فتح تهدد حماس بخطوات لا تحتملها مالم تسمح للفتحاويين بمغادرةغزة
تبادلت حركتا فتح وحماس التهديدات، امس، بعد قرار منع الفتحاويين المقيمين في غزة من التوجه إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمرهم السادس في الرابع من آب المقبل. ولوحت فتح، أمس، باعتقال أعضاء في حماس في حال إصرار الحركة على موقفها.
وقال مسؤول في فتح «إذا لم يسمحوا لأعضاء فتح بمغادرة غزة سنعتقل نشطاءهم (حماس) في الضفة»، فيما اعتبر أمين سر حركة فتح في رام الله أنّ «منع رجالنا من الحضور في الضفة سيكون المسمار الأخير في نعش الحوار».
واتهمت فتح حماس باعتقال أكثر من 45 من كوادرها في قطاع غزة بينهم عضو مجلسها الثوري عبد الرحمن حمد. ووصفت الحركة هذه الخطوة بـ«الاستفزازية»، مشيرة إلى أنها تندرج ضمن مساعي حماس لمنع الأعضاء من السفر لحضور أعمال المؤتمر السادس.
من جهته، أكد رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد أنّ حركته لن تسمح لحماس بـ«ابتزازها» في هذه المسألة. وأضاف أنّ «فتح تسعى دائماً للتعايش مع حركة حماس، لكن يوجد تيار انقلابي داخل حماس يحاول تفجير الأوضاع في الضفة، ونحن سنتصدى له وسنتعامل مع كل من يهدد الأمن في الضفة ويسعى لتدمير الوطن».
بدوره، اعتبر المتحدث باسم فتح فهمي الزعارير أنّ حماس تمارس ابتزازاً غير مقبول من قبل الأطراف الفلسطينية كافة بمنعها أعضاء فتح من المشاركة في المؤتمر. وأضاف «إننا نعمل في المستويات والوسائل كافة لإحضار إخوتنا من القطاع، وعلى أعلى المستويات»، مشيراً إلى أن «حماس لا تستطيع احتمال ردة فعل معالجتنا لهذا الموضوع، لأنّ مؤتمر فتح السادس تاريخي بالمعنى الحرفي، وأدوات معالجته وضمان انتظامية قراراته تاريخية أيضاً».
من جهته، اعتبر القيادي في حماس سامي أبو زهري أن تهديدات فتح لن تفلح في تغيير موقف الحركة، في وقت قال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم «نحن لسنا معنيين بتعطيل المؤتمر وإفشاله وإنما معنيون بالدرجة الأولى بإطلاق معتقلينا في الضفة واستمرار تصفية عناصرنا»، مؤكداً أنّ خروج وفد فتح من غزة مرهون بإنهاء ملف المعتقلين.
وجدد القيادي في حماس محمود الزهار موقف الحركة بـ«عدم السماح لأعضاء المؤتمر السادس من غزة بالتوجه إلى الضفة ما دامت فتح تواصل حملة ملاحقاتها لعناصر وقادة حماس». وأضاف «إذا أرادوا أن يتحركوا من غزة بحرية والذهاب للمؤتمر فعليهم أن يطلقوا سراح جميع المعتقلين ولا يبقى في سجونهم معتقل واحد». كما طالب «بتوفير دفاتر جوازات السفر لسكان القطاع لتمكينهم من التنقل بحرية الى خارج غزة»، مؤكداً أن «كل ما دون ذلك هو تسريبات إعلامية لا أساس لها من الصحة».
في غضون ذلك، عاد إلى الضفة الغربية، أمس، القيادي التاريخي في حركة فتح محمد غنيم (أبو ماهر)، وذلك للمرة الأولى منذ إقامة السلطة الفلسطينية في العام 1994. ووصل غنيم إلى الضفة قادماً من الأردن عبر معبر الكرامة، وكان على رأس مستقبليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقياديون بارزون في فتح والسلطة.
وقال غنيم، خلال مؤتمر صحافي في مقر المقاطعة في رام الله، إنّ «طريقنا طويل وسنحقق أحلامنا بالنضال والعزائم التي تمرست بطرق النضال». وأضاف أنّ «وجودنا معاً سيكون طويلاً وان النصر طويل».
وفي سياق التحضيرات لعقد مؤتمر فتح، قال مفوض عام التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع إن الاستعدادات قد اكتملت لتنظيم المؤتمر الذي «بات حقيقة واقعة»، مؤكدا أنه قد تمّ وصول وفود بعض الأقاليم من الخارج في حين أن البقية ستصل غداً.
وكان أمناء سر أقاليم فتح قد انهوا، مساء أمس الأول، اجتماعاتهم بحضور نحو 20 أمين سر من الضفة وقطاع غزة والقدس المحتلة وسوريا والأردن ودول عربية مختلفة. وقد خلص الاجتماع إلى إصدار ورقة تفاهم رأى فيها المجتمعون أنّ شروط نجاح المؤتمر تتوقف على «إقرار برنامج سياسي كفاحي وطني يوحد حركتنا وشعبنا داخل وخارج الوطن»، و«تعديل النظام الداخلي بما يوحّد جسم الحركة ويعزز حياتها التنظيمية والديموقراطية»، و«إقرار برنامج وطني ينظم علاقة الحركة بالمنظمة والسلطة»، و«إجراء مراجعة شاملة للمسيرة السياسية منذ المؤتمر الخامس»، فضلاً عن «الالتزام بالمرجعيات الوطنية المتمثلة بمنظمة التحرير وقراراتها في التفاوض والوقوف على الثوابت... والتأكيد على أن التناقض الرئيسي هو مع الاحتلال، وأن التناقضات الأخرى كافة يجب حلها بالحوار».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد