بسبب قلة شواغر الفئة الأولى خريجون جامعيون يتقدمون على الشهادة الثانوية
تهافتَ الآلاف من المواطنين للتقدم لمسابقة التوظيف المركزية التي أطلقتها وزارة التنمية الإدارية، وفتحت باب التسجيل فيها يوم أمس الأحد.
ازدحامات كبيرة شهدها مبنى محافظة دمشق في القاعات المخصصة للتقديم في اليومين الأول والثاني، مع ملاحظة وجود فئات عمرية كبيرة أيضاً جاءت للتقدم للمسابقة، متأملة بأن يكون لها عمل حكومي يوماً ما!
حالة ضياع
ولحظَت "المشهد" خلال تواجدها في قاعات التسجيل. حالة من الضياع لدى المواطنين من جهة عدم معرفة كيفية استصدار الأوراق المطلوبة أو معرفة الشواغر الوظيفية المناسبة للمؤهل العلمي.
(أم يحيى) التي تبلغ من العمر 51 عاماً، تبدأ القول متنهّدة: "جئتُ يوم أمس للتسجيل، إلا أن أحد الموظفين رفض تسجيل طلبي لأني من محافظة ريف دمشق، علماً أنني قلت له بأني أريد العمل ضمن دمشق، ولكنه لم يلقَ بالاً لكلامي، ومع ذلك عدتُ اليوم وسجّلتُ بعد انتظار دام لثلاث ساعات".
وأضافت: " كما واجهت صعوبة في معرفة الشواغر التي تتوافق مع شهادتي، فليس لديّ تلغرام، وقالوا لي إن الدليل أكثر من 3000 صفحة، لذلك طلبتُ من إحدى الموظفات أن تخبرني بالشواغر المطلوبة لأدب الإنكليزي في وزارة التربية".
وتتابع السيدة: "تخرّجتُ من كليّة الأدب الإنكليزي وعملتُ كمدرّسة على مدى خمسة عشر عاماً. ولم أحظَ بالتثبيت في مسابقة الوكلاء التي كانت قبل عامين كون مؤهلي العلمي هو شهادة جامعية في حين كان شرط التثبيت أن يكون المتقدم حاصلاً على الشهادة الثانوية فقط".
وتأمّلتْ أم يحيى أن تراعي الجهات المعنية العقود المؤقتة أو الوكلاء من حيث إصدار قرار بضم الخدمة مثلاً أو ما شابه.
إحدى الطالبات الجامعيات اشتكت من الضغط الكبير الموجود في القاعات، لافتة إلى أنها تنتظر منذ حوالي الساعتين وما زال هناك سبعون شخصاً قبلها، في الوقت الذي يقدم فيه الطلاب امتحانات الفصل الأول.
أين الفرصة؟
ويشير الشاب (محمد) إلى أنه خريج كلية الهندسة الميكانيكية ولكنه سيقدم على شهادته الثانوية، وذلك بسبب قلة الشواغر المطلوبة للفئة الأولى، معتبراً أن ذلك يعد أمراً مجحفاً لطالب درس خمسة أعوام.
ويتفق مع محمد الشاب (ماهر) الذي اعتبر أن من وافق على عدد الشواغر المحددة للفئة الأولى أهدرَ تعب عدة سنوات بالنسبة للطالب الجامعي، متابعاً: "تخرّجتُ من كلية السياحة منذ عامين، وانتظرتُ هذه المسابقة كثيراً. ولكنني صُدِمتُ بعدد الشواغر المطلوبة لكلية السياحة واللافت بالأمر أن المسموح تسجيل ثلاث رغبات فقط ولفئة واحدة. فأين الفرصة أمام هذا العدد الهائل من المتقدمين؟
دون ضم خدمة
مدير التنمية الإدارية في محافظة دمشق يسار يونس أشار إلى الإقبال الشديد والغير متوقع في أول يومين للمسابقة حيث فاقت أعداد المتقدمين الطاقة الاستيعابية للقاعات المخصصة للتقديم على الرغم من أنها كبيرة، علماً أن محافظة دمشق خصّصت قاعة المجلس في الطابق الأول لتقديم الطلبات، إضافة إلى الطابق الرابع كاملاً في المبنى الجديد للمحافظة، مبيّناً أن أكثر الفئات التي تم التقديم عليها هما الفئتان الثانية والخامسة، منوّهاً بأن هذه المسابقة تشمل المسرحين والعقود المؤقتة والمياومين، مضيفاً: " إلا أنه لا يوجد هناك ضم خدمة بالنسبة للعقود المؤقتة الذين يتم قبولهم في المسابقة".
600 طلباً موثقاً
وكشف يونس عن قدوم حوالي ألفي مواطن للتسجيل على مسابقة التوظيف، ووصل عدد الطلبات الموثقة لدى المحافظة إلى حوالي 600 طلباً، مضيفاً: "هناك الكثير من الطلبات لم نسجلها لأن أصحابها لم يستكملوا أوراقهم الثبوتية، ومنهم من فضّل الذهاب والعودة لاحقاً لتقديم الطلب ريثما يكونوا صاروا على دراية أكثر بالشواغر والوصف الوظيفي وغير ذلك".
وأشار يونس إلى أن المحافظة كلّفت عدداً كبيراً من الموظفين لإدخال الرغبات عن طريق 18 حاسوب، إضافة إلى تكليفهم بمهام إرشاد المواطنين الذين قد لا يدركون الرغبات بشكل جيد.
شواغر قليلة بالفعل
من جانبه أكد مندوب وزارة التنمية الإدارية إلى محافظة دمشق توفيق عبد الرحمن أن عدد الشواغر المطلوبة للفئة الأولى قليل بالفعل، إلا أن هذه هي احتياجات الوزارات، وكانت الاختصاصات المطلوبة في الدليل دقيقة جداً، لافتاً إلى أن المحافظة حاولت تفادي الازدحامات من خلال تنظيم الدور وتخصيص قاعات أخرى للاستيعاب.
وتوقّع أن تكون لمحافظة دمشق الحصة الأكبر من أعداد المتقدمين للمسابقة المركزية للتوظيف، وذلك قياساً بأعداد المتقدمين في اليومين الأول والثاني.
يذكر أنه يتم ملء الطلبات وتسجيل الرغبات التي تتوافق مع المؤهل العلمي في قاعة المجلس بالطابق الأول بعد أن يتم استكمال كافة الأوراق الثبوتية المطلوبة، ليأخذ المتقدم بعد ذلك رقماً للدور ويتوجه به إلى الطابق الرابع في المبنى الجديد للمحافظة، ليصار إلى إدخال الرغبات والبيانات على الحواسيب المخصصة لذلك
المشهد
إضافة تعليق جديد