من الذي يتآمر على الدولة؟
يبدو أن جعبة الأجهزة الأمنية قد نضبت، حتى تستعيد من أرشيفها القديم، اتهاماً تمّ إهماله منذ عقد من الزمان، وهو (التعرض لهيبة رئيس الجمهورية) الذي حُكم زميلنا الكاتب محمد غانم يوم أمس بالسجن اعتماداً عليه!؟ فعلى الرغم من اعترافنا بجنوح الكاتب المتوحش (أبا المهلَّب) في حواراته ونقاشاته الاستفزازية، فإننا نؤكد عدم صحة التهمة الموجهة ضده، لمعرفتنا بأنه يكره حزب البعث، وجماعة الإخوان، والشيوعيين، ويدافع عن الرئيس، والأقليات الدينية والقومية، وفي هذا حرية شخصية لا يجب أن ينتقصها تقرير مخبر صغير يزعم به مايزعم، لتأخذ به المحكمة قبل أن تطلق حكمها، وفي هذا، على سوئه، جانب حسن، إذا علمنا أن محمد غانم العربي السوري قد سجن العام الماضي دون محاكمة..
والأمر برمته يذكرنا بمسرحية " أنت قتلت الوحش" لعلي سالم، عندما يتآمر التجار مع رئيس العسس ، لإبعاد الشعب الملتف حول ملكه أوديب بعدما خلصه من وحش الفساد وقضى عليه.. حيث بدأ الأمر كما يلي : كان الملك أوديب يخطب في شعبه بحماس. وكان بعضهم يصفق، وبعضهم لايصفق، فما كان من رئيس العسس إلاّ أن قبض على الذين لا يصفقون وزجهم في السجن، وعذبهم حتى تمكن الحقد منهم، ثم أطلقهم وقد أصبحوا أعداء لأوديب.. والآن أنتم تشاهدون الباقي ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد