الحزب يفترس أولاده

سلفيو الحزب الأصوليون يهاجمون المهرطق مهدي دخل الله : هذا ماانتهت إليه حملة تجديد آلية عمل الحزب ونهضته !! كل المنافحين عن قدسية الحزب لم يهتموا بما وصل إليه حزبهم من تكلس في العقلية وفساد في الآلية، ولم يتطرقوا للحديث عن فشلهم الديمقراطي الذريع في تجربة الانتخابات الأخيرة، وبات الهجوم على المهدي غير المنتظر بمثابة إعلان انحياز أصحابه إلى كهنة الحزب السلفيين المتحالفين مع جماعة الأوقاف في حملتهم المقدسة لإسقاط الليبرالية العالمية وأتباعها من الكفار والمهرطقين!!

فمنذ بضعة أشهر والأمين العام لحزب البعث يحاور النخب الحزبية لتغيير الثوب الأصولي المهترئ الذي لم يعد يستر جسد البعث، ولكن كهنة الحزب الذين يخافون من خسران امتيازاتهم لايريدون، وهم يبحثون عن معارك جانبية لكي يشغلوا الإصلاحيين بقضايا ثانوية مثل حملة الكهنة والفريسيين على مقالة د. مهدي الأخيرة في جريدة البعث التي يمتدح فيها دور الدراما في تجميع الجمهور العربي، ولم يشفع له خمسين عاما من التنظير للبعث وإدارة جريدته ثم وزارته الإعلامية ومحاضراته ونشاطاته اليومية من أجل تجديد بنية الحزب، وهذا درس لكل من تسول له نفسه الخروج على الكهنة وخطهم السلفي المقدس ..

الملاحظ أن مهاجمي دخل الله هم أنفسهم الذين هاجمونا ووقفوا في صف وزارة الأوقاف خلال معركتنا الخطيرة حول قانون أسلمة الجمهورية السورية الذي صدرته الوزارة سنة 2018 وتم تعديله بعد 19 يوما من التجاذب بين مجلس الشعب والشعب، حيث تم حذف 4 مواد وتعديل 21 مادة .. وهذا يدل على أن الجهة السلفية المحرضة واحدة وهي مستمرة في لاحق الأيام لمناهضة كل محاولة للتجديد بتهمة (النيوليبرالية)! وهذا أمر مخيف ومعطل ويمنع البلاد والعباد من الوصول إلى استحقاقات مابعد الحرب ليبقى الجميع في الحفرة السلفية وشيوخها الذين عطلوا وعود خطاب القسم قبل 24 عاما ومهدوا للخراب الذي حل بنا .. ويبقى السؤال : هل سينجح سلفيوا الحزب وكهانهم في عرقلة جهود الأمين العام لتحديث الحزب وتحطيم أصنامه العتيقة؟ إن اختزال عملية الإصلاح بمعركة خلبية لأجل مقالة نشرت في جريدة لم يعد يقرأها سوى محرريها أمر محبط لكل الوطنيين المشمولين بسيطرة حكومات البعث الزعبية الفاشلة، وكأنك يابو زيد ماغزيت...

نبيل صالح