هل وصل الشرق الأوسط إلى طريق مسدود؟
في كثير من الأحيان يقول الناس في الشرق الأوسط، أنه “في نهاية المطاف دائماً ما نعود للصراع العربي-الإسرائيلي فهو الاساس لاستقرار الشرق الاوسط؟
اليوم تبدو المنطقة على مفترق طرق خطير وهناك خلط كبير للأوراق والتحالفات؟
تأتي أزمة الشرق الأوسط في وقتها المناسب بالنسبة لأوروبا. فمع انجراف الأمريكيين إلى القتال دفاعاً عن أتباعهم الإسرائيليين، تتراجع الضغوط التي يمارسونها على الاتحاد الأوروبي لحمله على مساعدة أوكرانيا. علاوة على ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة نفسها لم تعد قادرة على النهوض بعبء الصراع على جبهتين. أكثر ما يقلق الأوروبيين حالياً في تاريخ الشرق الأوسط بأكمله هو التغيرات في أسعار موارد الطاقة الطبيعية. فأوروبا لا ترغب في أن يتسع الصراع ليشمل إيران. بشكل يساهم في ارتفاع الأسعار عالميًا.
الموقف المصري منذ بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قلق من احتمال تدفق الفلسطينيين في القطاع الساحلي إلى شبه جزيرة سيناء عبر معبر رفح على الحدود المصرية – سواء هرباً من الصراع أو بسبب قيام إسرائيل بطردهم. وفاقم مخاوف حدوث نزوح فلسطيني كبير، بين أشياء أخرى: فرض إسرائيل لما وصفه وزير الدفاع يوآف غالانت بـ“حصار كامل” يمنع دخول الأغذية، والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة؛ وإشارات أطلقها مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون بأنهم يرغبون بطرد السكان؛ والتحذير الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية في 21 تشرين الأول/أكتوبر لـ 1.1 مليون فلسطيني في شمال قطاع غزة بالانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع. ولا شك أن موقف القاهرة يتأثر أيضاً بارتفاع عدد الضحايا المدنيين مع الشروع في الغزو البري، وأيضاً بما ذُكِر من وجود ضغوط أوروبية وأميركية لفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين الراغبين بالخروج.
حتى الان يبدو أن مصر رفضت أي اقتراح بقبول لاجئين فلسطينيين مقابل تقديم دعم خارجي وإعفاء من الديون .
الموقف الايراني نأخذه من صحيفة الغارديان البريطانية، التي نشرت مقالاً للكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية سيمون تيسدال حول التوتر القائم في منطقة الشرق الأوسط وتبعات مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح العشرات لدى استهداف قاعدة أمريكية في الأردن بطائرة مسيرة، وتوجيه الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران.
تحت عنوان “هناك قنبلة هائلة تنتظر الانفجار في الشرق الأوسط، وعلى بايدن أن لا يُشعل الفتيل بمهاجمته إيران”، يقول الكاتب إن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل أشعل فتيلاً يحترق تحت الشرق الأوسط برمته، وإن قنبلة هائلة موصولة به، ويقصد بذلك حرباً مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، باتت على وشك الانفجار، بما لذلك من عواقب وخيمة.
ويقول الكاتب: “مع كل يوم يستمر فيه القصف الإسرائيلي غير المشروع لغزة، ومع كل تقدير جديد لعدد القتلى من الفلسطينيين بعشرات الآلاف، فإن الانفجار الكبير يقترب أكثر. كما أن العنف من البحر الأحمر إلى العراق وسوريا ولبنان، والذي يضم بشكل أساسي قوات مدعومة من إيران ومؤيدة للفلسطينيين، يتعاظم بلا هوادة”.
ويتساءل كاتب المقال حول أهمية الهجوم الذي وقع الأحد على قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن قائلاً: “هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ هل هذه هي النهاية؟ وهل باتت القنبلة على وشك الانفجار؟”
الموقف الامريكي دخل في المدحلة الانتخابية وهناك ضغطاً سياسياً هائلاً على الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيواجه على الأرجح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الذي يزعم أن بايدن كان ضعيفاً في الرد على هجمات سابقة وحاول أن يسترضي إيران خلال المحادثات حول الملف النووي الإيراني وفي صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين إسرائيل وحماس. وهذا الضغط هو باتجاه الذهاب إلى الحرب مع إيران.
ويقول الكاتب إن رداً عسكرياً مباشراً من جانب الولايات المتحدة على إيران نفسها سيكون “كارثياً، حيث أنه سيطيل الحرب في غزة، وسيشعل بالتأكيد فتيل هجوم شامل من حزب الله على إسرائيل. وقد يحول المعارك المحلية المستعرة في العراق وسوريا إلى جحيم ويزعزع استقرار أنظمة صديقة في مصر والأردن والخليج”،
الموقف الاسرائيلي معقد للغاية فتراجع نتنياهو يعني خروجه نهائيا من المشهد السياسي وفي حال اصرار نتنياهو على عدم الاعتراف بالفشل والخروج من المشهد السياسي واستخدام سياسة تقوم على ان ما لا يمكن تحقيقه بالقوة يمكن تحقيقه بفرط القوة وهنا سيكون المشهد كارثيا ودمويا بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر وقد يدفع نتنياهو بايدن أو بالعكس للخروج من المآزق الانتخابية والسياسية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران وهنا نكون دخلنا في مرحلة فتح نتنياهو بدايتها ولكن لا أحد يعلم من الاجيال التي ستكتب نهايتها وكيف سيكون شكل المنطقة جغرافيا بعدها.
المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات و الجميع بات يضع سيناريوهات لكافة الخيارات بدءا من الحل الشامل أو الوصول للدمار وما بينهما من تسويات اللاغالب ولا مغلوب؟
المشهد أونلاين
إضافة تعليق جديد