سفح قاسيون: 1600 مبنى في خطر دائم.. و السكن البديل في معربا
قدمت مديرة مشروع تحديث وتطوير الإدارة المحلية منى سراج الدين عرضاً لواقع سفح جبل قاسيون بكل مكوناته السكانية والعمرانية والاجتماعية والجيولوجية وحال البنى التحتية والخدمات من جميع النواحي في محافظة دمشق، وترافق العرض مع فيلم افتراضي لحال المنطقة بعد تنفيذ الحلول العلاجية وإجراء التحسينات اللازمة في محاور حيوية ثلاثة تبدأ من المنطقة الأثرية والتاريخية في موقع الشيخ محي الدين والأحياء المحيطة ثم طلعة الشيخ خالد لتنتهي في المحور الثالث في مقام الأربعين تتضمن إزالة جميع التشوهات وتنظيم الواجهات والأرضيات والساحات والمداخل وانسيابية الدخول إلى المقامات والمساجد والأضرحة التاريخية والدينية كجزء من المساحة المستهدفة بالتنظيم لسفح قاسيون والبالغة نحو 3كم2.
وقدرت الدكتورة منى سراج الدين مديرة مشروع تحديث الإدارة البلدية كلفة المشروع كتقدير مبدئي بنحو 93 مليون دولار عدا ما يظهر من مستجدات ومعطيات أخرى على أرض الواقع.
وتستحوذ مشروعات إنشاء الشوارع والجسور على النسبة الأكبر من هذه الكلفة والبالغة نحو 34% من ثم مشروعات الصرف الصحي 15% والمياه 6% وللخدمات 4% ما عدا كلفة السكن البديل والذي سيرفع من التكاليف والذي يمكن أن يتم في منطقة معربا خلف قاسيون عبر مدخل مركز البحوث العلمية.
ويتضمن المشروع من ضمن مكوناته الأساسية الخط الأحمر وهو المحور الرئيسي لعملية الاستملاك والذي يضم المناطق الأكثر خطورة جيولوجياً ويقطنه 4 آلاف أسرة عبر 1600 مبنى تعيش في خطر دائم ثم الأقل خطورة ويقطنه نحو 2000 أسرة.
وهناك نحو 4540 أسرة سيتم نقلها من أجل فتح وتنفيذ الشارع الكبير والجسور مع شبكة مرور نظامية وآمنة للمنطقة بعد تحويل مناطق الفوالق إلى مسطحات خضراء مفتوحة وتحويل مكبات القمامة والنفايات الصلبة المتكونة على حواف الجبل العديدة إلى ساحات وحدائق وملاعب ومناطق ترفيهية مختلفة.
وقدرت سراج الدين عدد القاطنين على سفح جبل قاسيون بنحو 200 ألف نسمة خلافاً للتعداد السكاني لعام 2004 والمقدر بنحو 153 ألف نسمة حيث جرى تقدير ذلك من خلال إجراء الاستبيانات وأخذ العينات للأسقف والمنازل باعتماد الصور الجوية للتجمعات المتوضعة على سفح قاسيون.
ووفقاً لدراسة تمت من قبل وزارة الإدارة المحلية حيث تم التركيز على الموقع المطل على مدينة دمشق ويبلغ طول السفح المستهدف 45 كم وعرضه من 3 إلى 4 كم يخترقه فالق وهو الجزء الذي تم التركيز عليه من قبل الجهات المذكورة مبينة بأن العمران امتد إلى ما بعد الفوالق وسفح قاسيون الشديدة الانحدار خلال العقود الخمسة الأخيرة حيث لم يكن البنيان تطول على هذه المساحات قبل ذلك ولم يكن يوجد على سفحه وعلى ما قبل الفوالق سوى بعض المقابر التاريخية مع مقبرة الشيخ خالد ومقام الشيخ محي الدين وخالد النقشبندي و4 مغارات ذكرت في الكتب القديمة منذ 1000 سنة حيث لم يتم العثور سوى على مغارتين مغارة الدم ومقام الأربعين وهي المناطق التي تتميز بعدد كبير من الزوار والسياح الأجانب.
وبينت بأن الصور الجوية أظهرت مناطق توضع الفوالق والتي يظنها الناس ودياناً وهي ليست كذلك وإنما هي فوالق متحركة وخطرة ويمكن لأي زلزال أن يؤدي إلى انهيار المباني المتوضعة عليها بالكامل كاشفة عن خطر توضع الاستراحات على طريق قاسيون حيث تقع تحت صخور يمكن أن تسقط في أي لحظة مهددة أيضاً منطقة المهاجرين.
وتتضمن إستراتيجية تنمية سفح قاسيون 5 أجزاء وهي الجزء التاريخي والجزء المنظم ضمن المخطط التنظيمي والآخر العشوائي ومن الهضبة التي يمكن إقامة مشروعات استثمارية عليها بعد إخلائها وتنظيمها والسكن البديل في منطقة معربا.
حيث يتم ربط مناطق تحت الفوالق ومع الأخرى فوق الفوالق عبر مجموعة من الجسور المقاومة للزلازل وبحيث تؤمن للقاطنين الاتصال بكل الشوارع بمسافة لا تتجاوز الـ100 م في كل أجزائه.
وقدرت المساحة الإجمالية القابلة للبناء بمليون م2 في الحد الأدنى. المدير التنفيذي للمشروع عرفان علي ذكر بأن صياغة وثيقة المشروع لتنفيذ البنى التحتية لسفح قاسيون والمقترحات السالفة الذكر ستتم قبل نهاية العام مشيراً إلى إحدى الجهات المانحة التي أبدت جديتها واهتمامها بهذا المشروع والهادف لإعادة تأهيل جبل قاسيون كأحد المشروعات المهمة والحيوية لمدينة دمشق. وحضر العرض مدير التخطيط والتنظيم العمراني في محافظة دمشق عبد الفتاح إياسو ومعن قنواتي مدير الإشراف وعدد من الباحثين والمعنيين والأكاديميين من عدة جهات عامة وخاصة.
صالح حميدي
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد