تأزم الخلافات بين الجبهة الشامية والحكومة الموقتة

10-09-2024

تأزم الخلافات بين الجبهة الشامية والحكومة الموقتة

برزت خلافات جديدة بين “الجبهة الشامية” ورئيس “حكومة الائتلاف” المعارضة بعد أن قدم الأخير شكوى إلى الاستخبارات التركية، يتهم فيها “الجبهة” بعرقلة فتح معبر أبو الزندين في ريف حلب الشمالي.

وأفادت مصادر معارضة بأن رئيس “الحكومة المؤقتة” عبد الرحمن مصطفى، خلال اجتماع مع قيادات تركية وبعض قادة “حكومة الائتلاف” و”الجيش الوطني” في مدينة غازي عنتاب، تحدث عن الفوضى التي تسبب بها “الجبهة الشامية” في شمال حلب.

وأشار مصطفى إلى أن “الجبهة” أساءت إلى “حكومة الائتلاف” وحرضت السكان ضدها، إضافةً إلى الاعتداء على مقار الحكومة.

كما ألمح مصطفى إلى وجود تعاون بين بعض قيادات “الجبهة الشامية” و”هيئة تحرير الشام” لزعزعة استقرار شمال حلب، بهدف الانتقام من “حكومة الائتلاف” ومنع فتح معبر أبو الزندين.

من جانبها، أصدرت “الجبهة الشامية” بيانًا أعلنت فيه تجميد التعاون مع “الحكومة المؤقتة” برئاسة عبد الرحمن مصطفى، حتى يتم سحب الثقة منه وإحالته إلى “القضاء” بتهمة الإساءة إلى بعض “الجهات الثورية” أمام المسؤولين الأتراك.

وأكدت “الجبهة الشامية” أن مصطفى يتعامل معها بعدائية غير مسبوقة، ووجه خلال الاجتماع إساءة إليها وإلى “فصائل الشرقية”، وطرح اقتراحًا بسحب “الشرعية” عنه.

كما كشف الشيخ محمود الجابر، إمام جامع علي في مدينة أعزاز، في اتصال مع مصطفى، أن الأخير حمّل “الجبهة الشامية” مسؤولية الفوضى التي شهدتها المدينة مؤخرًا، لا سيما فيما يتعلق بحماية مقار “الائتلاف” و”الحكومة المؤقتة” والمصالح التركية.

وحسب الناشطين، تعود أسباب الخلافات بين “الجبهة الشامية” و”الحكومة” إلى الصراع على السيطرة على المناطق وتوزيع السلطة، حيث تسعى “الجبهة الشامية” أحيانًا لفرض سيطرتها العسكرية على بعض المناطق، مما يتعارض مع جهود “الحكومة المؤقتة” للسيطرة الإدارية والسياسية.

بالإضافة إلى ذلك، تتنافس “الجبهة الشامية” و”الحكومة المؤقتة” على الحصول على الدعم المالي من الدول المانحة مثل تركيا، مما يؤثر على توزيع الموارد.

وشهدت مدينة الباب توترات كبيرة بعد محاولة فتح معبر “أبو الزندين”، الذي يربط المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا بالمناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.

وبدأت الاحتجاجات بقيادة “الجبهة الشامية” ضد فتح المعبر في منتصف أغسطس، حيث تجمع المئات من السكان رافضين فتح المعبر دون تحقيق بعض مطالبهم.

تدهور الوضع لاحقًا، حيث أُغلق المعبر مرة أخرى بعد استهداف المنطقة بقذائف مجهولة، وقامت مجموعات مسلحة بمنع مرور الشاحنات التجارية، مهددة باستخدام القوة ضدها، رغم وجود الشرطة العسكرية التركية في المكان.

ويرى ناشطون محليون أن “الجبهة الشامية” تسعى لمنع فتح معبر “أبو الزندين” للحفاظ على نفوذها في المنطقة واستغلال المعبر لتحقيق مكتسبات خاصة بها.

حتى الآن، لم يصدر “الائتلاف السوري” أو “الحكومة” المنبثقة منه أي توضيح حول هذه الخلافات، ويعتقد المراقبون أن هذه الخلافات قد تدفع أنقرة إلى اتخاذ إجراءات لتجنب تفجر الوضع في مناطق نفوذها، مما قد يؤثر على أوراقها في المفاوضات مع الحكومة السورية.

الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...