المقاومة تدخل منظومة سام-18 في المعركة
أعلنت كتائب القسام عن إدخال منظومة سام 18 منذ السابع والعشرين من الشهر الحالي ،وهو نظام دفاع صاروخي أرض-جو، روسي الصنع، محمول على الكتف، ويمكنه ضرب الأهداف الجوية القريبة نسبيا، بدأت إصداراته الأولى في الثمانينيات من القرن الفائت، ومثل عدد من الأسلحة الشبيهة صنعت روسيا نسخا للتصدير، تُستخدم حاليا في أكثر من 40 دولة حول العالم، بما في ذلك المكسيك وماليزيا وكوريا الجنوبية .
ويستخدم النظام باحثا موجَّها بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن البصمة الحرارية المنبعثة من محركات الطائرات، وعند إطلاق الصاروخ من قاذفة يحملها شخص واحد، يُفعَّل المُحرك الذي يدفعه نحو الهدف. في هذه الأثناء، يقوم باحث الأشعة تحت الحمراء بمسح المجال الجوي باستمرار بحثا عن البصمة الحرارية للهدف، وحينما يستقر الباحث على الهدف، يقوم الصاروخ بتعديل مساره لضربه مباشرة.
والصاروخ كذلك قادر على إجراء تصحيحات لمساره أثناء الطيران، مما يسمح له بالاشتباك مع أهداف رشيقة ومراوغة. وإلى جانب ذلك، صُمِّم الصاروخ لمقاومة الإجراءات المضادة التي تستخدمها الطائرة المستهدفة، مثل إطلاقها لشرارات أو مشاعل أو أي إجراءات دفاعية أخرى تهدف إلى إرباك أنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء.
بينما تشتهر منظومة “سام-18” بموثوقيتها وسهولة استخدامها، حيث يمكن لرجل واحد فقط أن يتعلم أساسياتها ويشغلها دون وجود مساعدة وفي أي ظروف مناخية ليلا أو نهارا، ويُعَدُّ هذا أمرا بالغ الأهمية في المواقف القتالية التي من الضروري أن يكون فيها رد الفعل سريعا ، ومع وجود التضاريس الحضرية في غزة، فإن سهولة استخدام السلاح ووزنه الخفيف نسبيا يُمكِّنان جنود المقاومة من التموضع بشكل ممتاز في مناطق متعددة، وانتظار أي مروحية (أو مسيرة كذلك) تمر على مسافة قريبة، حيث إنه مُصمَّم للعمل فقط في نطاقات قصيرة.
ويمكن لدخول “سام-18” إلى منظومة المقاومة أن يغير من قواعد الاشتباك بوضوح. وإذا نجحت المقاومة في استخدام المنظومة خلال الفترة القادمة بفاعلية كبيرة، فإن ذلك سيمنع مروحيات الاحتلال من الاقتراب على مسافات قصيرة تمكنها من استهداف جنود المقاومة ونقاط تحصنهم بدقة أكبر، كما سيمنح المقاومة شكلا من أشكال الدفاع الجوي التي تخفف من استباحة الاحتلال لسماء غزة، وخاصة بالمسيرات والمروحيات، وكلتاهما تُعَدُّ هدفا لصواريخ “سام-18”.
وإلى جانب سعره الرخيص نسبيا مقابل سعر طائرة مروحية من نوع أباتشي على سبيل المثال، التي تستخدمها دولة الاحتلال، فإن “سام-18” يُمثِّل فرصة ممتازة بالنسبة للجيوش الصغيرة ضعيفة العدد والعتاد (مثل المقاومة الفلسطينية) لتحقيق درجة من التوازن مع عدو متقدم تقنيا ولديه خطوط إمداد لا تتوقف.
ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة عن استخدام صواريخ أرض جو من هذا النوع، في العام الماضي على سبيل المثال أعلنت كتائب القسام عن استخدامها لصواريخ “سام-7” في استهداف بعض الطائرات الإسرائيلية في أثناء قيامها بغارات على قطاع غزة، لكن تُعَدُّ هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام “سام-18” في معركة ضد جيش الاحتلال.
يحتوي “سام-18″ على الرأس الحربي نفسه شديد الانفجار الذي يبلغ وزنه كيلوغرامين والموجود في نسخ سابقة من هذا الصاروخ، لكنه مختلف تماما (4) في عدة نطاقات أخرى مقارنة بـ”سام-7” أو أي نسخة سابقة له، وخاصة في رادارات الصاروخ والباحث العامل بالأشعة تحت الحمراء والتحسينات الديناميكية الهوائية، وجميعها عملت على توسيع نطاق فعالية “سام-18” (5200 متر مسافة، و3500 متر ارتفاع)، كما أنها رفعت من سرعته بحيث بات يتمكن من التصدي لأهداف أسرع.
مع الباحث الجديد، تُقدَّر احتمالية إصابة الهدف حال كان غير محمي بأجهزة تشويش إلى 30-48%، ومع هدف يستخدم أجهزة تشويش تقل هذه النسبة إلى 24-30% فقط، لكنها تظل أفضل بفارق واضح من النسخ السابقة. أضف إلى ذلك نقطة مهمة، وهي أن بعض النسخ الأحدث من “سام-18” مجهزة بصاروخين يعملان بشكل متتالٍ ويمكن لمشغل واحد أن يطلقهما مباشرة على الهدف، ما يرفع
الجزيرة
إضافة تعليق جديد