واشنطن تتحسّب لـ المقاومة البرية في سورية

09-09-2024

واشنطن تتحسّب لـ المقاومة البرية في سورية

لم تكن الهجمات التي شنّتها خمس فصائل مقاومة ضد القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا خلال شهر آب، ولا إصابة عدد من الأمريكيين في استهداف مطار “خراب الجير”، السبب الوحيد وراء استقدام واشنطن لتعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

بل إن الهدف من هذه التعزيزات كان أيضًا تأكيد عزمها على عدم الانسحاب من سوريا. في أغسطس الماضي وأوائل الشهر الجاري، رفعت الولايات المتحدة بشكل ملحوظ من مستوى نقل الأسلحة والعتاد العسكري، بما في ذلك أنظمة الدفاع، إلى سوريا، وذلك في محاولة لردع هجمات المقاومة ضد قواعدها وجنودها، مع ترجيح تأجيل بحث مسألة الانسحاب التدريجي من العراق.

تظهر هذه التحركات الأمريكية في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، والتوترات المتصاعدة في جنوب لبنان، والخشية من تطور النزاع إلى حرب إقليمية.

وقد قررت واشنطن تعليق بحث موضوع الخروج من العراق، وتعزيز وجودها العسكري في سوريا. وتُظهر هذه الاستراتيجية في ضوء استقدام تعزيزات عسكرية إلى سوريا والعراق، حيث تم نقل أكثر من 20 دفعة من الأسلحة والمعدات جوًا وبرًا إلى القواعد في سوريا خلال الشهر الماضي.

وتزامنت هذه التعزيزات مع سلسلة من التدريبات العسكرية الكبرى في معظم القواعد الأميركية، والتي تعتبر من الأكبر منذ دخول الولايات المتحدة إلى هذا البلد قبل حوالي عشر سنوات.

وفي المقابل، تعرضت دورية أميركية تتكون من ست عربات قبل أكثر من أسبوع لإطلاق نار مباشر في المنطقة القريبة من مناطق سيطرة الجيش السوري على الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور، مما يشير إلى احتمال تصعيد المقاومة لعملياتها البرية أيضًا.

وأكدت مصادر ميدانية أن الولايات المتحدة استنفرت قواعدها في حقل كونيكو والعمر بعد حادثة إطلاق النار، حيث نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة مداهمات واعتقالات في الريف الشرقي.

وأضافت المصادر أن الهدف كان إحباط أي محاولة لتهديد الوجود الأميركي على الأرض، والتعامل بصرامة مع أي تهديد جديد قد يؤثر على العمليات العسكرية الأميركية البرية في الحسكة ودير الزور.

وكشفت المصادر أن الأميركيين استقدموا خلال الشهر الماضي 22 دفعة من الأسلحة والمعدات إلى قواعدهم في الحسكة ودير الزور، منها 19 دفعة وصلت جوًا إلى خراب الجير والشدادي وكونيكو والعمر، وثلاث دفعات عبر معبر الوليد غير الشرعي مع العراق.

وتضمنت الأسلحة المنقولة أنظمة مراقبة ورصد، ومعدات لمواجهة الطائرات المسيّرة والقذائف المتوسطة والقصيرة المدى.

وأشارت المصادر إلى أن القواعد الأميركية استخدمت لأول مرة أنظمة تعمل بالليزر لمهام مراقبة ورصد الطائرات المسيّرة والقذائف الصاروخية، وأن التحالف نفذ أكثر من 15 تدريبًا حيًا على استخدام هذه الأسلحة واختبار جاهزيتها، خاصة في قواعد حقل العمر ومعمل غاز كونيكو.

ورأت المصادر أن هذه التحركات غير المسبوقة على مستوى الكثافة تشير إلى نية أميركية لتعزيز وجودها العسكري في سوريا، مع التركيز على كبح فصائل المقاومة وتحجيم قدرتها.

في هذا السياق، أكد إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية، أن “القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا”، ونفى وجود أي “خطط لدى إدارة الرئيس جو بايدن لسحبها”.

وأضاف غولدريتش: “تركيزنا الحالي ينصبّ على ضمان عدم ظهور داعش مجددًا”، مشيرًا إلى التزام الولايات المتحدة بدورها في المنطقة وبشراكتها مع القوات المحلية، وكذلك بالحاجة إلى منع عودة هذا الخطر مجددًا.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...