28-01-2018
«سوتشي» يعقد بمن حضر.. وموسكو: غياب معارضين له تبعات عديدة على الأرض
ينطلق في منتجع سوتشي الروسي غداً مؤتمر الحوار الوطني السوري بمن حضر بعدما فشلت مناوشات واشنطن وحلفائها في محاولة عرقلته، في وقت أحدثت المشاركة فيه «شرخاً» في «هيئة التفاوض» بين موافق ورافض.
وشددت روسيا على أن حضور 1600 شخص فيه «ذو مغزى»، على حين أعلنت الأمم المتحدة حضورها عبر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميتسورا، الذي أمل في أن يسهم «سوتشي» بتحقيق تقدم بالمحادثات السورية السورية في جنيف.
ويوم أمس جددت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشره الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» التأكيد على أن «سوتشي» سيعقد بموعده المقرر يومي 29 و30 الجاري.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت عدم مشاركة وفد «هيئة التفاوض» المعارضة سيؤثر على عمل ونتائج المؤتمر؟ نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر في الخارجية الروسية قوله: «لا، بالطبع، كيف يمكن أن يؤثر ذلك!»
وأضاف المصدر: «كنا نظن أنهم سيشاركون في أعمال المؤتمر، ويقبلون ربما ببعض الوثائق النهائية. ولكن إذا لم يرغبوا في المشاركة سيشارك آخرون غيرهم. هناك 1600 شخص يجب أن يحضروا، وهذا رقم تمثيلي ذو مغزى، كما أن هؤلاء المشاركين في المؤتمر يمثلون جميع شرائح المجتمع السوري، موضحاً أن بلاده «لم تستلم بعد من هيئة المفاوضات السورية المعارضة ردا رسميا بشأن عدم المشاركة بمؤتمر سوتشي».
وفي وقت سابق، كان رئيس «هيئة التفاوض» نصر الحريري، أعلن أن «الهيئة» توصلت لقرار بعدم المشاركة في «سوتشي»، وقال وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية خلال مؤتمر صحفي: «لقد قررنا بتصويت حر ديمقراطي، كان قرار الهيئة بعدم المشاركة في مؤتمر سوتشي».
من جانبه، كشف رئيس منصة «موسكو» للمعارضة قدري جميل التي تعتبر أحد مكونات الهيئة في تدوينات له على «تويتر» بأن 10 من أصل 34 من «الهيئة» صوتوا لمصلحة المشاركة في المؤتمر.
وأضاف «أي إن رافضي الحضور في سوتشي هم 24، وبما أن النسبة المرجحة لتمرير أي قرار في الهيئة هي 26 من 36، فإن هذا يعني أن الهيئة لم تتخذ قراراً بعدم الذهاب كما لم تتخذ قراراً بالذهاب».
وكشف جميل أسماء المعارضين الذين دعموا فكرة الذهاب إلى سوتشي، وهم: بسمة قضماني ومساعدها طارق الكردي من «منصة باريس»، ويوسف سليمان وعروبة مصري ومهند دليقان وسامي الجابي من «منصة موسكو»، وجمال سليمان وفراس الخالدي وقاسم الخطيب من «منصة القاهرة»، إضافة إلى خالد المحاميد من «منصة أبو ظبي» وذلك وفق «روسيا اليوم».
وتعليقاً على ذلك، اعتبر مصدر عسكري دبلوماسي روسي في تصريحات صحفية أن «سوتشي» يوفر فرصة حقيقية لإطلاق حوار بناء بين جميع القوى السورية حول نظام البلاد السياسي ومستقبلها السلمي، معتبراً أن «مجرد رفض هيئة التفاوض الحوار مع مواطنيها السوريين يدل على زيف تسمية هذه المجموعة بل يقلل من شأنها كجهة تفاوضية. وبالتالي ليس واضحاً نسبة تأييدهم من بين السوريين، وما الذي يريدونه سوى إسقاط الحكومة الشرعية».
كما انتقد المصدر تصريحات مفادها أن «الهيئة» رفضت حضور «سوتشي» بسبب عدم تنفيذ روسيا لالتزاماتها، واصفا هذه التصريحات بـ«الهراء».
ولفت إلى عدم وجود أي التزامات لروسيا إزاء «الهيئة»، لأن الجانب الروسي وفّر ساحة للحوار وهيّأ الظروف لجميع القوى السورية كي تبدأ حوارا بناء لمستقبل سورية، «وإذا كان ممثلو هذه الهيئة لا يريدون أن يتناقشوا مع أحد، فيبدو أنه ليس لديهم شيء يمكنهم قوله».
بدورها اعتبرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية» أن إعلان المعارضة امتناعها عن حضور «سوتشي» سيكون له تبعات عديدة على الأرض.
واعتبر مراقبون أن ما نتج عن التصويت داخل «هيئة التفاوض» هو «دليل على وجود شرخ» داخلها مع الإشارة إلى أن جميل كتب في صفحته على «فيسبوك» بأن بعض الأعضاء سيحضرون في سوتشي لكن بصفتهم الشخصية.
وبعدما أعلن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، أن موسكو تتوقع قبول الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الدعوة لحضور المؤتمر، أعلن المكتب الإعلامي لدي ميستورا، أنه سيحضر المؤتمر.
ورحبت الخارجية الروسية بقرار غوتيريش، موضحة في بيان أن الجولة التاسعة من المفاوضات السورية في فيينا تناولت التحضير للمؤتمر وأن الجانب الروسي وممثلين أمميين توصلوا، على هامش لقاء فيينا، إلى «تفاهم حول عدد من القضايا» المتعلقة، كما توصلت روسيا والأمم المتحدة إلى تفاهم حول عدد من القضايا ذات الشأن.
وسبق ذلك، الليلة قبل الماضية، إعراب دي ميستورا عن أمله بأن تعقد محادثات بناءة في «سوتشي» وأن تسهم بتحقيق تقدم على صعيد المحادثات السورية في جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة.
وواصلت روسيا جهدها لإنجاح المؤتمر بمن يحضر من ممثلي الشعب السوري والمعارضة، وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي إتمام التحضيرات للمؤتمر، حيث جرى الاجتماع بمشاركة كل من رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، ورئيسة مجلس الاتحاد «الشيوخ» فالينتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، ورئيس ديوان الكرملين أنطون فاينو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون حماية البيئة والمواصلات سيرغي إيفانوف.
وفي اليوم ذاته بحث لافروف هاتفياً مع دي ميستورا التحضيرات للمؤتمر «بشكل مفصل».
الوطن
إضافة تعليق جديد