وزيرة خارجية اليونان الى سوريا وسط نشاط اوروبي ملحوظ
تشهد الساحة السورية منذ أيام نشاطاً دبلوماسياً أوربياً ملحوظاً، حيث كثّف الاتحاد الأوربي من اتصالاته مع دمشق على قاعدة جس نبض سورية ومعرفة موقفها من إقرار مجلس الأمن للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ورفاقه، وتقديم بعض "الإغراءات" لحثها على التجاوب لتنفيذ القرارات الدولية. وبعد زيارة لوزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما لدمشق مطلع الأسبوع الجاري وبحث ملف المحكمة والعلاقات السورية اللبنانية عموماً مع القيادة السورية، وتقديمه "رسالة انفتاح" على سورية و"تسهيلات" لها في مجالات اقتصادية وسياسية مقابل تنفذيها إستراتيجية ترى أوربا أنها الحل الأخير لمشكلة عزلة سورية ومقاطعة المجتمع الدولي لها، وهو الحل الذي تتبناه دول أوربية معتدلة تسعى لإقناع الدول الأكثر تشدداً بأن الباب مازال مفتوحاً للحوار مع سورية. كماقام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارةإلى إسبانيا لينقل رسالة "شفهية" إلى ملكها خوان كارلوس، تتعلق بالمحكمة خصوصاً وبملف لبنان وأزمات المنطقة عموماً، وتأمل الدبلوماسية السورية أن تلقى دعماً من إسبانيا في تقريب وجهة نظرها من بقية دول أوربا الشريكة لإسبانيا. كذلك تصل إلى دمشق الثلاثاء القادم دورا باكويانيس وزيرة الخارجية اليونانية في زيارة قصيرة ضمن جولة شرق أوسطية تشمل بالإضافة إلى سورية كلاً من لبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل. تلتقي خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ونظيرها وليد المعلم، حيث تبحث معهم في الملف اللبناني خصوصاً، وفي عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط. وكانت بوكويانيس التقت خلال الفترة الأخيرة بعدد من المسؤولين السوريين كوزير الإعلام ووزيرة المغتربين، وأكّدت لهم على أهمية دور سورية ومحوريته في الشرق الأوسط، وشدد على أن لأوربا "مصلحة" في اتخاذ قرارات أكثر جرأة وحسماً وموضوعية تجاه قضايا الشرق الأوسط. ويعرب بعض المراقبين عن دهشتهم من التحرك الأوربي الكثيف تجاه سورية، في وقت لا يبدو فيه بالأفق أي تحرك عربي مشابه، ما قد يعني أن القطيعة العربية مع سورية أعمق من تلك الأوربية، في وقت تؤكد فيه مصادر دبلوماسية أن التحركات الأوربية الأخيرة ستساعد في تحديد موقف أوروبي نهائي من سورية.
المصدر: آكي
إضافة تعليق جديد