«واحة المتنبي» موقع الكتروني لديوان الشاعر الأكبر وشروحه الكاملة
أُطلق في أبوظبي يوم الاحد موقع الكتروني يضم المجموعة الشعرية الكاملة لأبو الطيب المتنبي الذي يعتبره بعض النقاد أبرز شاعر عربي في كل العصور مصحوبة بتسجيل صوتي لقصائده وعشرات الشروح التي تناولت شعره.
ويهدف موقع (واحة المتنبي) وعنوانه www.almotanabbi.com الذي يرعاه الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي الى إعادة تقديم الثقافة العربية بطريقة تستفيد من تقنيات العصر وتسهل الوصول الى منابع الابداع.
وقال السويدي في بيان أُرسل الى رويترز بالبريد الالكتروني ان المرحلة الاولى من (واحة المتنبي) تتضمن ديوانه كاملا مصحوبا بتسجيل صوتي لقصائده إضافة الى "الشروحات الكاملة التي تناولت شعره والتي يتجاوز عددها 40 شرحا" حيث يتيح الموقع حرية التصفح وفقا لطريقة البحث بالقافية أو باستخدام أحد الأبيات أو المفردات.
وحظي ديوان المتنبي بعدد وافر من الشروح في كتب تتوالى منذ نحو ألف عام منها (الوساطة بين المتنبي وخصومه) لعبد القاهر الجرجاني في القرن الحادي عشر الميلادي و (الصبح المنبي عن حيثية المتنبي) للشيخ يوسف البديعي الحاتمي و(الكشف عن مساوئ شعر المتنبي) للصاحب بن عباد و(أبو الطيب المتنبي ما له وما عليه) لابي منصور الثعالبي و(الانتصار المنبي عن فضل المتنبي) للمتيم الافريقي و(ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام) لعبد الوهاب عزام و(مع المتنبي) لطه حسين و(فلسفة المتنبي من شعره) لمحمد مهدي علام.
كما استلهمت روايات ومسرحيات عربية حياة المتنبي (915-965 ميلادية) ومواقفه باعتبارها نموذجا للدراما منذ ولد في الكوفة ونشأ بالشام وتعرض للسجن بسبب ما أُشيع عن ادعائه النبوة ثم وفد على سيف الدولة الحمداني والي حلب فمدحه ونال حظوته قبل أن يتجه الى مصر ليمدح كافور الاخشيدي الذي لا يستجيب لطلبه أن ينصبه حاكما على احدى الولايات فيغضب المتنبي ويهجوه ويعود الى العراق وبلاد فارس وفي طريق عودته الى الكوفة خرج عليه فاتك بن أبي جهل الاسدي وتصارع الطرفان وقتل المتنبي وابنه محسد.
وقال البيان ان (واحة المتنبي) تستهدف تقديم حياة المتنبي في قراءة عصرية كما يتضمن هذا المشروع "انجازات تشهدها الثقافة العربية للمرة الاولى منها أطلس حديث لجغرافيا الزمان كما عاشه أبو الطيب المتنبي مصحوبا بعرض سمعي بصري مشوق تربطه الحكاية والرحلة اضافة الى خدمة تتبع تاريخي للالفاظ والمفردات التي نالت قسطا مميزا من أعمال المتنبي.
وأضاف "شعر المتنبي واحد من الامور القليلة التي توحدنا من المشرق الى المغرب بلغة حية نابضة أصبحت جزءا لا يتجزأ من عروبتنا ومن كتابتنا المعاصرة. نحن مدينون لهذا الشاعر الجميل بالكثير واذا كانت الأيدي التي سفكت دمه في طريق عودته من شيراز عربية فلترد اليه تاجه اليوم يد عربية."
وتابع البيان أن الموقع يمنح المتصفح "للمرة الأولى فرصة ذهبية" لرؤية كل ما ورد في شعر المتنبي من مدن أو نباتات أو حيوانات أو جبال أو بحار.
وقال السويدي ان هذا المشروع يسهم في إحياء وعي الانسان العربي بلغته من خلال إدراك أن مفردات اللغة "هي حياة تنتقل عبر التاريخ" مشيرا الى أنه لم يجد مدخلا لذلك أفضل من "شاعر العربية الأول".
المصدر: رويترز
التعليقات
موقع جميل جدا
موقع جميل جدا
إضافة تعليق جديد