الأسد: طرح أوباما للسلام لم يدخل في التفاصيل

23-10-2009

الأسد: طرح أوباما للسلام لم يدخل في التفاصيل

فصل الرئيس بشار الأسد، أمس، بين التعاون الثنائي القائم بين سوريا ودول أوروبية، والتعاون في إطار الشراكة السورية الأوروبية، مفضلاً القول إن التوقيع على الاتفاقية يدخل في إطار العمل التقني، مشيراً إلى تقدم التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي بشكل مستقل، موضحاً أن دمشق تولي الأهمية «لتقوية علاقتها مع دول المنطقة وخاصة الدول العربية ودول الجوار كتركيا». الأسد وعقيلته أسماء في استقبال هالونين وزوجها بينتي أرايارفي في دمشق أمس
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة فنلندا تاريا هالونين في دمشق، شدّد الاسد على أن الوقت ليس في مصلحة السلام، داعياً أوروبا إلى التحرك لدعم هذه العملية، مشيراً إلى أن ما طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما حول السلام لا يزال في إطار العناوين، ولا يوجد نقاش حول التفاصيل مع الدول المعنية، ومنها سوريا، مؤكداً أن إسرائيل لا تستطيع أن تجمع الاحتلال والسلام تحت سقف واحد.
وقلد الأسد رئيسة فنلندا وسام «أمية ذا الوشاح الأكبر»، وهو أرفع وسام في سوريا، فيما قلدت هالونين الرئيس السوري وشاح «الوردة الفنلندية البيضاء ذا الصليب الأكبر والياقة» وهو أرفع وسام في فنلندا. وأكد الأسد وهالونين، في المؤتمر الصحافي، أهمية الالتزام بقرارات الشرعية الدولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال الأسد «شرحت موقف سوريا من عملية السلام القائمة منذ عقدين تقريباً والمتوقفة حالياً، وأكدت تمسك سوريا بهذه العملية وتمسكنا بالأسس التي تبنى عليها عملية السلام، وخاصة قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام»، موضحاً أنه «من البديهي أن يكون هذا المبدأ هو الأساس الوحيد للوصول إلى السلام».
وأضاف «لا يمكن أن يكون هناك التقاء في المكان والدولة نفسيهما بين الاحتلال والسلام، ولا يمكن أن تكون دولة محتلة وتعمل من أجل السلام، وعلى إسرائيل أن تختار بين الأولى أو الثانية، وبالتالي لكي نصل لهذا السلام نحن بحاجة لشريك إسرائيلي لكي نتمكن من إيجاد اتفاقية سلام تحقق سلاماً واقعياً على الأرض».
وقال الأسد «أكدنا دعم سوريا لعملية المصالحة بين الأطراف الفلسطينية من أجل الوصول إلى مفاوضات تحقق سلاماً على المسار الفلسطيني، كما تحدثنا عن حصار غزة وضرورة رفع المعاناة عن الفلسطينيين في القطاع كنقطة من النقاط المهمة لإيجاد السلام على المسار الفلسطيني».
ورداً على سؤال حول رؤية أوباما للسلام، قال الأسد «نحن نتفق مع ما طرحه أوباما في حملته الانتخابية أو بعدها كعناوين، سواء ما يتعلق بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي، أو ما يتعلق منها بموضوع الانسحاب من العراق، لكن هذه القضايا معقدة جداً، وهناك عناوين كبيرة وأخرى فرعية، وتفاصيل كثيرة وحتى الآن لم نسمع سوى العناوين ولم نسمع نقاشاً مع الأطراف المعنية، ومنها سوريا، حول هذه التفاصيل التي من دونها لا يمكن أن نضع خطة تنفيذية ننطلق فيها من أجل تحقيق الهدف».
وأضاف «الزمن ليس في مصلحة عملية السلام، لذلك فالاستعجال ضروري وهنا يكمن دور أوروبا، وهذا ما ناقشته مع هالونين بأنه لكي لا نخسر هذا الزمن المهم جداً علينا أن نتحرك سوية مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأوروبية من أجل استخدام هذا الزمن الضائع لكي نصل بأقصر زمن مع الإدارة الأميركية لتنفيذ عملية السلام».
وأكد الأسد أن لسوريا علاقة قديمة ومتينة مع إيران. وقال «إن معالجة أي ملف نووي في أي مكان في العالم لا تخضع للأمزجة الشخصية لمسؤولين، ولا تخضع لأجندة سياسية معينة، وإنما يجب أن تخضع لاتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل»، مشيرا إلى أن دمشق تناقش مع الدول الأوروبية تفاصيل هذا الملف، وتقدم لهم أفكاراً قد تساعد في حل الموضوع بما يؤمن الاستقرار في المنطقة.
وحول أولويات سوريا، قال الأسد «إن من أولويات سوريا تقوية علاقاتها مع دول المنطقة، وخاصة الدول العربية ودول الجوار كتركيا، حيث تشكل العلاقات السورية التركية نموذجاً يحتذى وهي دليل على أنه ينبغي البدء بدول المنطقة من دون أن يكون ذلك بديلاً من العلاقات مع بقية دول العالم». وأضاف «من أولوياتنا أيضاً تحقيق السلام وإقامة علاقات تعاون مع الدول المهتمة بهذا الموضوع، سواء في أوروبا أم غيرها كالولايات المتحدة التي لديها دور مهم في السلام ولا يمكن تحقيقه من دون مشاركتها».
وتابع الرئيس السوري «من أولوياتنا أيضاً التعاون بشكل وثيق مع أوروبا قبل توقيع اتفاقية الشراكة، لأن التوقيع موضوع فني، ونستطيع التعاون من دون توقيع الشراكة التي تنبغي مراجعتها لكن تبقى الأولوية للتعاون».
من جانبها، وصفت هالونين علاقات بلادها مع سوريا بالجيدة، مشيرة إلى تعزيزها على الصعيدين الثنائي والعلاقات السورية الأوروبية بشكل عام، معربة عن تمنياتها بتوقيع اتفاقية الشراكة. ودعت «للتوصل لسلام شامل ودائم في الشرق الأوسط انطلاقاً من إيمان بلادها بما يحققه من فائدة على دول المنطقة»، مشيرة إلى استعداد بلادها والاتحاد الأوروبي لدعم جهود عملية السلام والقيام بدور بهذه المسألة.
وعن العقبات التي تضعها إسرائيل أمام عملية السلام، قالت هالونين، التي التقت رئيس الحكومة محمد ناجي عطري ورئيس البرلمان محمود الابرش، إن الاتحاد الأوروبي وفنلندا «طلبتا من إسرائيل التوقف عن بناء مستوطنات جديدة وإن هذا أمر واضح بالنسبة لنا».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...