بسبب “الخيانة” وقلة الاندماج.. الطلاق يعصف بالسوريين في أوروبا
كشفت دراسات ألمانية حديثة عن ازدياد ملحوظ في نسبة الطلاق بين اللاجئين العرب في أوروبا، وذلك لأسباب متعددة أبرزها الخيانة، والتوتر الناجم عن الاغتراب، وقلة الاندماج، وغيرها.
وتنتشر على مجموعات لعرب أوروبا في مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر قصص لحالات طلاق بين صفوف اللاجئين العرب ناجمة عن الخيانة.
الانفتاح أفسد الزواج
وقال فادي عكة (٣٣ عاماً) : “تزوجت بعد قصة حب طويلة وقضيت مع زوجتي عامين في سوريا، ثم انتقلنا للعيش في ألمانيا منذ عام 2015”.
وأضاف عكة، وهو سوري يعيش في مدينة دوسلدورف: “بعد عامين من انتقالنا إلى أوروبا تعرفت زوجتي على مجموعة صديقات من سوريا ولبنان، وأصبحن يتسكعن في عطلة نهاية الأسبوع”.
لم يكن فادي راضيا بداية عن خروج زوجته (28 عاماً) مع الصديقات الجديدات لأنه لم يأمن لسلوكياتهن.
وقال: “شعرت أنهم ينحدرون من بيئات منفتحة جداً وازداد انفتاحهم هنا، وكنت على يقين بأن زوجتي ستتأثر بهذه الأجواء، لكنني لم أملك خيارا آخر، فمن حقها الخروج والتسلية مع الأصدقاء، ولم يكن متوافرا لديها سواهم”.
وأضاف: “بعد مرور أشهر لاحظت أن فتورا أصاب مشاعر زوجتي تجاهي، وشعرت أنه لم يعد يطيب لها أن أخرج معهم، فشككت بالأمر”.
اكتشف فادي بعد التحقق ومراقبة زوجته أنها على علاقة مع رجل آخر يتردد على صديقاتها، وبعد مواجهة زوجته بالأمر كان الطلاق هو نهاية المطاف.
وقال عكة: “لا يمكن أن أغفر فعلتها أو أن أبررها بالكبت والحرمان الذي تعرضت له من أهلها في سوريا، كثير من السيدات عشن تجارب مشابهة في منازل أهاليهم لكنهن لم ينحرفن”.
وختم عكة حديثه: “كان عليها أن تصارحني بأنها لم تعد تراني الزوج المناسب وننفصل بشكل ودي، لكن الخيانة أمر مريع وأشكر الله أنني لم أنجب منها أطفالا”.
الصمود أمام المغريات
تعتبر قصة فادي وزوجته واحدة من عشرات القصص التي رصدتها خبيرة العلاقات الأسرية رهام دروبي التي تقدم الاستشارات الاجتماعية في مقاطعة شمال الراين الألمانية.
وقالت دروبي : “هناك أسباب كثيرة لازدياد حالات طلاق العرب في أوروبا، تأتي في مقدمتها الخيانة والتي تحدث نتيجة حالة الانفتاح التي يتعرض لها الشاب أو الفتاة عندما يصل إلى أوروبا”.
وأضافت: “يرى الشاب أو الفتاة أنفسهم أمام كم هائل من المغريات، فينصرفون إلى إشباع ممارسات وسوكيات لم يعيشوها في مرحلة الشباب أو المراهقة، وتحدث الخيانة الزوجية.
وحسب دروبي، فإن نسبة كبيرة من اللاجئين أتوا من مجتمعات محافظة، لا بيئة خصبة فيها للعلاقات بين الشباب والفتيات، مضيفة: “عندما يأتي اللاجئ إلى هنا يرى بيئة مخالفة، كثيراً ما سمع عنها ورآها في السينما والإنترنت، فيكون من الصعب عليه الترفع عن تجربتها”.
غياب الرادع المجتمعي
وتابعت دروبي حديثها: “يخوض الشاب أو الفتاة في تجربتهم مستغلين غياب تلك الرقابة التي يمارسها المجتمع العربي في بلادهم، فهنا في أوروبا لا أحد يكترث لممارسات الآخر، إلى أن يحدث الصدام مع الشريك”.
وتأتي ردة فعل الشريك حسب دروبي مضاعفة، لأن القانون الأوربي يناصر الشريك المظلوم، والمرأة التي كانت تضغط على جرحها في بلدها العربي، تطلق هنا في أوروبا صرختها في وجه الزوج الخائن وتطلب الطلاق، مستمدةً قوتها من القانون والجمعيات الحقوقية.
التأثير الأوروبي
ولا يمكن نسيان مسألة تأثر العرب بالمحيط الأوروبي، وتبعا ذلك ازدياد تقبلهم فكرة الطلاق، حسب رأي الخبيرة الأسرية التي قالت: “لا يعتبر الطلاق قضية مفصلية في أوروبا، بل هو مشكلة عابرة على الأسرة، والعرب سيتأثرون بهذا الاعتقاد”.
وترتفع معدلات الطلاق في أوروبا بشكل عام نتيجة تحول السكان إلى الاستقلال الفردي والرفاهية، وتأتي دول مثل لاتفيا وليتوانيا في أعلى تصنيف من حيث عدد حالات الطلاق، بينما تسجل السويد وفنلندا والدنمارك حوالي 2.5 حالة طلاق لكل 1000 نسمة.
الخيانة وقلة الاندماج
ونشرت شبكة جيرون الإعلامية إحصائيات عن الطلاق في أوروبا عند العرب، مشيرة إلى أن 90% من حالات الطلاق تمت بطلب رسمي من المرأة وليس الرجل.
أما البطالة وعدم الاندماج في المجتمع والانخراط في نشاطاته، فهي ثاني الأسباب بحسب دروبي، لما تسببها من حالة من الضغط النفسي عند الرجل والعائلة.
وتابعت دروبي حديثها: “يعيش معظم اللاجئين حياة اتكالية على الحكومة، فهم لا يعملون وتبعا ذلك لا ينغمسون بالمجتمع ومؤسساته، وحالة عدم الانشغال هذه، تتيح الفرصة لاندلاع المشاحنات والخلافات، التي من الممكن أن تكون مسببات رئيسية للطلاق”.
إرم نيوز
إضافة تعليق جديد