لندن اعتبرت احتجاز الناقلة تحد جيوسياسي ..وطهران: بولتون يجركم إلى مستنقع
اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بمحاولة جر بريطانيا إلى «مستنقع»، مشدداً على ضرورة توخي الحذر والحكمة في مواجهة دسائسه.
وكتب ظريف عبر «تويتر» أمس «بعد إخفاقه في استدراج دونالد ترامب للدخول في حرب القرن، وخوفاً من انهيار فريقه، «الفريق بي»، ها هو يحوّل سمومه نحو بريطانيا، على أمل جرها للمستنقع»، وأضاف إن «الحذر والحكمة هما السبيل الوحيد لإحباط هذه المكائد».
وفي السياق ذاته حذر سفير إيران لدى بريطانيا حميد بعيدي نجاد من خطورة الأزمة الحالية بين طهران ولندن، قائلاً إن قوى داخلية في المملكة المتحدة تحاول تأجيج التوتر بين البلدين.
وقال نجاد في تغريدة على «تويتر»: «على حكومة المملكة المتحدة ردع تلك القوى السياسية المحلية التي ترغب في تصعيد التوتر بين إيران والمملكة خارج إطار مسألة السفن».
وشدد على أن هذا الأمر خطير وغير حكيم في هذا «الوقت الحساس» بالنسبة للمنطقة، مضيفاً إن إيران تتخذ موقفاً ثابتاً بهذا الشأن و«مستعدة لمختلف السيناريوهات».
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الحرس الثوري في إيران رد على القرصنة التي قام بها البريطانيون في إشارة إلى احتجاز البحرية البريطانية لناقلة نفط إيرانية مطلع الشهر الجاري قبالة موقع الصخرة في مضيق جبل طارق.
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن كلام لاريجاني جاء خلال الجلسة العلنية للمجلس بناء على مطالبة أحد أعضاء المجلس بالتحدث عن إنجازات الحرس الثوري الإيراني والقوات البحرية فيما يتعلق بتوقيف الناقلة البريطانية، قائلاً إن «البريطانيين قاموا بالقرصنة والحرس الثوري قام بالرد عليهم».
وأكد 160 من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي الإيراني دعمهم للإجراء الحازم الذي قامت به القوات البحرية التابعة للحرس الثوري في توقيفها الناقلة البريطانية.وتأتي هذه التصريحات على خلفية الأزمة التي اندلعت بين لندن وطهران منذ احتجاز «الحرس الثوري» الإيراني مؤخراً ناقلة Stena Impero البريطانية في مضيق هرمز.
وسبق لسلطات جبل طارق وبريطانيا أوائل الشهر الجاري أن احتجزت ناقلة النفط الإيرانية Grace1 التي قيل إنها كانت متوجهة إلى سورية خرقاً للعقوبات الأوروبية ضد دمشق، وهو ما رفضته طهران مطالبة بالإفراج عنها.إلى ذلك كشف التلفزيون الإيراني عن الحالة الصحية لطاقم الناقلة البريطانية «ستينا إمبيرو» البالغ عددهم 23 شخصاً.
وأكد مراد عفيفي بور مدير مصلحة الموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزغان الإيرانية أمس أن جميع أفراد طاقم الناقلة البريطانية بخير وصحة جيدة.بدوره أعلن الوزير الأصغر في وزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود أن لندن ترى أن أولويتها تكمن في خفض التوتر الناجم عن احتجاز إيران ناقلة Stena Impero وتأمين الملاحة في مضيق هرمز.
وقال إلوود المختص بشؤون الدفاع في الحكومة البريطانية لقناة «سكاي نيوز» أمس إن حادث احتجاز الناقلة البريطانية «جزء من تحد جوسياسي أوسع تواجهه إيران مع الغرب»، مضيفاً: «نحتاج أولاً لمحاولة خفض التصعيد في هذا الشأن، وقد رأينا زيادة التوترات في الشرق الأوسط».
وأضاف: «تكمن مسؤوليتنا الأولى والأكثر أهمية في ضمان إيجاد حل لمسألة هذه السفينة، وضمان أمن السفن الأخرى التي تبحر في هذه المياه تحت علم بريطانيا، ثم التطرق إلى صورة أوسع لإقامة علاقات عمل مناسبة ومهنية مع إيران».ووصف الوزير احتجاز الناقلة بأنه «خطوة عدائية» من قبل إيران، وقال، رداً على سؤال عن احتمال فرض لندن عقوبات على طهران على خلفية المسألة: «ندرس سلسلة خيارات للرد، وسنتشاور مع زملائنا وحلفائنا الدوليين للنظر في ما هو الواجب فعله».
وأقر الوزير بأن انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران كان بين عوامل التصعيد القائم في المنطقة، مؤكداً وجود مخاوف بشأن اختلاف مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على مصير الاتفاق النووي.
وعلى خلفية حادثة احتجاز الناقلة البريطانية تعرضت السلطات البريطانية لانتقادات شديدة داخل المملكة المتحدة لعجزها عن ضمان أمن سفنها في مضيق هرمز.
وفي السياق دعت سلطنة عمان السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها، مؤكدة ضرورة تحلي جميع الأطراف بضبط النفس.وقالت مسقط في بيان نقلته وسائل إعلام عمانية أمس إن السلطنة تتطلع إلى إطلاق الحكومة الإيرانية سراح السفينة البريطانية وتدعو الجميع إلى حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية.
وأضافت: «سلطنة عمان تتابع باهتمام بالغ حركة الملاحة في مضيق هرمز وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم تعريض مضيق هرمز لمخاطر تؤثر في حرية الملاحة».
روسيا اليوم - فارس- رويترز
إضافة تعليق جديد