مؤتمر أنابوليس يُربك الموقف العربي.. ويُحرج الفلسطينيين
قبل خمسة أيام فقط من انعقاد مؤتمر انابوليس، ظل الغموض سائدا حول جدول أعماله الذي تفادت الإدارة الأميركية تحديده بدقة في الدعوات التي وجهتها عبر سفاراتها الى 47 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، وحول مستوى الحضور الذي قالت إسرائيل إن واشنطن تضغط من أجل أن يكون على مستوى وزراء الخارجية لا سيما من جانب السعودية وسوريا، وهو العنوان الرئيسي للاجتماع الوزاري العربي المقرر اليوم في القاهرة التي استبقته بالإعلان أن الهدف من ذلك الاجتماع ليس البحث في المشاركة أو المقاطعة لمؤتمر انابوليس، وانما بلورة موقف مشترك من جدول الأعمال، وقالت انها ستوفد وزير خارجيتها احمد ابو الغيط.
وفي دمشق، أعلن دبلوماسيون مساء امس، أن سوريا تلقت دعوة رسمية لم ترد فيها إشارة الى مسألة الجولان المحتل. وقد سلم الدعوة الى وزارة الخارجية السورية، القائم بالأعمال الأميركي مايكل كوربن. وأوضح الدبلوماسيون أن سوريا «ستحصل على ما تريده حتى اذا لم يتم ذكر الجولان. فالرسالة تتحدث عن قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية». وأضاف هؤلاء «ستكون هناك جلسة في المؤتمر تتناول مسألة السلام في الشرق الأوسط».
وفي موازاة المؤتمر الوزراء العربي، يستضيف منتجع شرم الشيخ اليوم، لقاء ثلاثياً يجمع الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني، بعدما كان الحديث يدور حول عزم القيادة المصرية عقد قمة خماسية تضم الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دبلوماسي عربي إن المساعي المصرية لجمع الملك السعودي مع الرئيس السوري، اصطدمت بتعقيدات المسألة اللبنانية. وأوضح أن الرياض «تبدو غير مرتاحة حتى الآن للسياسة التي تمارسها سوريا في لبنان وضغطها على حلفائها اللبنانيين لعرقلة اختيار رئيس جديد»، معتبرا أن «مشاكل المنطقة مترابطة، فلا يمكن الفصل بين مؤتمر انابوليس والحل في لبنان».
وكان أبو الغيط أعرب في وقت سابق عن «تقديره لرسالة الدعوة» التي وجهتها نظيرته الأميركية كوندليسا رايس، نظرا لأنها تضمنت «كل ما أتصور أن العرب يريدون رؤيته».
غير أن المشاركة العربية في المؤتمر لا تزال مبهمة. وقال مسؤول أردني «لقد تم توجيه الدعوة الرسمية للمشاركة في هذا المؤتمر الى الأطراف العربية، من دون أن يتم إطلاعنا أكثر حول فحوى المؤتمر». وأضاف «تلف الاجتماع ضبابية غامضة. كما ان قلة المعلومات المعطاة من قبل المنظمين، تجعلنا نخشى حضور مؤتمر جدول أعماله لا يزال خفيا». بدوره، أكد وزير عربي أن «الأمور لا تبدو واضحة على الإطلاق». وأضاف «لن يكون هناك حتى بيان مشترك. واذا كان هذا هو شكل المفاوضات، فليساعدنا الله».
وفي السياق، أشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن الإدارة الأميركية تضغط بشدة على الأطراف العربية لدفع مؤتمر وزراء الخارجية العرب لاتخاذ قرار بألا يقل مستوى التمثيل العربي في لقاء أنابوليس عن مستوى وزراء الخارجية. وأوضح أن الجهود تنصبّ في الأساس، باتجاه رفع المستوى التمثيلي السعودي والسوري، لأن الإدارة الأميركية ترى في انتداب السعودية لسفيرها في واشنطن عادل الجبير لتمثيلها في المؤتمر، «إهانة لها». وتبقى مسألة الوثيقة المشتركة التي يعمل عليها الإسرائيليون والفلسطينيون، محل مناقشة مستمرة ومكثفة. وقد أعلن عباس الذي تلقى اتصالا من بوش، أنه يجري مفاوضات «الساعة الأخيرة» مع الإسرائيليين. وقال عقب لقائه الملك الأردني في عمان «هناك وثيقة هي مدار بحث وقد ينتهي بحثها خلال الساعات المقبلة وقد تستكمل في ما بعد، خصوصا أننا الآن في مفاوضات الساعة الأخيرة ولا بد من وجود مشاكل وعقبات في الطريق».
وفي السياق، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، أن نجاح اجتماع انابوليس «هو في الواقع إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية». وحذرت من أن الوثيقة المشتركة التي كان أولمرت وعباس يريدان أن يتم تبنيها خلال الاجتماع، لن تكون إعلان مبادئ كما كان مقرراً. وأوضحت رايس «في وقت من الأوقات، قلنا إنه سيكون من الجيد أن نضع على الورق نقاط الاتفاق التي توصل اليها أولمرت وعباس». ولكنها أضافت أن الإسرائيليين والفلسطينيين «قرروا أن ينتقلوا مباشرة الى المفاوضات بدلا من العمل على وضع وثيقة انتقالية من شأنها إضعاف موقف المتفاوض».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد