قواعد الاحتلال الأميركي في سورية تحت النار مجدّداً

يبدو أن قادة الاحتلال الإسرائيلي، ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية، لم يستوعبوا بعد الهجوم الإيراني الكبير الذي استهدف كيان الاحتلال، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكنوا من فهم تداعياته العسكرية والمعنوية.

ووفقًا للتقارير، فإن الهجوم الإيراني المدروس بعناية يشير إلى مرحلة جديدة في الصراع مع المحتل في فلسطين والمنطقة، وليس مجرد هجوم عابر أو رد فعل مؤقت.

في ظل عدم قدرة الإسرائيليين والأمريكيين على الرد المباشر على الهجوم الإيراني، من المتوقع أن يحاولوا العودة إلى ما يُعرف بـ”المعارك بين الحروب”، من خلال تنفيذ هجمات خاطفة هنا وهناك لإظهار قدرتهم على السيطرة والمبادرة.

وقد تمثل ذلك في الهجوم الأخير على أحد مراكز “الحشد الشعبي” في العراق، والهجوم الإسرائيلي على موقع في جنوبي دمشق.

وفي الوقت ذاته، سارعت الولايات المتحدة إلى استخدام أدواتها السياسية والإعلامية في مناطق “محور المقاومة”، خاصة في سوريا.

فقد عاد تنظيم “داعش” الإرهابي إلى النشاط مجددًا في البادية السورية بعد الهجوم الإيراني، وشُنت هجمات خاطفة على مواقع الجيش السوري والقوى الحليفة في مناطق حمص والرقة ودير الزور.

ومع رد المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا على الهجوم الإسرائيلي، شهدت قواعد الاحتلال الأمريكي عدة هجمات من قبل فصائل المقاومة.

فقد استُهدفت قاعدة “عين الأسد” في محافظة الأنبار، وغُمرت قاعدة “كونيكو” في الشرق السوري بهجمات بطائرات بدون طيار. وردًا على ذلك، استدعت القوات الأمريكية تعزيزات عسكرية ولوجستية من العراق إلى سوريا، وأجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات “قسد”.

في الوقت ذاته، اشتدت المواجهات بين قوات “قسد” والعشائر العربية في المناطق الشرقية من سوريا، مما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة.

وتخوض العشائر العربية اشتباكات مع قوات “قسد” في محافظات دير الزور والرقة والحسكة، مع تنفيذ عمليات اقتحام من جانب “قسد” للسيطرة على القرى التي سيطرت عليها العشائر.

كل هذه التطورات تشير إلى أن الوضع في الشرق السوري يسير نحو تصعيد أكبر، وقد يكون الصيف المقبل مليئًا بالتوتر والاشتباكات.

ومع استمرار المقاومة في استهداف مواقع الاحتلال، من المحتمل أن تتصاعد المواجهات في سوريا والعراق، خصوصًا إذا ما استمرت الولايات المتحدة وإسرائيل في الرد عبر الاعتداءات على مواقع المقاومة .

ويمكن الاستنتاج هنا، أنّ المعادلات الجديدة التي فرضها الردّ الإيراني على الاحتلال الإسرائيليّ، سوف تسري على عموم قوى محور المقاومة في الإقليم، وهو ما أثبتته المقاومة العراقية بعد العدوان الأخير على أحد مواقعها في العراق. لذلك، ستعمد قوات الاحتلال الأميركيّ إلى تعزيز وجودها العسكري والاستخباريّ، وزيادة استخدامها لوكلائها في المنطقة الشرقية، خصوصاً تنظيم “داعش” الإرهابيّ.

كما ستزيد من تعاونها الميدانيّ مع “قسد”، من دون أنْ تتورّط في القتال إلى جانب الأخيرة أو مساعدتها ميدانيّاً ضد العشائر والسكان العرب المحليين الرافضين لوجود “قسد” وممارساتها.

وعلى هذا الصعيد تحديداً، تشير كل المعطيات الميدانية إلى أنّ العشائر ستعمد إلى تصعيد هجماتها ضد “قسد” هذا الصيف، ولن تكون قوات الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الحليفة والرديفة بعيدة عن هذا الصراع، خصوصاً أنّ تعزيزات عسكرية سورية كبيرة قد توافدت في الآونة الأخيرة إلى ضفة الفرات الغربية والبادية القريبة.

 الميادين نت