قسد تثير توتراً بين بيروت وأنقرة

16-09-2024

قسد تثير توتراً بين بيروت وأنقرة

كشف مصدر دبلوماسي في بيروت أن وفداً من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) زار العاصمة اللبنانية والتقى بشخصيات سياسية وممثلين عن قوى لبنانية، مما أدى إلى توتر في العلاقات بين لبنان وتركيا.

وأوضح المصدر أن هذه الزيارة وضعت بيروت في موقف حرج أمام تركيا، التي تدعم المؤسسات الرسمية اللبنانية بما في ذلك الجيش والأجهزة الأمنية. ونتيجة لذلك، طلبت الحكومة اللبنانية من أجهزتها الأمنية تقييد أنشطة وتحركات “قسد” على أراضيها.

وخلال الزيارة، عقد ممثلو “قسد” اجتماعات مع شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية، حيث تم تناول قضايا تتعلق بتحديات “حلم الدولة الكردية الكبرى” والظروف المحيطة بهذا المشروع.

وتناول النقاش كذلك العلاقات بين الأكراد والأرمن وضرورة تشكيل تحالفات أقلوية في مواجهة القوميات الكبرى مثل العربية والتركية، في ظل التحولات والمصالحات الأخيرة بين تركيا والدول العربية وسوريا.

وأشار المصدر إلى أن ممثلي “قسد” في لبنان تواصلوا مع شخصيات تدعم إعادة اللاجئين السوريين، برفقة “المؤتمر الدائم للفيدرالية”، الذي يعكس توجهات اليمين اللبناني المعادي للوجود السوري.

وقد لوحظ أن هذا التعاون بين التيار اليميني اللبناني و”قسد” التي تنتمي لأقصى اليسار القومي الكردي، شكل تزاوجاً غير متوقع بين التيارين المختلفين.

وفي الأشهر الأخيرة، ازداد نشاط “قسد” في لبنان من خلال مجموعات تتبع “المؤتمر الدائم للفدرالية” برئاسة اللبناني ألفريد رياشي، الذي قام بتأمين لقاءات لممثل “قسد”، عبد السلام أحمد، مع شخصيات سياسية لبنانية بارزة، منها رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، والمرشح الرئاسي السابق ميشال معوض.

وكان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، قد استقبل عبد السلام أحمد في اجتماع أثار احتجاجاً رسمياً من تركيا، خاصة وأن المبنى الذي استضاف اللقاء تم ترميمه بتمويل تركي.

وقد عرض ممثل “قسد” خلال الاجتماع استعداد قواته لاستقبال اللاجئين السوريين في مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا تحت إشراف دولي، وهو ما لاقى رفضاً لبنانياً رسمياً نظراً للتحديات العملية والرفض الشعبي.

أثارت هذه الزيارات جدلاً واسعاً بين الأطراف السياسية اللبنانية وحرجاً للحكومة اللبنانية أمام تركيا، التي تُعتبر داعمة للبنان في أزماته. وبعد الاحتجاج التركي، رفض بعض الوزراء اللبنانيين عقد لقاءات مع ممثلي “قسد”وطالبوا بوقف أنشطتهم في البلاد.

وقد شهد العامان الماضيان نشاطات اجتماعية مكثفة من قبل مجموعات محسوبة على “قسد” في بيروت ومناطق أخرى، وكان أبرزها احتفال أقيم في أغسطس الماضي بمناسبة ذكرى “ثورة الانبعاث الكردي”، الذي أثار جدلاً بين أكراد لبنان بعد رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان خلال المهرجان.

كما أعربت مرجعيات كردية في لبنان عن قلقها المتزايد من تصدر “قسد” للمشهد الكردي في لبنان، خاصة في العاصمة بيروت حيث يتركز وجود كردي بارز ويشكل كتلة ناخبة تتجاوز خمسة آلاف صوت.

وترتبط الجالية الكردية في لبنان بعلاقات قوية مع الأطراف السياسية اللبنانية وتركيا، التي تستمر في التواصل مع هذه الجالية كما تجلى في زيارة وزير الخارجية التركي السابق، مولود تشاووش أوغلو، في عام 2020 لبعض العائلات الكردية البارزة في بيروت.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...