «مجموعة الأزمات الدولية» تحت عنوان «اعادة ترتيب الأوراق: تطورات الاستراتيجية السورية»، يبحث في التغيرات المحتملة في سياسات دمشق، ويخلص إلى ان «أي تطور في هذا السياق، سيرتبط بتقييم النظام السوري كلفة خياراته، في ما يتعلق بالاستقرار المحلي والموقع الاقليمي، في ضوء ما يفعله الفرقاء الآخرون على الساحة الدولية».
ويرى مدير شؤون العراق وسوريا ولبنان لدى «مجموعة الأزمات الدولية» بيتر هارلينغ أن «الغرب يريد من سوريا، بشكل أساسي، تغيير سياساتها باتجاه قطع العلاقات مع حلفائها أو إضعافها، وتوقيع سلام مع اسرائيل، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة، فيما تود سوريا، قبل النظر في أي تغيير أساسي، معرفة وجهة المنطقة، وما اذا كانت مصالحها الخاصة ستؤمّن».
كما اعتبر معدو التقرير ان النظام السوري أظهر اداء مرنا بالرغم من محيطه المضطرب والعدائي غالبا، لكنه «لا يزال يواجه مصادر خطر في كل الجبهات تقريبا»، مشيرين إلى أن «احتمال انتقال التوترات الاقليمية إلى الداخل السوري قائم». نتيجة ذلك، وفيما تحرص دمشق على المحافظة على روابط وثيقة مع طهران، سعت بحسب التقرير، لموازنة تلك العلاقات عبر تحالفات جديدة تعزز رصيدها الاستراتيجي.
لكن «مجموعة الازمات» اعتبرت ان الولايات المتحدة وسوريا «تحتاجان لابتكار عملية دبلوماسية تقوم على الاختبار المتبادل للنيات، وتعزيز المصالح، والانطلاق في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالشكل الذي من شأنه طمأنة دمشق حيال المستقبل»، مضيفة انه «يجب أن ينطلق ذلك من تحديد أهداف واقعية قد تتضمن احتواء الدور الايراني في مواقع مثل العراق أو اليمن، وتشجيع الحكومة اللبنانية على التركيز على الشؤون الداخلية».
ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط لدى «مجموعة الأزمات الدولية» روبرت مالي ان «الولايات المتحدة تبحث عن دليل يثبت أن سوريا مستعدة للتعاون، اما سوريا فتبحث عما يثبت ان المكاسب التي ستحققها تستحق المخاطرة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد