افتتاح ملتقى ومعرض التنمية الريفية والزراعية في منتجع نسمة جبل بريف القرداحة في اللاذقية
افتتح، يوم أمس الأحد، ملتقى ومعرض التنمية الريفية والزراعية في منتجع “نسمة جبل”بريف القرداحة في محافظة اللاذقية، بحضور وزير الزراعة المهندس حسان قطنا، ومحافظ اللاذقية عامر هلال، ومشاركة عدد من المؤسسات الصناعية والزراعية وفعاليات المجتمع المحلي
وقدّم وزير الزراعة كلمة افتتاحية، وطرح بعدها المحور الأول للملتقى، بتحديد دور المؤسسات الخاصة وشركة “سيريا” والأمانة السورية للتنمية في دعم المزارعين وتنشيط التبادلية وتسويق المنتجات، ودور مصرف الوطنية للتمويل الأصغر والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية.
وجرى خلال الملتقى تكريم عدد من المزارعين والمنتجين الأكثر تميزاً، بعد افتتاح حوار تخصصي لأوراق عمل ورؤى الشركات والمؤسسات المشاركة لاعتماد توصيات الملتقى، وعرض فرقة “غابالا” عرضاً تراثياً.
والتقينا بعدد من الأشخاص الذي جرى تكريمهم لتميّزهم في إعداد أو زراعة المنتجات الريفية، من بينهم الشابة امتياز ابراهيم التي قالت:”كرمت لأنني أجمع الأعشاب الطبيعية التي أزرعها في منطقة صلنفة، مثل ورق الغار، الزعتر، الميرمية، أعشاب مشكلة، ولتلك الأعشاب أهمية كبيرة”.
وأكملت “ابراهيم”: “تقوم شركة “نما” بتسويق الأعشاب التي أزرعها، وأشكرهم على ثقتهم ودعمهم لتوسيع مجال عملي وتسهيل المواصلات الخاصة بنقل المنتجات، وتشجيع المرأة لإثبات نفسها وتحفيز دورها”.
وأضاف وليد توفيق شريف (أحد المنتجين) : “تكرّمت لقيامي بصناعة المواد الغذائية، من ألبان، أجبان، دبس الخرنوب ودبس الرمان، في مشروع محميّة الفرلق، وذلك بمشاركة المجتمع المحلي والزراعة”، مشيراً إلى أن شركة “سيريا” ومركز “نما” قدما الدعم معنوياً ومادياً وبشكل خاص تأمين نقل البضائع وهو ما كان العائق الأكبر”.
بدورها، أشارت غادة سلوم (من سكان القرداحة) إلى أنها: “تصنع في فصل الصيف كل المواد الغذائية وفي مقدمتهم الزعتر، وبالشتاء تعمل بحياكة الكروشيه الذي تميزت به، مضيفة، أن: “شركة سيريا قامت بتسويق منتجاتي، ودعمها عن طريق الفعاليات، ونقل البضائع، وإكرامهم لنا يشعر المرأة بوجودها وكيانها وكنا نحتاج تسليط الضوء على وجودنا”.
من جهته، أكد مدير معمل “سيريا” أمجد بربهان لتلفزيون الخبر أن: “أهم مافي الملتقى تشجيع المزارعين على زراعة الحيازات المتوفرة لديهم، ومهمتنا تقديم الدعم الكامل لتلك المشاريع إن كان عن طريق تقديم البذار، الشتول، المعدات الزراعية، أو تقديم دعم مادي عن طريق قروض قليلة الفائدة بالنسبة للفلاح”.
وأضاف “بربهان”: “سنقدم شبكات ري بالتنقيط لمساعدة الفلاح في مشكلة المياه، ومن الممكن أن ندعمه بالتعاون مع شركائنا في الأمانة السورية للتنمية، أو المنظمات الدولية، الجمعيات التعاونية، مثل إقامة مشاريع أو سدود مياه صغيرة”.
وأكمل “بربهان”: “نحن حالياً نتوسع، ولا يقتصر الدعم على محافظة اللاذقية، وهناك العديد من المشاريع المعروضة علينا للزراعة التعاقدية في محافظة حماة على سبيل المثال”.
وأردف مدير معمل “سيريا”: “نسعى للوصول إلى التنمية المستدامة، كما يمثله شعار شركتنا “تعبك بكفي.. نحنا منكفي”، ونحن نعتمد على موضوع التنوع في المنتجات وتطوير المنطقة لتنويع منتجاتها أكثر”.
وتابع “بربهان”: “لدينا مركز “نما” لتسويق المنتجات الريفية، ويشمل تسويق كل المنتجات التي تصنعها المرأة الريفية، مثل المشغولات اليدوية، مواد غذائية، مستحضرات تجميل، عن طريق تسويقها بمراكزنا، ومساعدتهم في إعادة تغليف المنتج، بشكل يجعل المنتج ذو جودة أكبر”.
بدوره، نوه مدير منتجع “نسمة جبل” معن ريشة لتلفزيون الخبر إلى : “ضرورة زراعة النباتات والأعشاب، نظراً للحاجة إليها، وأخذها من البيئة بطريقة جيدة، أي لا يدخلها أي محسنّات أو مواد كيميائية، وهذا ما يميزها”.
وبيّن “ريشة” أن: “هناك رابطاً بين السياحة والزراعة، فالأخيرة في أي مكان هي بيئة حاضنة للسياحة، وعندما تكون هناك منطقة تتميز ببيئتها مثل الغابات أو بنوعية معينة من الزراعة، حتماً ستكون منطقة جذابة لاستقطاب الناس”.
وتابع “ريشة” حديثه: “لدينا الشق التنموي، ونحن من المنتجعات الرائدة بمجال التنمية السياحية والزراعية، ونعمل على مجال البيئة والرياضة والفنون، وهو ينبع من دورنا التنموي كمنتجع نسمة جبل”.
ولفت مدير منتجع “نسمة جبل إلى: “دعم المتفوقين بالمدارس وعلى مستوى الجامعات، باستقطابهم إذا كان لديهم هوايات، ننظم لهم حفلات أو مهرجانات، معارض الرسوم، و لدينا قريباً معرض النحت ومسابقات التصوير الضوئي، لتنمية مواهبهم، ولنشعرهم بأنهم مبدعين”.
واعتبر “ريشة” أن: “الحرف التراثية الموجودة في المعرض مثل اللعبة التراثية الشعبية الذهنية (المنقلة)، والحرير الطبيعي الذي يباع بأوروبا بأسعار عالية، وعمله صعب، كلها نوافذ سيتم افتتاحها في المستقبل للإضاءة على حرف موجودة من آلاف من السنين في سوريا”.
وتحدّث مدير مكتب الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية، راني صقر لتلفزيون الخبر أن: “أهمية الملتقى تأتي من مشاركة العديد من الجهات المعنية بالشأن الزراعي، بالإضافة إلى عدة جهات لديها نشاطات ومشاريع لتنفيذها”.
وأوضح “صقر” أن: “الهدف من الملتقى الخروج بصورة عمل جماعي واستثمار كل الموارد المتاحة من المنظمات، وتكامل الجهود والموارد لدعم هذا المزارع، هو يساهم بتحسين العملية الزراعية، وآلية الدعم وتنفيذها هي محصلّة مخرجات الملتقى”.
واعتبر “صقر” أن: “التجربة بين الأمانة السورية للتنمية وشركة “سيريا” هي النباتات العطرية والطبية الموجودة على مدار العام، ويستفاد من موسم الأمطار خلال فصل الشتاء، ويحتاج إلى الري في الصيف، وتم اختيار مناطق الزراعة التي تتوافر فيها الموارد المائية”.
وأشار “صقر” إلى أن: “انطلاقة الملتقى كانت من محافظة اللاذقية، لكن يمكن تطبيقه كمنهجية على باقي المحافظات، وفق ما يتوافر في كل محافظة من موارد يمكن استثمارها”.
وأكمل مدير مكتب الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية: “نحن لا نخلق شيء من العدم، والمساحات موجودة والمزارع والزراعات أيضاً، والزراعة الفردية أصبحت عبء على الفلاح، نتيجة ارتفاع التكاليف، والمشاريع الجماعية على أساس هذه التعاونيات تخفّض من التكاليف وتساعد في تطوير المنتج وتسويقه بشكل أفضل”.
ولفت “صقر” إلى أن: “الأمانة السورية للتنمية تلعب دوراً مجتمعياً في توحيد الأدوار من ناحية الترخيص، وتقديم أي دعم لوجسيتي تستطيع تقديمه، وتنظيم العلاقات بين الأفراد والجهات، وتبحث وتحدد الأشخاص الراغبين في تغيير واقعهم الزراعي، والانضمام إلى العمل الجماعي”.
يذكر أن عمل شركة “سيريا” ومركز “نما” يكملان بعضهما البعض، إذ تعمل “سيريا” على دعم الإنتاج الريفي والتشجيع عليه وتوفير مستلزماته، و تقوم “نما” بالتسويق لتلك المنتجات ودعم المزارع أو الشخص المنتج.
الخبر
إضافة تعليق جديد