شــبح المجاعــة يحــوم فــوق غــزة
أصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، على دعوته إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية والقطاع، التي أكد أحد مساعديه أنها ستنظم في نيسان المقبل، في وقت تتواصل فيه معاناة سكان غزة، بعدما قررت إسرائيل الإبقاء على المعابر مغلقة، معرّضة سكان القطاع لخطر مجاعة، وفقاً لتحذيرات وكالة غوث اللاجئين »أونروا«.
وقال عباس، خلال ترؤسه جلسة حكومة تصريف الأعمال في رام الله، إنّ »من يأتي عن طريق صندوق الاقتراع، يجب أن يقبل بحكم صندوق الاقتراع، فالديموقراطية ليست لمرة واحدة وانتهى الأمر«. وأضاف »عليهم (حركة حماس) أن يفهموا أنه لا بدّ في الأخير من الانتخابات، فهناك مسلسل من الانتخابات في كل مؤسسات الدولة. وإذا لم ينجحوا فعليهم أن يقرّوا بذلك كما فعلنا نحن من قبل«.
من جهته، قال المساعد البارز لعباس ياسر عبد ربه انه يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نيسان المقبل رغم معارضة حماس. وأوضح أنّ الدعوة للانتخابات ستعلن في أوائل كانون الثاني المقبل، وستجري الانتخابات بعد ثلاثة أشهر.
وأشار عبد ربه إلى أن دعوة عباس للانتخابات تهدف إلى استباق أية محاولة من جانب حماس لزعزعة شرعية حكم عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها. وأضاف ان الدعوة ترقى كذلك إلى مستوى موعد نهائي لحماس لاستئناف المحادثات مع فتح.
وفي السياق، نفى المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حمّاد ما نسب لعباس من تصريحات حول الانتخابات. وأشار إلى أنّ تصريحات عباس حول حماس »فُهمت بشكل خاطئ«، موضحاً أنّه قال »في حال أصرّت حماس على رفض الحوار، فالدعوة ستكون إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية«.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه »اثر إطلاق صواريخ على إسرائيل، قرر وزير الدفاع إيهود باراك، بعد مشاورات مع مسؤولي أجهزة الأمن إغلاق نقاط العبور«. وأطلق صاروخ واحد، أمس، على جنوب إسرائيل من دون ان يوقع ضحايا أو أضرار، بحسب متحدث عسكري.
ورغم سماح الاحتلال بإدخال كمية محدودة من الوقود إلى غزة أمس الأول، لم تستأنف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عملها بسبب أعطال يتــطلب إصلاحــها قطع غيار ترفض إسرائيل إدخالها. وقال رئيس سلطة الطاقة كنعان عبيد إن »المحطة لن تستأنف عملها حتى إدخال هذه القطع«.
وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الأزمة الإنسانية ستتفاقم إذا بقيت إسرائيل مستمرة في إغلاق المعابر رغم النداءات الدولية لرفع المعاناة عن سكان القطاع. ووفقاً لجهات إغاثة دولية، فإنه سيكون للمساعدات المحدودة التي تسمح إسرائيل بادخالها إلى غزة تأثير ضئيل نظراً لأن المعابر الحدودية أغلقت لفترة طويلة، ما أدى لنفاد الاحتياطي من جميع السلع الأساسية.
وحذرت مفوضة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كارين أبو زيد من وقوع مجاعة في قطاع غزة جراء استمرار إغلاق المعابر، مشيرة إلى أن »جميع مخازن الطعام من القطاع قد نفدت، حتى بدا الناس في حيرة من أمرهم«. وأضاف »إننا نشعر بالعجز لأننا خذلنا غزة«، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على إسرائيل لإنهاء الوضع المأساوي في غزة.
من جهته، دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الأب السانديني ميغيل ديسكوتو المجتمع المدني إلى رفع الحصار الخانق المفروض على غزة »ورفع صوته ضد العقاب الجماعي للسكان«.
- نفت لجان المقاومة الشعبية معلومات إسرائيلية عن وجود تقدم في ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت. وقال المتحدث باسم اللجان أبو مجاهد أن »الملف مغلق حتى يتم تحقيق مطالب الفصائل الآسرة العادلة«.
وجاء نفي لجان الجماعة الفلسطينية، بعدما ذكرت صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية اليوم بان إسرائيل ليّنت مؤخراً موقفها في ما يتعلق بصفقة محتملة للإفراج عن شاليت، مشيرة إلى أنّ إسرائيل نقلت الى حماس عبر وسطاء قائمة تشمل ٢٢٠ اسماً لمعتقلين بارزين توافق على الإفراج عنهم، من أصل ٣٥٠ سجيناً بارزا تطالب حماس بالإفراج عنهم في سياق الصفقة.
وكان باراك توقع تسريع الاتصالات بشأن صفقة تبادل للأسرى، معتبراً أنّ »هذه الاتصالات قد تكون شاقة وتواجه المصاعب إلا أن إسرائيل مستعدة لذلك من أجل إعادة شاليت«.
- ويعقد وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعا طارئا في القاهرة لبحث سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق مصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وقال دبلوماسيون عرب ان الوزراء سيواجهون مهمة صعبة في محاولة حل الخلافات المستفحلة بين الحركتين، موضحين أن المشاورات التي أجراها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بشأن التحضير للاجتماع أظهرت تبايناً واضحا في المواقف بين الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بشأن إمكانية استئناف الحوار.
وأضاف الدبلوماسيون ان أطرافاً عربية أبدت تحفظا على عقد الاجتماع في الوقت الحالي خشية حدوث انقسام في الموقف العربي بشأن التطورات الفلسطينية. واعتبر أحد الدبلوماسيين أنّ »المهة أشبه بالمستحيلة والخوف من أن يزيد الاجتماع من الانقسام الفلسطيني«.
من جهته، أكد وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربي أن فك الحصار عن غزة سيكون على رأس أولويات الاجتماع، مشيراً إلى أنّ »رفع الحصار سينعكس إيجابا على المصالحة الفلسطينية«.
من جهة ثانية، وصل إلى قطاع غزة، مساء أمس، القيادي في حركة فتح أحمد حلس قادما من مدينة أريحا في الضفة الغربية التي كان قد فر إليها بعد معارك بين عائلته والشرطة التابعة للحكومة المقالة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد