تقارير أمريكية: ما مدى فاعلية وجودنا في سوريا؟
تواجه القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تهديدات متزايدة منذ تاريخ 17 تشرين الأول الفائت، وذلك جراء الاستهدافات شبه اليومية للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وكذلك التهديد اليمني مؤخراً لأي سفينة تتجه نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي.
في بداية التصعيد ضد القواعد الأمريكية حاولت الإدارة الأمريكية، الفصل بين هذه الاستهدافات والحرب في قطاع غزة، بالرغم من البيانات الصادرة عن حركات المقاومة العراقية واليمنية والتي تؤكد أن عملياتها هي رد على “جرائم الكيان الإسرائيلي بحق أهالي غزة”، وبعد أيام قليلة من التصعيد، بدأت تتعالى أصوات أعضاء الكونغرس الأمريكيالداعية إلى وقف الدعم العسكري للاحتلال الإسرائيلي أو على الأقل جعله مشروطاً.
وبعد مرور شهرين على هذا التصعيد المتنامي، بدأ الدبلوماسيون والمختصون الأمريكيون بطرح آراء تحث على ضرورة إعادة هيكلة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط عموماً وفي سوريا خصوصاً بطريقة أفضل، تضمن حماية هذه القوات وتحدد مهامها أكثر.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “لوس أنجلس تايمز”الأمريكية، مقالاً أشار إلى أن “إرسال مزيد من القوات الأمريكية وعلى عجل إلى الشرق الأوسط، يحمل مخاطر توريط أمريكا في التزامات أمنية مفتوحة للحلفاء، في وقت يجب عليها تشجيعهم على تولي مسؤولية الدفاع عن أنفسهم”.
وأوضح التقرير الأمريكي أنه “مع مرور الوقت سيرهق الانتشار في الشرق الأوسط الأصول العسكرية الأمريكية والقوات، وسيحرف الاستثمارات الضرورية لردع الصين، وقد حدثت تنازلات في هذا الجانب، فأنظمة الدفاع الجوي التي نُشرت في الشرق الأوسط لن تكون متوفرة للدفاع ضد التهديد الصاروخي الصيني في آسيا”.
ولفت التقرير إلى أنه “منذ عملية حماس، زادت الهجمات على القوات الأمريكية المعرضة للخطر في سوريا والعراق عدداً وخطورة، وانتقلت الهجمات الآن إلى البحر الأحمر باستهداف السفن التجارية، ولن يمضي وقت بعيد قبل خروج الوضع عن السيطرة، واقترح التقرير الأمريكي أن تحصر واشنطن وجودها في المنطقة بعدد قليل من “القواعد العسكرية الإستراتيجية وحماية المصالح الأمريكية، إلى جانب الاستثمار في معدات متقدمة وقدرات لوجيستية يمكن أن تقدم قدرة دفع لأزمات في المستقبل”، وختمت الصحيفة مقالها بقولها: “ستكون الولايات المتحدة والشرق الأوسط في أحسن حال لو خفضت واشنطن من وجودها العسكري بدلاً من مضاعفته”.
ونشر أستاذ العلوم الحكومية في جامعة تكساس في أوستن، جيسون براونلي، مقالاً في مجلة “ريسبونسبل ستريت كرافت” الإلكترونية الأمريكية، قال فيه: “تُظهر الأصداء الإقليمية للحرب في فلسطين المحتلة الأسباب التي تدفع البيت الأبيض إلى إلغاء، وليس تعزيز، الوجود العسكري الأمريكي الذي عفا عليه الزمن والاستفزاز بلا داعٍ في سوريا والعراق”، مضيفاً أن “على الرئيس جو بايدن، إعادة نشر هذه القوات في موقع أكثر أماناً قبالة الشاطئ وترك الأمر للسوريين والعراقيين الذين يهتمون بمصالحهم الذاتية لمنع داعش من الظهور مرة أخرى، وكما أظهرت سياسة بايدن بشأن أفغانستان -وكما لاحظت على الأرض في وقت سابق من هذا الخريف- فإن سحب الجنود الأمريكيين ومشاة البحرية الأمريكية يمكن أن يعزز الأمن الأمريكي بتحويل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى مقاتلين محليين لديهم دوافع جيدة”.
وفي سياق متصل، نشرت مجلة “المجلة”تقريراً عن “الغارات الإسرائيلية” التي استهدفت سوريا منذ بدء حرب 7 تشرين الأول 2023، ونقلت عن الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر، قوله: “من الصعب معرفة مدى تأثير تلك الضربات، كون سلوكيات أعضاء (محور المقاومة) سرية، لذا لا يمكن التأكد من مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي ودقة معلوماته، إضافة إلى أن هذه الضربات لم توقف قصف الكيان من جنوب سوريا واستهداف القوى الأمريكية شرقي سوريا”.
يشار إلى أن السيناتوري الجمهوري راند بول، قدّم قبل أيام مشروع قرار يقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وقال في حسابه في منصة “X”: “إذا كنا سننشر شبابنا وشاباتنا الذين يرتدون الزيّ العسكري في سوريا للقتال وربما التضحية بحياتهم من أجل قضية مفترضة، ألا ينبغي لنا بصفتنا ممثلين منتخبين لهم على الأقل أن نناقش مزايا إرسالهم إلى هناك؟، هل نؤدي واجبنا الدستوري ونناقش ما إذا كانت المهمة التي نرسلهم إليها قابلة للتحقيق؟”، لكن مجلس الشيوخ رفض تمرير القرار، بينما أفادت آخر إحصائية نشرتها الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن عدد الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ تاريخ 17 تشرين الأول، تجاوزت الـ100 استهداف.
أثر
إضافة تعليق جديد