كل مالا يؤنث لايعول عليه
منذ الصباح ازدحام كبير على محلات الورد والحلويات والهدايا : إنه يوم النفاق الشرقي، حيث كل الأبناء يحبون أمهاتهم ويحتفلون بهن من أجلهم هم وليس من أجل الإحتفاء بالأمومة كرمز للتربية والتنمية والعدالة والبناء ، حيث تبقى محبتهم نظرية وشاعرية ولاتتخطى ذلك باتجاه حصولها على كامل حقوقها في الأسرة والمجتمع والدولة..
نحتفل بهن يوما ونأكل حقوقهن باقي أيام السنة، حتى أن الكثير من النساء يرغبن فيما لو أنهن خلقن ذكورا .. والأكثر سوءا أن غالبية الأمهات في مجتمعنا يحافظن على ثقافة العنصرية الذكورية بين أبنائهن بدلا من تكريس ثقافة أنثوية معطاءة ومحبة وعادلة .. فكل هؤلاء القتلة واللصوص والمستبدين والإرهابيين تلقوا تربيتهم الأولى على يد نساء لايعرفن قيمة كنز الأنوثة الذي يحملن شيفرته فبقين تابعات لذكور العائلة والطائفة حتى ليمكن القول أن حشرات النحل أكثر تطورا من مجتمعاتنا! ذلك أن قيمة الأنثى ليست في الولادة فحسب حيث كل إناث الزواحف والقوارض يلدن أيضا، وإنما قيمتهن في حسن التربية والتثقيف الجندري الذي تفتقر له مناهجنا المدرسية .. وفي هذا يمكن للآباء والمعلمين أن يكونوا أمهات أيضا في حسن التربية والتثقيف والتأهيل، من أجل بناء مجتمع عادل، إذ لايمكن للرجل الذي يظلم أخته أو زوجته أو ابنته أن يكون قائدا عادلا أو مواطنا فاعلا ..
مع ذلك هنك استثناءات أمومية عظيمة ممن ربين أولادهن على احترام المرأة كقيمة إنسانية رفيعة، وعلمن بناتهن أن يكنّ سفينة نجاة لهؤلاء الذكور البائسين، فكل عام والأمهات المميزات بخير
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد