قواعد واشنطن في سوريا تحت النار
بعد أشهر من الهدوء النسبي، استأنفت فصائل المقاومة الشعبية عملياتها العسكرية ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
فقد شهدت الأيام الأخيرة استهدافاً مزدوجاً، حيث استهدفت الطائرات المسيرة والقذائف الصاروخية قاعدة «عين الأسد» في الأنبار العراقية، وكذلك قاعدة معمل «كونيكو» للغاز شمالي دير الزور.
يبدو أن العودة إلى استهداف المصالح الأمريكية في البلدين ناتجة عن عدم جدية واشنطن في الاستجابة للطلب العراقي بشأن وضع جدول زمني واضح للانسحاب من العراق، فضلاً عن اتخاذها خطوات دفاعية إضافية في سوريا، ما يشير إلى نيتها الاستمرار في البقاء هناك.
فعلى الرغم من مرور عدة أشهر على الإعلان عن اجتماع بين الجانبين لمناقشة مسألة الانسحاب، لم تبادر الولايات المتحدة بأي خطوات ملموسة لتحقيق هذا المطلب.
علاوة على ذلك، بدأت القوات الأمريكية في سوريا بتعزيز إجراءاتها الدفاعية في مناطق خارج قواعدها، عبر نصب أبراج مراقبة على امتداد شريط نهر الفرات من البوكمال إلى مشارف الميادين، بفواصل تصل إلى كيلومتر واحد.
ويبدو أن واشنطن استغلت فترة الهدوء لتعزيز قواعدها بأنظمة دفاعية متطورة وزيادة عدد مناطيد المراقبة والكاميرات الحرارية. ومع ذلك، لم تنجح هذه التدابير في منع فصائل المقاومة من استهداف قاعدة «كونيكو».
تأتي هذه الهجمات بعد أكثر من أربعة أشهر من الهدوء النسبي، الذي أعقب سلسلة من نحو 70 عملية استهدفت القواعد الأمريكية في سوريا منذ بداية العام.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة التنف وإصابة أكثر من 100 آخرين. ووفقاً لمصادر ميدانية، استهدفت المقاومة قاعدة معمل غاز كونيكو ثلاث مرات خلال يومي السبت والأحد، حيث يتواجد جنود أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون.
وأوضحت المصادر أن صواريخ المقاومة حققت نجاحاً ملحوظاً، خاصة في اليوم الثاني من الهجمات، حيث تمكنت من تعطيل رادار ومعدات خاصة بمنظومة الدفاع الجوي في كونيكو.
ووفقاً للمصادر، فإن المقاومة غالباً ما تنجح في خرق أحدث أنظمة الدفاع باستخدام معدات بسيطة مثل الصواريخ القصيرة المدى والطائرات المسيرة المصنعة محلياً.
ويُعتقد أن المقاومة في سوريا والعراق ستعود إلى وتيرة القصف التي سادت قبل فترة الحرب على غزة، بناءً على قرار اتخذ قبل ثلاث سنوات، معتبرةً أن هذا يعد حقاً مشروعاً لمواجهة الوجود الأمريكي غير الشرعي في البلدين.
الأخبار
إضافة تعليق جديد