دول أوروبية تسعى لإعادة تصنيف سوريا كدولة آمنة وترحيل اللاجئين إليها
ذكرت صحيفة “بوليتيكو” في تقريرها أن بعض الدول الأوروبية تسعى لإعادة تصنيف سوريا كـ”دولة آمنة” بهدف تسهيل عمليات ترحيل اللاجئين إليها، رغم أن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال تستقبل آلاف السوريين الفارين من الأزمة الإنسانية المستمرة. وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا والنمسا تقودان جهود تطبيع العلاقات مع دمشق لتسهيل هذه العمليات، على الرغم من التحذيرات الصادرة عن منظمات دولية تؤكد أن سوريا لا تزال “غير آمنة”.
وأوضحت الصحيفة أن دولاً أوروبية أخرى تعمل على تعزيز سياسات ترحيل اللاجئين غير النظاميين عبر إبرام اتفاقيات مع دول أخرى، مثل فرنسا التي تسعى للتوصل إلى اتفاقات مع دول كرواندا وكازاخستان لترحيل اللاجئين المقيمين بصفة غير قانونية. أما الحكومة الهولندية فتدرس خطة لترحيل طالبي اللجوء الأفارقة المرفوضين إلى أوغندا.
في سياق متصل، كشفت صحيفة “فرانكفورتر” الألمانية عن ترحيل السلطات الألمانية 787 لاجئًا سوريًا خلال النصف الأول من عام 2024، إلا أن عمليات الترحيل لم تكن إلى سوريا مباشرة بل إلى دول أخرى وفق ترتيبات ثنائية أو أوروبية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الملف أثار جدلاً كبيرًا داخل الأوساط السياسية الألمانية، خاصة مع التفاوت في تقدير أعداد السوريين الذين يتوجب عليهم مغادرة البلاد وتباين السياسات بين الولايات الألمانية بشأن تصنيف الأفراد كمرتكبي جرائم.
وبشأن إعادة اللاجئين إلى سوريا، أكدت المتحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء في ألمانيا أن المكتب لا يدعم العودة الطوعية إلى سوريا بسبب الوضع الأمني هناك، وأن الأمر يخضع لمراقبة مستمرة من عدة جهات، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة.
من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية إلى أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تسعى إلى إقناع قادة الاتحاد الأوروبي بتطبيع العلاقات مع سوريا بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وقد شددت ميلوني خلال خطاب أمام مجلس الشيوخ الإيطالي على ضرورة مراجعة استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا والعمل على خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين بشكل “طوعي وآمن ومستدام”. كما دعت إلى الاستثمار في جهود التعافي المبكر لضمان أن يجد اللاجئون العائدون بيئة تساعدهم على الاندماج في سوريا.
ورغم هذه الجهود، أظهرت استطلاعات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أقل من 1% من اللاجئين السوريين المقيمين في دول الجوار، مثل العراق والأردن وتركيا ولبنان، يخططون للعودة إلى سوريا خلال العام المقبل.
وفي السياق ذاته، طالبت عدة دول أوروبية مثل إيطاليا والنمسا وكرواتيا وجمهورية التشيك وقبرص واليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا الاتحاد الأوروبي بتجديد الروابط الدبلوماسية مع سوريا. وفي خطوة مشابهة، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أمام البرلمان أن روما تنوي إعادة العلاقات مع دمشق في محاولة لمنع روسيا من احتكار الجهود الدبلوماسية في المنطقة، وفقًا لتقرير وكالة أسوشيتد برس.
وكالات
إضافة تعليق جديد