الجبهة السورية مرشحة للتصعيد
في إطار محاولات كيان الاحتلال لتعويض بعض الفشل العسكري في وجه فصائل المقاومة في قطاع غزة والداخل المحتل، يتسارع الاحتلال في تكثيف عمليات الاغتيال، تهدف هذه العمليات إلى الضرب بقوة في صفوف قادة المقاومة في عواصم الإقليم، في محاولة لتقويض قدرات المقاومة وتأخير تقدمها الاستراتيجي في فلسطين والمنطقة.
قد نجح الاحتلال في تنفيذ عمليتي اغتيال في بيروت، أسفرت عن مقتل الشيخ صالح العاروري من حماس والحاج وسام الطويل من حزب الله، كما قام بالهجوم على مبنى سكني في دمشق، محاولا استهداف مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، تسبب هذا الهجوم في سقوط العديد من الضحايا السوريين المدنيين، مما يبرز استهداف الاحتلال للأماكن المدنية المزدحمة.
يُلاحظ أن هذه الاعتداءات تشهد زيادة في ظل المعركة الجارية “طوفان الأقصى”، يظهر أن الاحتلال يحاول الرد على تحديات المقاومة التي أظهرت وحدة وترابطًا قويًا ضد العدو وقوى الهيمنة التي تدعمه في المنطقة، وتعتبر سوريا محورًا مهمًا في معادلة المقاومة، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في دعم وتدريب وتسليح القوى المقاومة، تواجه سوريا أيضًا تحدياً كبيرًا بوجود القوات الأميركية والاحتلال الإسرائيلي على حدودها، ومع بداية “طوفان الأقصى”، زادت وتيرة الهجمات على الاحتلال الأميركي في سوريا والعراق، مما يشير إلى تأثير هذه المعركة على جميع جبهات المقاومة.
على الصعيدين الأميركي والإسرائيلي، تظهر الخسائر التي لحقت بالقوات الأميركية، حيث أصيب نحو 70 جنديًا، ويشير ذلك إلى قلق واشنطن وخطر متزايد على وجودها الاحتلالي في هذه المنطقة، يُظهر الهجوم الأخير على الجولان المحتل، الذي أعلنت عنه المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها، أن جميع الساحات أصبحت ميدان قتال شامل أمام قوى محور المقاومة.
بعد تعرض العدو الإسرائيلي لهجوم في حي المزة الدمشقي يوم السبت الماضي، وتكلل الحادث بفقدان عدة أرواح من المدنيين السوريين وحرس الثورة الإيراني، قامت المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا بالرد عبر استهداف موقع “القرية الخضراء” الذي يحتوي على مساكن لجنود الاحتلال الأميركي في قاعدة “حقل العمر” النفطي في ريف دير الزور.
كما تم استهداف مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل بطائرات مسيرة وصواريخ، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إصدار تعليمات صارمة لسكان المستوطنات بضرورة الابتعاد عن المناطق المفتوحة والابتكار الدائم في الملاجئ.
في نفس السياق، تعرضت قاعدة الاحتلال الأميركي في مدينة “الشدادي” بريف محافظة الحسكة لهجوم صاروخي كثيف، حيث شوهدت المضادات الجوية الأميركية تحاول التصدي لهذا الهجوم، وفي الساعات القليلة التالية، تعرضت قاعدة “كونيكو” المحتلة في ريف دير الزور لهجوم صاروخي، رداً على مهاجمة الجيش الأميركي لموقع للقوات السورية في بلدة “محكان”، وقد قامت القوات الأميركية بتوجيه ضربة للقوات السورية بعد وقت قصير.
في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة زيادة في التوتر مع تحرك مجموعات من تنظيم “داعش” من اتجاه قاعدة “التنف” نحو البادية السورية، وقد قام الطيران العربي السوري بقصف مجموعات “داعش” في بادية الرصافة – السخنة، ومع دخول معركة “طوفان الأقصى” شهرها الرابع، يتجسد التصدي لقوى العدوان والاستعداد لمواجهات عسكرية جديدة، يتوقع أن تكون الجبهة السورية حارة، خاصة مع استمرار الهجمات على الاحتلال الأميركي في سوريا والعراق، ومن المرجح أن نشهد أحداثًا مهمة خلال الأيام القليلة القادمة، خاصة في جبهة الجولان ورد الفعل على الاعتداءات الإسرائيلية.
تعكس قرب الطائرات الإسرائيلية من الحدود الإقليمية يوم الأحد الماضي وهروبها بسبب اكتشافها كهدف للدفاعات الجوية السورية عليها، استمرار التوتر مع هذا العدو، يتوقع أن تستمر الهجمات على مواقع الجيش السوري والاستهداف المباشر لقادة المقاومة، خاصة بعد استشهاد القادة رضي موسوي والحاج صادق.
الميادين نت
إضافة تعليق جديد