إسرائيل تطلق حملة دبلوماسية لاحتواء تقرير الأمم المتحدة حول غزة
أثار تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في الحرب على غزة مخاوف إسرائيلية من احتمال أن يرفع مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، توصية إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوجيه الاتهام إلى مسؤولين عسكريين وسياسيين ضالعين في الحرب، ولهذا السبب أطلقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، حملة دبلوماسية في مسعى لاحتواء الآثار «الضارة والسلبية» لهذا التقرير.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إن الحكومة الإسرائيلية ستعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمنع أي انعكاسات خطيرة لهذا التقرير بالنسبة لإسرائيل، في حين أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور عن خشيته من أن «يضر هذا (التقرير) بصورتنا»، لكنه رأى أنّ «توصيات هذا التقرير متطرفة للغاية لدرجة أن فرص تطبيقها قليلة».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك سيجرون اتصالات بنظرائهم في أنحاء العالم لإقناعهم بأن التقرير «منحاز» و«غير متوازن»، فيما اعتبرت سفيرة الدولة العبرية لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف، في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية، إنّ حكومتها «ستفعل كل ما في وسعها لمنع أي ملاحقات قضائية نتيجة التقرير، وذلك من خلال السعي لإظهاره بأنه غير نزيه ومنحاز سياسياً». وفيما قوبل تقرير اللجنة بردود فعل مستنكرة في إسرائيل، لا سيما من صحف اليمين، قالت نيكول غولدستون، إبنة رئيس لجنة التحقيق الأممية القاضي ريتشارد غولدستون، في مقابلة مع إذاعة الجيش الاسرائيلي، إنه لو لم يكن والدها رئيساً للجنة لكان التقرير أقسى مما هو عليه.
وأكدت غولدستون أنّ والدها واجه صعوبات عديدة لدى قيامه بعمله، مشيرة إلى أنه أخذ على نفسه هذا المنصب لكونه يعتقد أن ذلك أفضل للسلام، وأيضاً من أجل إسرائيل، فهو صهيوني ويحب إسرائيل».
من جهتها دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة إلى مراجعة المحكمة الجنائية الدولية إذا لم تباشر إسرائيل وحماس تحقيقات «موثوق بها» في الاتهامات التي وجهتها إليهما لجنة التحقيق الدولية.
وفي دمشق، اعتبرت فصائـل تحـالـف الـقـوى الفـلسطينيـة أنّ التقرير يعد «بداية لصحوة المجتمع الدولي والهيئات الدولية»، مطالبة مجلس الأمن الدولي وكافة الهيئات الدولية بالقيام بدورها تجاه هذه الفظائع ضد الإنسانية، لأنها تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي. وشددت الفصائل أنّ «المقاومة ضد الاحتلال هي مقاومة مشروعة أقرّتها الأعراف والمواثيق الدولية».
من جهته، وصف القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان التقرير بأنه «سياسي وغير متوازن وغير منصف وغير موضوعي، لأنه ساوى بين الجلاد والضحية» مضيفاً أنه «افتقد إلى الجرأة والصراحة التي تقتضي المطالبة بتقديم قادة الاحتلال إلى محاكم جرائم الحرب الدولية على ما ارتكبوه من جرائم حرب وفظائع ضد شعبنا الفلسطيني».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد