تأثيرات الطقس على العمليات العسكرية الأمريكية في سرية والعراق

تزامنت الضربات الجوية الأميركية على أهداف تتعلق بالحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق مع كشف الجيش الأميركي عن السبب الرئيسي وراء تأخير هذه الضربات، والذي يتعلق بـ “قدوم الظروف الجوية المناسبة”، وأكد مسؤولون أميركيون أن هذا التأخير كان لضمان عدم وقوع “إصابات غير الضرورية” وأنهم انتظروا حتى تحسنت ظروف الطقس لتنفيذ الضربات وفقاً لموقع الحرة.

وفي تصريحاته، أوضح مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأميركية، دوغلاس سيمز، أن يوم الجمعة تم اختياره لتنفيذ الضربات كونه يُمثل “أفضل فرصة” من حيث الطقس، على الرغم من قدرة الذخائر الأميركية على العمل في أي ظرف، تم اختيار “الطقس الجيد” لضمان ضرب جميع الأهداف المناسبة.

وفي سياق متصل، يشير العميد ناجي ملاعب، خبير عسكري واستراتيجي، إلى أن الطقس يلعب دورًا حاسمًا في دقة العمليات العسكرية، خاصة في حالة الضربات الجوية، يؤكد ملاعب أن الأجهزة العسكرية، على الرغم من تطورها، تتأثر بشكل كبير بظروف الطقس، حيث يمكن أن تحجب بعض الغيوم “الرؤية المكانية”، مما يؤثر سلبًا على دقة الضربات.

من خلال التاريخ، كان الطقس له أثر مهم وحتى حاسم في نجاح العمليات العسكرية، بيانات الطقس الدقيقة والمعلومات الجوية والتنبؤات تصبح أكثر أهمية للاستخدام العسكري الفعّال والكفء، يعتبر الالتزام بتلك البيانات أمرًا حاسمًا لتحقيق نجاح أي عملية عسكرية، حيث تساعد على التخطيط واتخاذ القرارات وتنفيذها.

وشاركت أيضاً قاذفات متعددة المهام تحمل أكبر حمولة تقليدية وموجهة من الأسلحة في قوات الجو الأميركية، وتشكل هذه القاذفات العمود الفقري للقوة البعيدة المدى الأميركية، حسب موقع “سلاح الجو الأميركي”، قادرة على إطلاق كميات ضخمة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة بسرعة على أي هدف في العالم في أي وقت.

ويرى العقيد المتقاعد إسماعيل أبو أيوب، المحلل العسكري والاستراتيجي، أن الطائرات الحديثة القادرة على قصف أهدافها ليلاً لا تواجه مشكلات تتعلق بحالة الطقس، تتم برمجة الأهداف المستهدفة مسبقًا، مما يتيح للطيار قصف الهدف المبرمج من فوق الغيوم باستخدام أسلحة غير موجهة.

تؤثر الغيوم بشكل بسيط على أشعة الليزر، ولكنها لا تؤدي إلى انحراف الذخائر عن الهدف، وفقًا للخبير العسكري والاستراتيجي.

فيما يشير اللواء سمير فرج إلى أن قاذفات “بي-1” تعتبر أحدث أسلحة الجيش الأميركي، تتميز بدقة عالية في إصابة الهدف ولا تتأثر بعوامل الطقس.

أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن الضربات استمرت لنحو 30 دقيقة، حيث أطلقت المقاتلات الأميركية أكثر من 125 ذخيرة موجهة في 30 دقيقة، استهدفت 85 هدفا في سبعة مواقع مختلفة بين العراق وسوريا.