الحرب السورية تتحول الى أخر صرعات الديكور في الصين..
تلجأ مطاعم ومقاه في الصين إلى محاكاة الدمار الحاصل في سوريا لتصميم ديكوراتها الداخلية، كطريقة للترويج، فيما يستخدم مشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسميات مثل “النمط السوري” في منشوراتهم لجذب الاهتمام.
وأشار موقع “VICE” في تقرير له إلى أن هذه المطاعم والمقاهي وغيرها من المحلات؛ اعتمدت “نمط الأنقاض السوري” المرتبط بآثار الحرب والقصف وما ألحقه من دمار في العمران، حيث بات هذا النمط بمنزلة توجه منتشر في الصين.
وتتضمن التصاميم جدرانا خشنة من الطوب العاري الأحمر، أو مغطاة بالإسمنت رمادي اللون، وتحمل فتحات تشبه آثار القذائف، أو تظهر عليها التشققات أو محطمة جزئيا بفعل القصف.
كما يتضمن الديكور الداخلي أجهزة محطمة مثل التلفزيونات أو ساعات الحائط، أو كاميرات المراقبة، أو ألعاب أطفال محطمة جزئيا، لتبدو كأنها قادمة من ساحة حرب بالفعل.
وحسب الموقع، فإن رواد المطاعم وبينهم من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يتدفقون إلى هذه المطاعم، ويلتقطون الصور لأنفسهم داخلها لاستخدامها عبر حساباتهم.
ولا يُعرف كيف نشأ هذا النمط أو التسمية، لكن منذ عام 2020 دأب مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي على الترويج لما يسمونه “النمط السوري”، أو “نمط الأنقاض السوري”، فيما استخدم أحد مصممي الديكور الداخلي تعبير “نمط ما بعد الحرب السورية”.
فمثلا، كتبت أحدهم الشهر الماضي: “حطمتُ هاتفي المحمول مرة أخرى اليوم وقفزت فوقه”، مضيفا: “الآن هاتفي أصبح على النمط السوري”.
ويقول الموقع؛ إن انتشار هذه التسمية هو نتيجة غياب الحساسية تجاه “الحرب الأهلية السورية المدمرة” عبر شبكة الإنترنت الصينية. وأشار الموقع إلى “تنافس” بين المؤثرين وأصحاب الأعمال الذين يبحثون عن الاهتمام عبر الإغراق بوسومات مثيرة.
ويقول مالك مطعم للمشاوي في مقاطعة شاندونغ؛ إنه أطلق على مطعمه اسم “النمط السوري” عبر موقع صيني للفيديو؛ لأن هذا المصطلح يمكن أن يجذب الزبائن الذين يتطلعون لالتقاط “صور لطيفة” لاستخدامها في حساباتهم الاجتماعية، رغم اعتراف مالك المطعم بأن الاسم قد يكون مسيئا بالنسبة لسوريا.
ويؤكد مالك المطعم أنه يتلقى اتصالات من أصحاب أعمال يطلبون مساعدته لعمل تصميم مشابه. ويقول إنه ساعد ثمانية أشخاص على الأقل في تصميم محلاتهم، بينها صالون حلاقة، ومقهى، ومطعم.
وقد أنشأ في مطعمه مساحة سماها “مساحة مشاوي اللاجئين”، حيث تنطلق موسيقى حزينة في الخلفية. واعتبر المالك أن هذا الأسلوب جذاب عبر الإنترنت، وقال: “أنت لا تنتشر بالحديث عن طعامك كم هو جيد”.
ويقول الموقع؛ إن “النمط السوري” جرى تطبيقه في العديد من الأماكن في الصين، مثل المنازل والمكاتب ومتاجر الألبسة ومطاعم الدجاج، وفق ما تكشف عنه المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن في المقابل، فإن مستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي انتقدوا هذا الاستخدام للمعاناة السورية. وكتب أحدهم: “سوريا غارقة في حرب. لم أتوقع أنها يمكن استخدامها من قبل بعض الأشخاص الأثرياء لوصف نمط للتصميم الداخلي”، مضيفا: “كنت أعتقد أن الصينيين سيكونون آخر من ينظرون للحروب بهذه الطريقة الامتيازية”.
وتساءل أحدهم عما إذا كان من الممكن استخدام تسميات خاصة بكوارث شهدتها الصين، مثل “نمط أنقاض زلزال وينشوان” أو “نمط أنقاض فيضان زينغزو”.
عربي 21
إضافة تعليق جديد