عودةمشاورات تشكيل الحكومةوالحريري يتراجع عن تعليق المشاركةبها
استعادت اللقاءات الثنائية اللبنانية اللبنانية، زخمها، لتجاوز التعثر الذي أصاب تشكيل الحكومة، بعد أكثر من أسبوع على تكليف فؤاد السنيورة تأليفها، وعقد رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة العماد ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة اجتماعاً ثلاثياً مشتركاً في القصر الجمهوري في بعبدا، بعدما كانوا شاركوا مجتمعين في استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبحثوا تذليل العقبات التي لا تزال تؤخر ولادة الحكومة العتيدة.
وقالت مصادر مطلعة على اللقاء إن أجواءه كانت ايجابية، وتوقعت تكثيف الاتصالات والمشاورات التي سوف يواصلها فؤاد السنيورة مع الأطراف التي سوف تشارك في الحكومة، لتجاوز العقبات في وجه ولادة الحكومة الجديدة.
وساعد على اضفاء المزيد من التفاؤل بامكان ولادة الحكومة قريباً، تراجع رئيس “تيار المستقبل” النائب سعد الحريري، بعد لقائه ضمن أقطاب طاولة الحوار الرئيس الفرنسي، عن تلويح كتلة “المستقبل” بتعليق مشاركتها في المشاورات حول تشكيل الحكومة، وكان رئيس مجلس النواب، الممتعض من تضخيم الأكثرية النيابية حجم “الاشكال الفردي” الذي حدث في بيروت مع أحد عناصر “تيار المستقبل”، وهو عماد الزغلول، يعتبر ما يجري محاولة واضحة لعرقلة تأليف الحكومة وقال ان من الضروري وقف هذه اللعبة، وأعرب عن ثقته الكبيرة بمؤسسة الجيش والاجهزة الأمنية والقضائية. وقال ان الجيش “هو الدواء الوحيد بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي والأجهزة القضائية، لتقوم بالأدوار المطلوبة منها، وتطبيق ما جرى عليه الاتفاق في اجتماع عين التينة، وما قرره مجلس الأمن المركزي، ليتفرغ رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة”.
وأكد بري أمام زواره وجوب أن تتوقف هذه “اللعبة السيئة”، وأعرب عن ارتيابه من افتعال أحداث أمنية وتضخيمها، وقال ان “ما يجري محاولة واضحة لعرقلة تأليف الحكومة، ولعرقلة عهد الرئيس ميشال سليمان من بدايته، ووضع العصي في الدواليب، كي لا ينجح الرئيس فؤاد السنيورة في تشكيل الحكومة”.
وفي موقف يعبّر عن نجاح الاتصالات المكثفة التي جرت بعيداً عن الأضواء، وشارك فيها المسؤولون القطريون الراعون لاتفاق الدوحة، أكد سعد الحريري أمس مع استئناف كتلته المشاورات الحكومية بعد اجتماع “مجلس الأمن المركزي” والبيانات التي صدرت عن “حزب الله” وحركة “أمل”، وقال ان الجيش نفذ ما كان مطلوباً وتحرك لحماية المواطنين اللبنانيين وأهالي بيروت، وأكد الالتزام بازالة كل الشعارات والصور، وكل ما من شأنه الاستفزاز.
وتمنى رئيس كتلة نواب “حزب الله” محمد رعد “ان يساعد اللقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على تبديد المنافسات التي ولدت من خلال التوتر والاحتقان، وفي النهاية عندما يلتقي المسؤولون يتحدثون ويسمعون”. وتمنى أيضاً بعد انتهاء مأدبة الغداء على شرف ساركوزي في قصر بعبدا، “أن يؤسس لقاء بعبدا لحوارات جدية ومتواصلة”، وقال “إن الاساس اليوم هو لتشكيل الحكومة”، ونفى “ان يكون لدى “حزب الله” مشكلة في الاسماء”.
وكان النائب الحريري، اعتبر الليلة قبل الماضية، في بيان صدر عنه، ان تطبيق الشق الأمني من اتفاق الدوحة يمثل الشرط المسبق لتطبيق الشق السياسي، وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم في مساعدة الجيش والقوى الأمنية على تنفيذه.
وفي الموضوع الأمني، بدأت أمس دوريات مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، داخل أحياء بيروت لمنع أي ظهور مسلح، ولتطبيق ما جاء في اجتماع الأمن المركزي قبل يومين، وما تم التوافق عليه مع قيادات حركة “أمل” وحزب الله وتيار المستقبل، للتعاون الكامل مع القوى الأمنية والجيش اللبناني، ورفع الغطاء عن أي مخلّ بالأمن.
وقالت اوساط المعارضة انها اعدت تقريراً يتناول “تفاصيل الاعتداءات التي تعرض لها أنصارها في بيروت ومناطق أخرى، ونفذها مناصرون للموالاة بعد اتفاق الدوحة وعودة المسؤولين من قطر”. وتولى اعداده مسؤولون في حركة “امل” و”حزب الله”، وسلمت نسخ منه الى الرئيسين سليمان والسنيورة والنائب الحريري والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري. وأوضحت أن التقرير لم يرسل الى قطر او الى اللجنة الوزارية العربية، لعدم “نشر غسيلنا الوسخ”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد