سيدة من اللاذقية تحيي حرفة الأجداد في مشروعها الصغير

تصنع سميرة هيفا مطرزات ومشغولات متقنة تحوك بين خيوطها قصة من العمل والإصرار على إحياء حرفة عريقة توارثتها عن عائلتها لتؤسس من خلالها مشروعها الصغير الخاص بحياكة وصناعة الحرير الطبيعي.

تقول هيفا ابنة قرية القنجرة بريف اللاذقية: لقد نشأت ضمن عائلة تقوم بتربية دودة القز حيث كانت جدتي ووالدتي تحوكان شالات الحرير التراثية وتبيعاها، فاستهوتني هذه الحرفة وقمت بحياكة أولى الشالات في سن مبكرة وعملت لاحقاً على تطوير مهاراتي فيها بالاستفادة من الدورات التي تقيمها دائرة تنمية المرأة الريفية في هذا المجال.

وأضافت هيفا إنه بسبب صعوبة تربية دودة القز التي تحتاج إلى عناية فائقة لجأت لشراء هذه الخيوط من مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية التي تعمل على تأمينها بشكل دائم حيث تحصل عليها كشرانق خام وتقوم بحلها يدوياً عن طريق دواليب حل يدوي ونقعها بالماء لعدة ساعات كي تتخلص من قساوتها ثم نسج العديد من القطع الحريرية الجميلة كالشالات وأغطية للطاولات والمفروشات والحقائب وغيرها بواسطة الحرير بسنارة واحدة.

وتهتم هيفا بالحفاظ على هذه الحرفة التي تأثرت صناعتها كثيراً عبر الزمن بفعل انتشار الآلات الحديثة واستبدال الحرير الطبيعي بالصناعي مشيرة إلى الإقبال اللافت والمميز لشراء واقتناء مثل هذه الأشغال اليدوية التراثية وخاصة ان هناك من يرغب باقتنائها كتحفة تراثية لما لها من حيز في ذاكرة السوريين.

من جهتها أشارت رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة باللاذقية المهندسة رباب وردة إلى أن الدائرة أتاحت للسيدة هيفا اتباع دورة “كيف تؤسسين مشروعاً خاصاً بك” ثم مساعدتها بالتسويق إضافة إلى تقديم خيوط الحرير بسعر التكلفة ما ساعدها على صقل مهارتها وتطويرها حتى أصبحت منتجاتها تتميز بتقنية ومهارة عالية ساعدتها على تسويق منتجاتها والمشاركة بالمعارض ضمن المحافظة وخارجها.

ولفتت وردة إلى المعارض التي استطاعت هيفا المشاركة بها منها معرض دعم المشروع الريفي بحديقة تشرين 2018 ومعرض ريفي في وزارة الزراعة 2019 إضافة إلى المشاركة بمهرجانات مثل مهرجان وزارة السياحة في صلنفة وسوق العيلة لافتة إلى توافر منتجاتها بشكل دائم بصالة المرأة الريفية.

سانا