الصحافة المصرية تشجب تأييد السلطات المصرية للعدوان الإسرائيلي
شنت الصحف المصرية لاسيما المستقلة منها هجوما حادا على الموقف المصري من الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتناولت التقارير ومقالات الرأي إبراز أوجه القصور في سياسة مصر الخارجية تجاه التعامل مع الأزمة.
صحيفة الدستور كتبت تحليلا إخباريا مطولا تحت عنوان "تأييد مصر للعدوان الإسرائيلي على لبنان ثمن لتوريث الحكم في مصر"، أكد أن الرئيس المصري حسني مبارك تعامل مع الحرب منذ بدايتها بطريقة مفجعة سياسيا وعربيا من خلال تصريحاته التي صدمت الرأي العام المصري.
وأشارت إلى أن مبارك له مصلحة في أن يقدم خدمة جديدة للأميركان الراغبين في التخلص من حزب الله، وأن هذه المصلحة هي الإعداد السياسي لتوريث نجل الرئيس جمال مبارك كرسي الرئاسة.
ويتساءل التحليل: هل يأتي جمال مبارك للرئاسة عبر دماء الشهداء من الأطفال والنساء في قانا التي لم يستنكرها؟
ويستعرض التحليل ما نقله تقرير "محاسبة الإنفاق الحكومي" التابع للكونغرس الأميركي الذي عدد الخدمات التي قدمها النظام المصري لأميركا في الفترة من 2001 حتى 2006.
ومن هذه الخدمات سماح الحكومة المصرية لـ36553 طائرة عسكرية بالعبور في الأجواء المصرية، ومنح 861 بارجة عسكرية أميركية تصريحا للعبور في قناة السويس ونشر800 جندي مصري في دارفور عام 2004، وتدريب 250 عنصرا من الشرطة العراقية و25 دبلوماسيا عراقيا.
صحيفة العربي الناصري شنت هجوما حادا على الدبلوماسية المصرية تجاه ما يجري في لبنان، ووصف محمد الباز في تحليل إخباري الدبلوماسية المصرية بأنها "دبلوماسية رخوة" تمثل انعكاسا لدولة رخوة ضعيفة لم تعد قادرة على تحقيق أي شيء إيجابي أو محترم.
وقدم الكاتب كدليل على صدق ادعائه أن زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأخيرة لسوريا كانت لإبلاغ رسالة من الرئيس المصري للرئيس بشار الأسد يطلب منه ممارسة كل أنواع الضغط على حزب الله كي يقبل بنشر قوات دولية جنوب لبنان، واستخدام نفوذها لديه للإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين مقابل وعد مصري بتطبيع العلاقات السورية الأميركية.
ويخلص المقال إلى أن هذه هي سمة الدبلوماسية المصرية حاليا، فهي هزيلة ورخوة ومخزية ومؤسفة، لا تعدو أن تؤدي مهمة كبيع حزب الله وتقديم رقبة حسن نصر الله على طبق من ذهب للإسرائيليين والأميركان.
في مقاله بصحيفة المصري اليوم المستقلة يتساءل الدكتور حسن نافعه: هل تحولت مصر إلى ساعي بريد في ديوان الحكومة الإسرائيلية؟
ويجيب أن شعورا بالخزي أصبح ينتاب المصريين من مواقف مصر الرسمية من الحرب على لبنان، بدءا بموقف الرئيس مبارك الذي حمل حزب الله مسؤولية الحرب بسبب مغامراته غير المحسوبة، ومرورا بتقديم غطاء دولي وإقليمي للعدوان في مؤتمر روما، وتصريحات مخجلة لوزير الخارجية بعدم ممانعة مصر من قبول قوات دولية على الحدود "بصرف النظر عن المسميات"، ما يعني أن مصر لا تمانع في قبول قوات من حلف الأطلسي، وانتهاء بإرسال وزير من الدرجة الثالثة ليمثلها في القمة الإسلامية.
ويخلص الكاتب إلى أن مصر تقلص دورها في حمل الرسائل الإسرائيلية والأميركية إلى كل من يهمه الأمر في المنطقة، وتحولت إلى ساعي بريد في ديوان الحكومة الإسرائيلية.
وحذر الكاتب من أن استمرار اختزال دور مصر في "ساعي البريد" سيقود إلى ما لا تحمد عقباه.
أما صحيفة الأسبوع فقد كتب رئيس تحريرها مصطفى بكري مقالا تساءل فيه عن أسباب تصميم الرئيس مبارك على التمسك بالعلاقة مع إسرائيل، وتوجه إليه بالسؤال عن رأيه في قرار هوغو شافيز بسحب سفير بلاده من تل أبيب.
وأكد بكري أن مصر لم تتذكر أن هناك بلدا عربيا وأن شعبا يتعرض للعدوان إلا بعد مضي ثلاثة أسابيع، مشيرا إلى أننا أمام مؤامرة كبرى ستدفع ثمنها الأجيال القادمة.
كما أكد أن الأنظمة العربية الحاكمة لن تحرك ساكنا إذا أقدمت إسرائيل على توسيع الحرب وأقدمت على ضرب سوريا.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد