جوقة المتخاذلين تجدد انتقاد المقاومة العربية

أسفرت الهمجية الاسرائيلية المستمرة في يومها السابع أمس عن حصيلة من الدم بدأت الاربعاء الماضي بلغت سقوط 245 شهيدا و553 جريحاً اغلبهم من المدنيين.
وبحسب احصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، استشهد منذ بداية العدوان الاسرائيلي 216 مدنيا وجرح 487 في غارات استهدفت منازل وبنى تحتية وخصوصا طرقا وجسورا.
واستشهد ايضا 21 جندياً في الجيش اللبناني وجرح 64 آخرون، فيما اعلنت المقاومة الاسلامية استشهاد ستة من مقاتليها.

ومن جهة أخرى اعتبرت باريس أن هناك سباقا مع الزمن بين القوى المتطرفة والجهات السياسية في المنطقة. وفيما رأت السعودية التي ذكرت باتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربية انه لا يمكن لأي فئة اتخاذ قرار الحرب من دون استعداد الدولة، اعتبرت مصر ان المقاومة في لبنان وفلسطين، لم تحقق سوى مكاسب محدودة، وأن الشعب يدفع الثمن.
ففي جدة، قال وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي، لم نتهم أحد بعينه في القتال في لبنان.. الهدف أننا لو دخلنا في صراع نحسب حساباتنا. وتابع شروط السيادة لأي دولة هو قرار الحرب والسلام .. لا يمكن لأي فئة (في إشارة إلى حزب الله) أيا كانت اتخاذ قرار الحرب من دون استعداد الدولة.. هذا مجال الفوضى.
اضاف ان المملكة لم تتهم بالاسم اي دولة وفي تقييمنا ان التدخل إذا كان هناك تدخل من اي طرف في هذا الوضع العربي خاصة من الأطراف غير العربية ان يكون تدخلا للخير وتدخلا لمصلحة الدول العربية. فإذا كان هناك علاقات مميزة بين اي دولة ودولة عربية نتأمل ان يكون مصب العلاقات والمؤازرة هي لصالح الدولة. وأشار إلى ان ما يحتاج إليه لبنان في الوقت الحاضر هو الهدوء وإعادة البناء وعدم المجازفة بمصلحته ووحدة شعبه وهذا ما تتمناه المملكة من جميع الدول المهتمة بالوضع العربي عموما واللبناني بشكل خاص.
ورفض الفيصل أن تعقد قمة عربية إلا بعد المشاورات والاتفاق على النتائج، معتبرا ان <الإفراج عن الجنديين لن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار>. وفيما قال ان الممكلة <لم تقف محايدة ولن تقف محايدة>، أكد حول إذا ما تعرضت سوريا إلى هجوم ان <سوريا ضمن العالم العربي وهناك اتفاقية دفاع مشترك>. ورأى ان <لبنان أكثر دولة عانت من الأزمات في المنطقة، آن له أن يستقل والعيش هادئا>.
مبارك
من جهته، قال الرئيس المصري حسني مبارك لصحيفة <الوطني اليوم> المتحدثة باسم الحزب الوطني الحاكم <لا احد يشكك في حق الشعوب في مقاومة قوات الاحتلال ولكن هذه المقاومة يتعين ان تلتزم بحسابات الربح والخسارة>.
وتابع <ان إشعال الموقف تحقيقا لمكاسب محدودة يتجاهل الهدف الأساسي للفلسطينيين وهو إقامة دولتهم المستقلة>، مشيرا الى ان <ما ذكرته عن المقاومة الفلسطينية ينطبق بدوره على المقاومة اللبنانية>. وقال <ان التصعيد الإسرائيلي في لبنان يجر المنطقة لمنزلق خطر>، مشددا على ان <الشعبين اللبناني والفلسطيني يدفعان الثمن>.
وفي حديث لمجلة المصور، قال مبارك إن <الإسرائيليين يعتقدون أن لديهم فرصة للتخلص من سلاح حزب الله ويحاولون استثمار هذه الفرصة>. وأكد أن مصر على اتصال دائم ومستمر بسوريا، مشيرا الى أنه أوفد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الى دمشق في وقت مبكر ليتولى السوريون الاتصال بحزب الله، وذلك من أجل احتواء الأزمة قبل أن يبدأ العدوان.
ونفى مبارك إقامة مصر والأردن والسعودية جبهة عمل ضد المقاومة، تعمل سراً لحل حزب الله وإبعاد النفوذ الإيراني عن لبنان، مشددا على أن مصر <مثلما تحرص على عدم تدخل أحد في شؤونها الداخلية فإنها تحرص أيضا على عدم التدخل في شؤون أي دولة أخرى>، وأن <حزب الله شأن لبناني داخلي يهم اللبنانيين أساسا ولا تتدخل مصر في أي أمر يتعلق به>.

المصدر: وكالات