دمشق: لا وساطة بين سوريا ولبنان و السنيورة يرد
أبلغ سفيرا المملكة العربية السعودية ومصر في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري دعم القيادتين السعودية والمصرية لمؤتمر الحوار ومقرراته بما في ذلك موضوع تطبيع العلاقات اللبنانية السورية. وأكد بري في لقاء مع جريدة <السفير> ضرورة ترتيب العلاقات اللبنانية السورية، لمصلحة البلدين، نافيا ما تردد عن اخذ المتحاورين إجازة صيفية، قائلا: <الحوار سيستمر. يجب أن نستفيد من الوقت وان لا نضيعه>. وأبدى الرئيس بري تفاؤله بأن يصل المتحاورون في نهاية الأمر إلى اتفاق وتفاهم بالإجماع وقناعة حول الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، مشيرا إلى انه سيدلي بمطالعة حول هذا الأمر، ربما خلال الجلسة المقبلة، معتبرا انه قرر منذ اللحظة الأولى للحوار أن يكون طرفا وليس حكما في قضيتين لا ثالثة لهما، هما قضيتا مزارع شبعا وحماية المقاومة.
وفي موقف سوري لافت للانتباه، بدا واضحا ان دمشق تراهن على ما سيتوصل اليه مؤتمر الحوار الوطني في موضوع الإستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان قبل أن تقرر أية خطوة جديدة في اتجاه تطبيع علاقاتها مع لبنان، وقال وزير الإعلام السوري محسن بلال خلال لقائه وفداً إعلاميا لبنانياً إنه على اللبنانيين أن يتوصلوا إلى اتفاق في الحوار الدائر بينهم وبعدها يمكن لمن يمثل هذا الاتفاق ويمثل الأطراف اللبنانية كافة أن يأتي إلى دمشق. وأكد بلال أن سوريا ليست ضد التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود، مشددا على إن العلاقات اللبنانية السورية تحكمها روابط تاريخية وجغرافية ومعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين. وقال إن سوريا تشجع الحوار وتباركه للوصول إلى وفاق وطني. وتابع: <لا وساطة بين لبنان وسوريا، فعندما نريد أن نحل مشاكلنا مع بعضنا نفعل ذلك بشكل مباشر وليس عبر واشنطن أو باريس>، ورأى أن زيارة الرئيس فؤاد السنيورة تقررها سوريا ويفترض بالزائر (أي السنيورة) أن يحمل ورقة يضع فيها ما يريد من سوريا، وان لا يطلب زيارتها بينما يطلق تصريحات ضدها>. من جهته، رد الرئيس السنيورة على ما قاله وزير الخارجية السوري من إن دمشق تعتبر أن الوقت غير مناسب لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان. وقال <لو كانت هناك من علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا لجرى حل كثير من الإشكالات>. وأعرب عن اعتقاده <إن الشواهد كافية للدلالة على إن أسلوب العلاقات الدبلوماسية هو الأسلوب الصحيح، وان أي أسلوب آخر ثبت فشله ولا يجوز ان نستمر فيه>. في هذا الوقت، خالف الرئيس نبيه بري الكلام الذي تردد في بعض الأوساط السياسية، عن إمكانية اخذ الحوار إجازة خلال الصيف. واكد ان الحوار سيستمر، ولا موجب لتعطيله، ويجب ان نستفيد من الوقت لا ان نضيعه>. وجدد الإشارة إلى ان الحوار حقق انجازات كبرى، وفي غاية الأهمية، ويقع في صدارة هذه الأهمية موضوع السلاح الفلسطيني، مشيرا إلى صعوبة القيام بأي مبادرة في موضوع معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات إلا بعد توصل <حماس> و<فتح> إلى اتفاق في الداخل الفلسطيني يفترض ان ينعكس إيجابا على العلاقات الفلسطينية الفلسطينية في الخارج. وفي الوقت ذاته عبر الرئيس بري عن استيائه مما وصفه بالإرباك الحاصل على مستوى إدارة البلد، والذي يرتد بنتائج سلبية على مختلف المستويات والقطاعات. وشدد على أهمية وضرورة تسيير أعمال الدولة، وهذا يفرض التعاون بين رئيسي الجمهورية والحكومة، واستعجل الحكومة حسم موضوع التشكيلات الدبلوماسية في اقرب وقت ممكن، مؤيدا الإتيان بسفراء من خارج الملاك في بعض الحالات، محذرا من ان استمرار الفراغ في بعض المراكز يرتد سلبا على حضور لبنان في الخارج. وفي مجال آخر، نقل زوار بري عنه قوله انه في الجلسة الحوارية التي أكدت <الاختلاف> بين الفرقاء حول الموضوع الرئاسي، ابلغ المتحاورين، بناء على هذه النتيجة الخلافية، ضرورة التعاون مع الرئيس إميل لحود، على انه رئيس للجمهورية و<بعضوية كاملة وحتى انتهاء الولاية>.
من جانب آخر ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الحريري وشيراك اجتمعا أولا بحضور مستشارين قبل أن يعقدا اجتماعا على انفراد لمدة عشرين دقيقة، وضع خلاله الحريري شيراك في أجواء مؤتمر الحوار الوطني اللبناني. وأكد الحريري ردا على سؤال حول احتمال صدام سني شيعي وخطر انتقال الحالة العراقية إلى لبنان <أننا نعمل الآن جديا على تهدئة التوترات بين كل الأطراف اللبنانية>. واعتبر الحريري أن خطة الإصلاحات الاقتصادية <ستكون جاهزة خلال أسبوعين أو ثلاثة، وربما أربعة أسابيع>. وتبلغ من شيراك <دعم فرنسا لمسيرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وتنظيم مؤتمر بيروت واحد، فضلا عن تجديد دعمه لاستقلال لبنان وحريته وسيادته وتنفيذ كل القرارات الدولية من القرار 425 إلى القرار 1680>. وقال الحريري إن شيراك يعتقد أن الحوار الوطني هو الطريقة الوحيدة لحل الأمور في لبنان.
الجمل ـ السفير ـ وكالات
إضافة تعليق جديد