سليمان يدعو إلى الحوار الوطني في 16 أيلول الجاري
أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، الدعوة إلى حوار وطني بين الأقطاب السياسيين لحل المواضيع الخلافية بينهم تعقد اولى جلساته في 16 أيلول/سبتمبر، بينما انعكست المصالحة في مدينة طرابلس شمال لبنان، أجواء سياسية واقتصادية مريحة، وتزامنت مع التوافق على تعيين العميد ادمون فاضل مديرا جديداً لمخابرات الجيش، علماً بأنه يجري العمل على توسيع رقعة المصالحات لتطال بيروت فيما انعقد مجلس الوزراء في القصر الجمهوري.
وقال سليمان خلال حفل إفطار أقامه على شرف القادة السياسيين والروحيين “أدعو السادة الكرام الذين وقعوا اتفاق الدوحة والتزموا استئناف الحوار برئاسة رئيس الجمهورية للاجتماع هنا في قصر بعبدا (الرئاسي) بتاريخ 16 سبتمبر/أيلول”.
وأكد سليمان بعد الجلسة أنّ موقف لبنان منذ مؤتمري مدريد (1991) وانابولس (2007) ثابت، حيث لم يشارك في هذين المؤتمرين بهدف التفاوض لأنه غير معني بالقرارين 242 و،338 لافتاً إلى أن انسحاب “إسرائيل” من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، غير قابل للتفاوض.
وشدد سليمان على أن لبنان لا يقبل بأي تفاوض من شأنه إبقاء الفلسطينيين على أرضه، وهذا أمر دستوري وغير قابل لأي نقاش. كما تحدث سليمان عن موضوع ضبط الحدود وطلب من الوزراء المعنيين متابعة هذا الأمر مع الوزراء السوريين المختصين، كاشفاً بأنه تم التوافق مع الأسد حول ترسيم الحدود وضبطها، مؤكداً وقف العمل في حفر البئرين في دير العشائر من قبل السوريين.
بدوره رأى السنيورة ان ما جرى من مصالحة في طرابلس له أهمية بالغة بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة. ودعا إلى تضامن وطني في هذه الظروف الصعبة، وشدد على ان لبنان ما زال يرى ان القرارات الدولية 425 و426 و1701 لم تنفذ بكاملها، ويطالب الأسرة الدولية بالعمل على تطبيقها، وأكد ان لا ترتيبات مع “إسرائيل” الا تلك الترتيبات الأمنية التي تشرف عليها “اليونيفل”. وخلال الجلسة أقر مجلس الوزراء زيادة الأجور بنسبة 200 ألف ليرة لبنانية، وبالتالي رفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 ليرة في القطاعين العام والخاص، اعتباراً من أول مايو/أيار 2008.
وتماشياً مع الأجواء الإيجابية، رسا التوافق على موقع مدير مخابرات الجيش اللبناني، حيث عين وزير الدفاع الياس المر، بناء على اقتراح قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد إدمون فاضل مديراً للمخابرات خلفاً للمدير السابق العميد جورج خوري، الذي سيُعين سفيراً للبنان لدى الفاتيكان.
وثمن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط “جهود رئيس تيار المستقبل” النائب سعد الحريري، في تحقيق المصالحة في طرابلس، وانتقد في الوقت ذاته النائبة غنوة جلول، (عن كتلة المستقبل) من دون ان يسميها حول كلامها أن بيروت “ليست للجميع، بل لأهلها ولناسها والحريصين على هويتها”، واعتبر أن هذا الكلام “ضيق الأفق”، من أحد ممثلي بيروت.
بدوره نوّه رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع بخطوة المصالحة في طرابلس، آملاً في انسحابها على كل المناطق اللبنانية، واعتبرها انتصاراً لكل الشعب اللبناني وللقيادات السياسية، وأكد أن استعمال السلاح والقتال والعنف لا يجدي. وجدد بعد لقائه السفير البلجيكي يوهان فيركمان أمس، التأكيد على أهمية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي “يحاول البعض التملّص منه وعرقتله وتمييعه”.
من جهته، أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن المصالحة ليست ردا على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنها “نبعت من إرادة طرابلس وليست بسبب ضغوط عربية”. وشدد على أن الأمور الأمنية في طرابلس أصبحت من اختصاص الجيش وقوى الأمن.
في المقابل رأى وزير الدولة وائل أبو فاعور، في حديث إذاعي، أن “القطار الذي انطلق من طرابلس في إطار المصالحة، واجب أن يعمم على المناطق اللبنانية كافة، ولا سيما تلك المناطق التي شهدت اعتداءات في البقاع، في الجبل وفي بيروت تحديدا”.
واعتبر رئيس كتلة “المستقبل” النائب الحريري أن الخلاف الذي حصل في منطقة أبي سمرا فردي وليس سياسياً، وشدد على أهمية المصالحة التي حصلت. وأشار بعد لقائه البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير أن الجيش سيتعامل بشكل حازم وحاسم مع أيّ إشكال أمني. ورداً على سؤال حول إمكانية لقائه مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قال: “كل شيء يحدث في وقته” وأبواب قريطم مفتوحة دائماً أمام الجميع.
وفي أول خرق للمصالحة الطرابلسية، جرى أمس إطلاق نار في منطقة أبي سمرا الطرابلسية، بعد اشتباك الذي حصل بين مسؤول أفواج طرابلس المحسوبة على تيار “المستقبل” عبد الهادي حسون وبين أسامة شعبان شقيق مسؤول حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان. وتدخل الجيش وعمد إلى قمع الإشكال الذي جرى لأسباب ثأرية وفردية. واندلعت أمس اشتباكات مسلحة بين آل شرف الدين وآل سروجي في بلدة تعلبايا قضاء زحلة، وتدخل الجيش اللبناني على الأثر لوقفها ومحاصرتها وملاحقة المسلحين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد