«الصواريخ المشبوهة»في جنوب لبنان:ما هو دور«فتح الإسلام»؟
تفاعلت قضية الصواريخ المشبوهة التي ضبطها الجيش اللبناني، أمس الأول، شمال بلدة الناقورة، سياسيا وأمنيا، وانهمكت الدوائر الدبلوماسية الغربية في بيروت في رصد تداعيات هذا الحدث وعلاقته بما يجري من تطورات في الساحة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.
وفيما قالت مصادر دبلوماسية غربية واسعة الاطلاع إن هذا الحادث »مقلق جدا«، قالت مصادر إن مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني فتحت تحقيقا في الحادث، وبدأت بوضع يدها على عناصر مهمة جدا، خاصة وأنه كانت قد وردت إليها معلومات منذ لحظة إحكام الطوق الأمني في مخيم عين الحلوة على عبد الرحمن عوض وباقي عناصر مجموعة »فتح الإسلام«، بان هذه المجموعة بدأت التحضير لعمل أمني، وقد وضعت المديرية جهات محلية ودولية في هذه الأجواء، وانعكس ذلك على حركة التبديلات التي أجرتها وحدات دولية ضمن »اليونيفيل«، ولاحقا أبلغت جهات فلسطينية الأجهزة الأمنية اللبنانية أن إحدى المجموعات الأصولية نجحت في إخراج عدد من الصواريخ من عياري ١٢٢ ملم و١٠٧ ملم من عين الحلوة إلى جهة غير محددة، الأمر الذي استوجب استنفارا لرصد احتمال توجهها نحو منطقة جنوب الليطاني.
وأظهرت التحقيقات أن صاحب أحد البساتين في منطقة »أم العمد« على مدخل وادي حامول شمال بلدة الناقورة، غادر بستانه المخصص لزراعة الحمضيات عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر أمس الأول، وعندما عاد إليه بعد حوالي أكثر من ساعتين ونصف الساعة وجد أن القفل الحديدي قد تم تغييره فبادر إلى إبلاغ عناصر الجيش المتمركزين بالقرب منه وعندما دخلوا إلى الحقل عثروا على الصواريخ الثمانية وهي خمسة من عيار ١٢٢ملم وثلاثة من عيار ١٠٧ ملم. وكانت موجهة بشكل واضح ضد مستوطنة »شلومي« ومربوطة بجهاز توقيت حديث جدا موصول ببطارية ، وعلى الفور تم تفكيك الصواريخ وإرسال الجهاز الكهربائي إلى مديرية المخابرات لفحصه، فيما اتخذت إجراءات أمنية واسعة النطاق في معظم النقاط »الحساسة« التي يشرف عليها الجيش أو »اليونيفيل« التي زار قائدها كلاوديو غراتسيانو المكان، وأشاد بما قام به الجيش اللبناني، وقال »حسنا فعل الجيش، إذ بينما كان جنود »اليونيفيل« يحتفلون بالميلاد، كان الجيش اللبناني يسهر على أمنهم وعلى أمن الجنوبيين«.
وقالت مصادر متابعة للتحقيقات إن مجموعة عبد الرحمن عوض هي القوة الأساسية الموضوعة في دائرة الرصد، خاصة وأن عملا من هذا النوع كان يمكن أن يؤدي إلى إزاحة الأنظار عنهم والى توفير غطاء سياسي من الفلسطينيين بحجة أنهم كانوا »أول من تضامن عمليا مع غزة«!
وعلى خط الجنوب ايضا، قالت مصادر أن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان سيتوجه اليوم إلى المنطقة الحدودية يرافقه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في زيارة تفقدية لوحدات الجيش المنتشرة في الجنوب، لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، على أن يعلن خلالها موقفا من التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد