06-02-2018
اعتباراً من العام القادم نظام امتحاني جديد.. وتغيير آلية القبول الجامعي
لم تتردّد وزارة التربية في فتح أبواب المركز الوطني لتطوير المناهج أمام جميع الاختصاصيين التربويين، للمشاركة وإبداء آرائهم وملاحظاتهم حول عملية تطوير المناهج، ولاسيما أن إدارة المركز تنشر على موقعها كل ما يتمّ تأليفه مع الطلب من الاختصاصيين وغيرهم وضع ملاحظاتهم، على قاعدة أن ما أُنتج هو عمل بشري قابل للتقييم.
وكشف مدير المركز الدكتور دارم طباع عن البدء بإعداد منصات تربوية، سيتمّ إطلاقها قريباً من أجل متابعة تطوير المناهج من خلال إتاحة الفرص للمتعلمين والمعلمين والأهالي والمهتمين للمشاركة في عرض وتطبيق المناهج المطورة.
ولأجل الأفضل تحوّل مركز تطوير المناهج إلى خلية نحل مؤلفة من موجهين واختصاصيين، حيث يتمّ طرح ومناقشة جميع الملاحظات والاقتراحات والعمل على توحيد الرؤى، لبناء جيل قادر ومحافظ على هويته متسلح بمخرجات قيم تربوية عصرية تواكب الحداثة العلمية، مع الوصول إلى جيل محصّن من كل ما ينافي أخلاقيات التربية.
وأكد المنسقون على توجيهات الوزارة بضرورة الالتزام بخطة التأليف والمدة الزمنية المحددة لها والاستفادة من المرحلة السابقة، ومراجعة الملاحظات الواردة من الميدان، مع مراعاة مرحلة الإخراج والتصميم الفني للكتب لتكون جاهزة في المدة الزمنية المحدّدة، وتأمين مصادر التعلم اللازمة وأدلة المعلم. في الوقت الذي أكد وزير التربية هزوان الوز أن المناهج المطورة تعتمد على موضوعات بناء الشخصية، ومهارات تحديد المشكلات وتحليلها والاستنتاج المبنيّ على المنطق العلمي، إلى جانب تعزيز القيم التربوية التي تنطوي على علاقات إنسانية سليمة بعيدة عن العنف والتطرف في جميع المناهج، وتعزّز المهارات الحياتية التي تساعد على ذلك، مثل مهارات التسامح وتقبل الآخر والحوار والمناقشة وغيرها، لافتاً إلى أنه تمّ إعداد كتيب خاص سيعمّم على كافة المؤلفين للاستفادة منه في عمليات التأليف والتركيز على دور التربية في مكافحة التطرف والإرهاب.
ولم تقف جهود التربية عند الوصول إلى مناهج مطورة، بل تعمل الوزارة بالتنسيق والتعاون مع وزارة التعليم العالي لتغيير آلية القبول الجامعي بعد تطبيق المناهج المطورة على الشهادات، خاصة وأن الغاية المرجوة من التطوير هي الخروج عن النظام الامتحاني التقليدي المعمول به حالياً -والذي يعتمد على تخريج حاملي شهادات- إلى تكوين شخصية المتعلم وتنمية مهاراته، تمهيداً ليصبح قادراً على تحديد ميوله إلى سوق العمل وقدرته على إقناع المجتمع بآليات التغيير التي يحملها من خلال خبرته المعرفية والمهارية.
ولفت طباع إلى أن المناهج المطورة خرجت خارج الصندوق، حيث أصبح المتعلم لديه كامل الخيارات التي يستطيع من خلالها تحديد طريقه حسب قدرته المعرفية، ما سيحقق تنوعاً إبداعياً بين أفراد المجتمع لنصل إلى مجتمع يعتمد الفردية في البناء والمعرفة، على عكس ما كانت تعتمد عليه المناهج السابقة في مفهوم المعلومة المعرفية الواحدة.
ومن هنا أفصح طباع عن تطبيق النظام الامتحاني الجديد للصفوف الانتقالية اعتباراً من العام القادم، حيث سيتمّ التركيز على تقييم شامل لأداء المتعلم خلال العام الدراسي بتحديد درجة 60% لأعمال السنة و40% للامتحان، وذلك سيطبق في محافظتي (دمشق وريف دمشق)، على أن يتمّ تعميمه على باقي المحافظات في العام بعد القادم.
وبيّن طباع أن المنتج الجديد يشجع المتعلم على القراءة والبحث والاستقصاء والأنشطة، ويحفز عملية التعلم الذاتي وحل المشكلات التي تصادفه، واتخاذ القرارات وإحداث تغيير أفضل في مجتمعه. كما يركز على قيم الانتماء الوطني عبر الاطلاع على الإنجازات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية، مشيراً إلى أن ما يطبق الآن في المدارس بدأ يأخذ مفعوله وخاصة حالة الفرح لطلاب المرحلة الابتدائية، ولاسيما الدراسات الاجتماعية التي تتضمن أموراً لم يعتادوا عليها من قبل، كالحوار والمناقشة وإبداء الآراء وتقبل الآخر وتعلم المهارات الحياتية، وهي الأهم لأنها تساعدهم في تصور مستقبلهم وتقييم أنفسهم وتقييم أقرانهم، فتصبح شخصية الطالب أكثر قدرة على التمايز من المرحلة الابتدائية.
يُشار إلى أنه ضمن إطار خطة تطوير المناهج التربوية تمّ تجهيز أقراص إلكترونية تحتوي مقرر الكتاب المدرسي معززاً بوسائل سمعية، إضافة إلى مراجع ومصادر تعليم للاستعانة بها، حيث أصبح للمتعلم القدرة على اختيار المراجع والأفكار والمهارات. كما أن المرحلة الأولى لتطوير المناهج تضمنت وضع وثيقة الإطار العام للمنهاج الوطني، وخطة لتدريب الأطر التربوية عليها عن طريق إعداد حقائب تدريبية متنوعة، وإنجاز دليل ضبط جودة للمناهج وتأسيس بنك معلومات تربوية، بالتوازي مع وضع هوية بصرية للكتاب المدرسي على أيدي خبراء من الفنانين التشكيليين.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد