التقنين والأعطال الكهربائية بحلب
شتاء هذا العام سيكون ضيفاً ثقيلاً شديد الوطأة على المواطن فهو لن يكون كغيره من الشتاءات المنصرمة ؟! , والسبب هو أن الوضع الكهربائي أمام تحديات جسام أشبه ب (الورطة .... المأزق ... ) نتيجة الإقبال الهائل و" المقلق جداً " على استخدام الكهرباء في التدفئة المنزلية ناهيك عن " انتعاش " ظاهرة الاستجرار غير المشروع للتيار مما ادى الى تطبيق التقنين وحدوث الانقطاعات والأعطال التي تصل أحيانا لعدة ساعات أو أيام في بعض الأماكن , الى متى سيستمر التقنين والأعطال ,ماهي الإجراءات المتخذة والمطلوب اتخاذها للخروج من هذا " النفق المظلم " والمعاناة المريرة ؟ , لماذا لم تكن الجهات المعنية على استعداد كاف لمواجهة هذا الأمر , ألم تستطع " التنبؤ " بتحول قسم كبير من المواطنين من التدفئة باستخدام مادة المازوت الى استخدام الطاقة الكهربائية بعد رفع سعر المازوت وقيام العديد من المواطنين ببيع قسائم المازوت المدعوم وبالتالي الوصول الى مانحن فيه حاليا من عدم القدرة على تلبية الاستهلاك المتفاقم ؟! , هذه الأسئلة وسواها حاولنا معرفة الإجابة عنها خلال حوار أجريناه مع المهندس محمد سعد مدير عام شركة كهرباء حلب الذي قال بداية :
إن قطاع الكهرباء من القطاعات الحيوية والهامة والذي أولته الدولة الأهمية الكبيرة والدعم المطلق سواء أكان في الإنشاء أو الاستثمار حيث تم تركيب في المنظومة محطات توليد باستطاعة مركبة قاربت على / 7000 / ميغاواط في مختلف أنحاء القطر العربي السوري تتوزع هذه الطاقة المولدة عبر الشبكة السورية لتغذية كافة المحافظات السورية .
- لكن ماهي أسباب الانقطاعات في حلب والتي تستمر أحيانا لعدة ساعات أوأيام في بعض الأماكن ؟
- إن الانقطاعات الكهربائية هي تنقسم الى قسمين الأول مركزي – التقنين : وهو قرار مركزي صادر عن مركز التنسيق الرئيسي بدمشق والذي يقود الشبكة الكهربائية العامة في القطر , وهو ناتج عن الارتفاع الكبير في الطلب على الطاقة وبشكل غير مسبوق في مختلف المجالات المنزلية والصناعية والتجارية والحرفية ناتج عن :
أ- تفاوت في أسعار مصادر الطاقة
ب – سهولة استخدام الطاقة الكهربائية
ج – الدفع اللاحق لقيمة الطاقة الكهربائية
كما توجد زيادة كبيرة في الأحمال على الشبكات الكهربائية ناتجة عن استخدام المواطنين الطاقة الكهربائية للتدفئة بدلاً من مادة المازوت ريفا ومدينة , وقد تبين ذلك بشكل جلي وواضح بعد دخول الذروة الشتوية وانخفاض درجات الحرارة إضافة الى خروج بعض مجموعات التوليد العاملة في المنظومة الكهربائية عن الخدمة بسبب عطل طارئ لحين إعادة هذه المجموعات الى الخدمة وعدم إمكانية الاستفادة من خطوط الربط الكهربائي مابين سورية والأردن ومصر وتركيا نظراً لعدم وجود فائض لديها وخاصة هي بلدان متجاورة وتحت ظروف جوية واحدة انعكس ذلك على نقص في الطاقة الكهربائية اللازمة نتج عنه تقنين موزع على كافة المحافظات السورية يتراوح بين ساعة وأربع ساعات حسب ظروف الشبكة الكهربائية وأحمالها .
وسيتم إعداد برنامج للتقنين تقريبي سيعمم على كافة الأخوة المواطنين من خلال وسائل الإعلام يحدد فيه المناطق وساعات القطع أسبوعياً ولغاية الانتهاء من الذروة الشتوية الحالية بناء على طلب السيد وزير الكهرباء في الاجتماع الأخير بمديري الشركات الكهربائية بتاريخ 18 / 12 / 2008 .
أما القسم الثاني فمرده الى الانقطاعات الكهربائية المحلية وهي أعطال محلية تتركز بشكل كبير في المناطق الشعبية ومناطق المخالفات حصرا وأسبابها الزيادة الكبيرة في الأحمال الكهربائية الناتجة عن استخدام الطاقة الكهربائية لأغراض التدفئة بشكل شبه كلي إضافة الى التعديات الكثيرة على الشبكات الكهربائية في تلك المناطق والتي تزيد من هذه الأعطال بشكل كبير الأمر الي ادى بالمحصلة الى تحميل الشبكات الكهربائية للمراكز التحويلية في تلك المناطق حمولات كبيرة جدا "غيرمسبوقة أيضا " .
ما هي أبرز الأعطال وعددها ولماذا يتم التأخير أحيانا في إصلاحها ؟
- إن أبرزها انصهار الأسلاك , ضرب الفواصل ,احتراق القواطع , احتراق اللوحات , احتراق المحولات حيث ان كل عطل يستغرق إصلاحه عدة ساعات لذلك فإن الشركة قد استنفرت كافة ورشات الإصلاحات وعلى مدار ال / 24 / ساعة وإنه لدينا إحصائية مابين 25 – 30 شبكة لمركز تحويلي في تلك المناطق تنقطع وينقطع التيار عن المواطنين , فحين قيام عمال الشركة وبالسرعة الممكنة والمتاحة باستبدالها وقد تحتاج الى عدة ساعات لتبديلها لكن حين الانتهاء من ذلك وإعادة تغذيتها تتكرر الأعطال نفسها بعد دقائق أو أجزاء الساعة أو ساعات ليعاد احتراقها مرة أخرى وانقطاع التيار عن المواطنين نظراً لأن الأحمال الكهربائية الكبيرة والناتجة عن استخدام الطاقة للتدفئة بقيت على حالها موصلة الى الشبكة العامة ودون الحد منها , ونظراً لأن الشبكات الكهربائية لايمكنها وغير قادرة وغير مصممة على أن تقوم بتدفئة الأحياء الشعبية بدلاً من المازوت وخاصة بعد أن قام عدد كبير من المواطنين ببيع قسائم المازوت والتي خصصتها الدولة بالسعر المخفض وذلك لأغراض التدفئة في الشتاء .
- هل تتم مكافأة هذه الورشات على ما تقوم به من عمل وجهد كبير من أجل تحفيزها على العمل ؟
- نعم تتم مكافأتها بعد إنجاز أعمال التصليحات بشكل فوري .
وفي هذا الصدد لابد من التوضيح أن شركة كهرباء حلب جادة في إضافة عدد من المراكز التحويلية المسبقة الصنع أو المراكز التحويلية الإسعافية والتي يجري حالياً تنفيذها في العديد من مناطق المخالفات للتخفيف عن المراكز المحملة رغم الصعوبات العديدة في تأمين مواقع لهذه المراكز وصعوبة كبيرة في إيجاد مسارات للشبكات الكهربائية الأرضية أوالهوائية لعدم وجود أرصفة أو شوارع نظامية في تلك المناطق , كما ان الشركة جادة في قمع المخالفات والتعديات على الشبكات الكهربائية عبر دوريات الضابطة العدلية العاملة بالشركة حيث تقوم بالسبر دوريات صباحية ومسائية مع العلم أنه يوجد مليون و/ 60 / ألف مشترك بالطاقة الكهربائية في محافظة حلب 55 % منهم مشتركون بعدادات منزلية يتم من خلالها استجرار التيار للتدفئة .
وقد تم مؤخرا مؤازرة دوريات الضابطة العدلية العائدة للشركة بدوريات من الشرطة برئاسة ضابط وذلك في أقسام هنانو – السكري – الكلاسة حيث تم توقيف عدد من المخالفين ونظمت بحقهم ضبوط وأدخلوا السجن كبادرة جدية وفعالة ومتميزة عن باقي المحافظات الأخرى , وذلك للحد من التعديات على الشبكات الكهربائية وحفاظا على المال العام والاقتصاد الوطني واستقرار الشبكات الكهربائية واستمرار التغذية الكهربائية لكافة الأخوة المواطنين على مدار ال / 24 / ساعة .
- كم بلغ عدد الضبوط التي تم تنظيمها بشأن الاستجرار غير المشروع للتيار وماهي عقوبة السارقين ؟
- تم خلال العام الحالي وحتى تاريخه تنظيم حوالي / 12 / ألف ضبط يتعلق بالاستجرار غير المشروع للكهرباء بينما كان عددها حوالي / 10 / آلاف ضبط سنة 2007 .
وإن المرسوم / 60 / ينص على فرض غرامة مالية تصل الى / 100 / ألف ليرة وسجن لمدة أقصاها / 3 / أشهر بحق كل من يستجر الكهرباء بشكل غير مشروع .
- تحدثم عن برنامج التقنين , فهل سيتم تطبيقه بالتساوي بين المدينة والريف ؟
إن هذا البرنامج سيصدر قريبا وسيشمل مدينة وريف حلب حيث سيتم قطع الكهرباء مرتين الأولى صباحية والثانية مسائية وبشكل متساو بين الريف والمدينة وفيمابين أحياء المدينة أيضا .
- ما مدى انعكاس الاستهلاك الزائد للكهرباء على ارتفاع قيمة الفاتورة ؟
ان الاستهلاك الزائد عن / 2000 / كيلو واط يحرم المشترك من ميزة الشرائح حيث يصبح كل الاستهلاك / 4 / ل.س للكيلو واط الواحد وفيما يلي لمحة عن نظام الشرائح الناظم لكل دورة حيث تم تحديد سعر الكيلو الواط الواحد :
1 – 100 كيلو واط ( 25 قرشا )
101 – 200 = = ( 35 قرشا )
201 – 400 = = ( 50 قرشا )
401 – 600 = = ( 75 قرشا )
601 – 800 = = ( 2 ل. س )
801 – 1000 = = ( 3 ل.س )
1001 – 2000 = = ( 5 , 3 ل.س )
2001 ومافوق ( 4 ل.س ) مع إلغاء الاستفادة من ميزة الشرائح المذكورة , علما أن تلك الشرائح موضحة خلف ايصال الكهرباء
- أمام تلك المعطيات والوقائع يتبادر الى الذهن عن الحل الجذري لموضوع التقنين والأعطال ؟!
- لايمكن تأمين الطاقة الكهربائية للتدفئة المنزلية لكل المنازل , وان الحل الجذري للموضوع يتجلى في ترشيد الاستهلاك وعقلنته وعدم اللجوء الى التدفئة بالطاقة الكهربائية بدلاً من التدفئة بمادة المازوت من هنا فإن الشركة بحاجة الى مساعدة المواطنين كافة سواء في ترشيد وعقلنة الاستهلاك للطاقة الكهربائية , أو الحد من الهدر في استعمالها , أو في الإعلام عن المتعدين على الشبكة الكهربائية لضبطهم وفق القانون ,وذلك حفاظا على استمرارها على مدار ال / 24 / ساعة ودعما للاقتصاد الوطني وخاصة في الذروة الشتوية والذروة الصيفية التي يحصل خلالهما ارتفاع الطلب الكبير عليها والحاجة الماسة لها .
- كيف يمكن للمواطن التواصل مع الشركة في الإبلاغ عن الانقطاعات والأعطال ؟
- بإمكان أي مواطن إبلاغ الشركة عن طريق الرقم 2212410 علما أنه يوجد على هذا الرقم /10 / أرقام , إضافة الى الأرقام :
( 2222700 – 2222701 – 2222702 – 2222703 – 4645311 – 2212426 – 107 , وكذلك توجد / 6 / مراكز خدمة موزعة بأنحاء مدينة حلب وهي :
- مركزمقر الشركة بشارع فيصل 2212426
- مركز البلليرمون 2638361
- مركز الكلاسة 3120632 - 3120634
- مركز العرقوب 4645311 – 4648300
- مركز هنانو 4760841
- مركز الحمدانية 5715560
- قلتم في تصريحات سابقة أن الشركة أغلقت هذا العام ملف إنارة الريف لكن ما مصير المزارع التي تم إحداثها بعد سنة 1994 وهي غير واردة ضمن الدليل والفهرس الهجائي المعتمد في الإحصاء لسورية ؟!
- هناك إنجاز كبير تحقق في هذه المحافظة هو الانتهاء من إنارة آخر قرية ومزرعة بمحافظة حلب مدرجة ضمن الدليل والفهرس الهجائي المعتمد في الإحصاء لسورية والذي يعود الى عام 1994 حيث أنير حتى تاريخه حوالى / 3 / آلاف قرية ومزرعة وتجمع غمر ومزرعة جديدة محدثة وبذلك يتم إغلاق ملف إنارة ريف محافظة حلب هذا العام , مع العلم أنه يوجد / 59 / مزرعة محدثة جديدة بعد تاريخ ذلك الإحصاء تم هذا العام إنارة حوالى / 11 / مزرعة منها والتي زاد عدد بيوتها عن / 50 / بيتاً علماً أن الشرط وضعته وزارة الكهرباء وهو ينطبق فقط على ال / 11 / مزرعة محدثة تمت إنارتها بينما سيتم أنارة المزارع الأخرى المحدثة في حال وصول عدد بيوت كل منها الى / 50 / بيتاً .
وفي الختام ومن أجل الخروج من هذه " الأزمة " أو الحد منها فإننا نعتقد أنه من المطلوب من سائر الجهات المعنية المحلية والمركزية العمل بالسرعة الممكنة وبالتوازي كل في مجال اختصاصه على :
- إعادة النظر بأسعار مادة المازوت والعمل على تخفيضها من أجل دفع المواطنين لاستخدام تلك المادة في التدفئة المنزلية بدلاً من الكهرباء وما نجم وينجم عن ذلك من انقطاعات وأعطال تطول أحيانا لعدة ساعات أو أيام لاسيما أن اسعار المشتقات النفطية انخفضت بشكل كبيرعلى مستوى العالم خلال الفترة الماضية .
- نشر التوعية على نطاق واسع من خلال وسائل الإعلام واللوحات الطرقية وتوزيع بروشورات على المواطنين تحث على ترشيد استهلاك الكهرباء والابتعادعن استخدامها في التدفئة المنزلية , وتوضيح العواقب المادية التي سيتكبدها المواطنون بشكل عام وكل واحد منهم في حال الإفراط في الاستهلاك , إضافة الى العقوبات الشديدة والغرامات المالية الكبيرة المفروضة بحق سارقي التيار الكهربائي
- التواصل مع لجان الأحياء والمخاتير والوحدات الإدارية وعناصر الشرطة فيما يخص قمع الاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي على مستوى سائر المحافظة
- قيام الجهات القضائية بإصدار الأحكام المشددة وبحدها الأعلى بشكل سريع بحق الذين يتم ضبطهم بسرقة التيار الكهربائي .
- الإسراع بإقامة محطات جديدة لتوليد القدرة الكهربائية وتوسيع المحطات القائمة حالياً والعمل على تخفيض نسبة الفاقد الفني والتجاري .
محمد الشيخ
المصدر: الجماهير
إضافة تعليق جديد