بعيون السينمانرى(العمق الحضاري لسورية)
حاول المخرج ماهر صليبي في حفل افتتاح مهرجان دمشق الخامس عشر (1/11/2007) أن تكون فقرته الفنية تكثيفاً لتظاهرات ونشاطات المهرجان مع فواصل استعراضية ومحاكاة لما يظهر في العمق على الشاشة الدائرية.
التي تعرض لنا مشاهد ولقطات من أفلام ونجوم سينما (مئوية السينما المصرية) سينما العقاد، سينما الجزائر، تظاهرة الثنائي دريد ونهاد،تظاهرة موسيفيلم، مارلين ديتريش، سينما أنطونيوني، سينما بيرغمان.... اذ لجأ المخرج الى أسلوب التداخل بين ما يعرض على شاشة السينما وما نراه من مشاهد على خشبة المسرح لكي يجسد فنياً شعار المهرجان (بعيون السينما نرى) موشيا عرضه بفقرات غنائية عن أبطال السينما وأفلامها ومكرمي هذه الدورة أداها رشا رزق وشادي علي من خلال شرفات دار الاسد ومن على الخشبة لكن بطريقة (البلي باك) فيما ختم صليبي فقرته الفنية بمشهد عام يمثل دمشق (شرفة تطل على قاسيون مع اضاءة ساحرة تبرز عمق دمشق الحضاري ) هذا المشهد بقي خلفية أثناء القاء الكلمات وتكريم النجوم ...مع لافتة تدور مع حاملها كتب عليها (عاصمة الثقافة العربية).
لكن ما يؤخذ على حفل الافتتاح رتابة الفقرات وعدم التنويع بالرقصات أو التشكيلات ما أدى لبطء الايقاع وتطويل الفقرة الفنية بالافتتاح التي يجب ألا تتجاوز نصف الساعة كحد أقصى ..اضافة لعدم التناغم المطلوب بين الراقصين رغم الاداء اللافت للوحات البالية التي أدتها يارا عيد وزميلاتها حيث الاتقان في حركة الجسد والاحساس التعبيري الذي تمتلكه عيد.
قدمت الحفل الفنانة سلاف فواخرجي وهذه هي المرة الثانية التي يزج فيها المهرجان بسلاف لنجوميتها وحضورها الرقيق والعذب على الخشبة.
كلمات الافتتاح التي ألقاها مدير المهرجان محمد الأحمد ووزير الثقافة أكدت على عمق سورية الحضاري لكونها موطن أول أبجدية كما تؤكدها المكتشفات الأثرية وعلى رسالة السلام السورية للعالم في زمن الحروب والقتل.. حيث عرجت كلمة الوزير على الظروف السياسية العالمية الراهنة والتي تعاكسها رسالة السينما الحضارية والجمالية والانسانية معرجاً (الوزير) على أفلام العنف والاكشن التي تشجع القتل والعنف وتؤثر على الاجيال والاطفال... داعيا الى حوار ثقافي وفني معمق بين الفنانين والسينمائيين في العالم ومن خلال المهرجان كساحة حوار وتلاق..
اعتذرت عن حضور المهرجان والتكريم الكاتبة غادة السمان لوفاة زوجها وقرأ مدير المهرجان رسالة الاعتذار المفعمة بالحب والتقدير لبلدها الذي كرمها...
كما اعتذر المخرج الايراني مجيد مجيدي عضو لجنة التحكيم نتيجة مرضه.
فيما يتأخر وصول رئيس لجنة التحكيم المخرج الروسي كارين شاخنازاروف يومين عن موعد الافتتاح...
كانت نجمة حفل الافتتاح الفنانة صباح حيث قالت إنها تقف على قدميها حتى الآن بفضل محبة الجمهور لها وغنت لسورية ورئيسها كما غنت أغنيتها الشهيرة (يانا يانا) وصفق الجمهور للفنانة صباح بشدة لحضورها المحبب وعفويتها.
فاجأ وزير الثقافة د.رياض نعسان آغا الجمهور بتكريمه مدير عام مؤسسة السينما ومدير المهرجان محمد الاحمد معرباً عن موهبته في النقد السينمائي ووفائه لعمله ذاكرا توقع جده (الشاعر الكبير بدوي الجبل) بتميزه وابداعه.. ورد مدير المهرجان تحية وتكريم الوزير له بأحسن منها.
لوحظ غياب الصحفيين السوريين عن حفل الافتتاح وخاصة صحفيي الاقسام الثقافية ولدى الاستفسار عن السبب قال لنا بعض الزملاء في عدة صحف أنهم لم يتلقوا أي دعوة لحضور الحفل، بنفس الوقت كان هناك حشد من الصحفيين المصريين والمراسلين.
أحمد الخليل
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد