الدول الست تناقش بعد غد مسودة قرار بشأن النووي الإيراني
غداة صدور تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن توسع البرنامج النووي الإيراني، كرر البيت الأبيض سعيه إلى قرار جديد، ولذلك ستعقد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اجتماعاً في لندن الاثنين للبحث في "مسودة" تدرك واشنطن أن إقرارها يتطلب "مفاوضات شاقة"، بينما أفاد مسؤولون بريطانيون ان الكثير من المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الوكالات الاميركية الى مفتشي الامم المتحدة عن المنشآت النووية الايرانية "خاطئة".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض طوني فراتو :"نركز على حل ديبلوماسي، أعتقد اننا قلنا ذلك مرات عدة، وأشرنا بكل وضوح الى تفضيلنا اياه، وهذا ما يطغى على طاقتنا في المشاورات الجارية مع الاطراف الآخرين في الامم المتحدة والمنطقة". وتحدث عن "اهتمام" الولايات المتحدة بقرار ثان في مجلس الامن بعد القرار 1737 الذي صدر في 23 كانون الأول 2006، لكنه دعا إلى انتظار نتيجة المشاورات الديبلوماسية الحالية، من غير أن يستبعد عقد جلسة لمجلس الامن الاسبوع المقبل. وشددت نائبة المندوب الأميركي الدائم لدى الامم المتحدة جاكي ساندرز على ضرورة ان يكون مجلس الامن على "اهبة الاستعداد لاتخاذ إجراءات جديدة مناسبة ليقول للنظام الايراني ان عدم تعاونه غير مقبول ولاقناعه بالتعاون". وهي كانت تتحدث خلال مناقشة عامة في مجلس الأمن عن "التهديد الذي يمثله وجود أسلحة دمار شامل في أيدي ارهابيين او دول مارقة". وأضاف :"ايران لم تتخذ بعد، يا للأسف، القرار الاستراتيجي بالتعاون مع المجتمع الدولي ووضع حد لسعيها وراء تكنولوجيا نووية عسكرية".
وأعلن وكيل وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز عقد اجتماع لندن الاثنين للبحث في "مسودة" قرار دولي جديد. ورفض مسؤولون في الخارجية الاميركية التعليق على المضمون المحتمل للقرار في ظل التحفظات المتوقعة من روسيا والصين. وقال أحدهم :"أعرف ان هناك عدداً من الافكار المتداولة، ولكن لا وجود لأي عنصر رسمي او نص معين اتفق عليه". وأقر بأن "المفاوضات قد تكون شاقة، لا اعتقد ان احدا يقول أنها ستكون سهلة، لكن الانطباع العام هو ان ثمة امكانا للتوصل الى قرار جديد ينص على تدابير اضافية". وحذر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو طهران من ان "القرار 1737 كان له وقع ما، لكن تشديده قد تكون له انعكاسات اخرى" على الاقتصاد الايراني.
وفي المقابل، شدد البرادعي على انه لا تزال امام ايران "فرصة" للتفاوض في شأن ملفها النووي، مذكراً باقتراحه الاخير أن تعلق الامم المتحدة عقوباتها في مقابل تعليق نشاطات تخصيب الأورانيوم.
وفي لندن، نقلت صحيفة "التايمس" عن مسؤولين حكوميين بريطانيين تخوفهم من ان يأمر الرئيس الاميركي جورج بوش بشن هجوم على ايران قبل نهاية ولايته بعد اقل من سنتين لأنه "لا يريد ان يترك لخلفه المسألة من دون حل". وأوردت صحيفة "الغارديان" ان الكثير من المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الوكالات الاميركية الى مفتشي الامم المتحدة عن المنشآت النووية الايرانية، "غير صحيحة" وتبين انها "خاطئة". وأوضح ديبلوماسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان الأميركيين "أعطونا ورقة تضم لائحة مواقع. تابع المفتشون الأمر وزاروا بعض المواقع العسكرية ولكن لم يجدوا ما يدل على نشاطات" نووية محظورة، و"المفتشون لا يذهبون حالياً من دون التحقق وما لم يجدوا بعض الصدقية" في المعلومات.
وكان رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير اكد الخميس ان لا استعدادات لتدخل عسكري ضد ايران حالياً، وخصوصا في الولايات المتحدة.
وفي كلمة ألقاها في شمال ايران، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن "الشعب الايراني العظيم سيقاوم المتسلطين ولن يتراجع قيد انملة. إذا اظهرنا ضعفاً امام العدو، ستزيد التوقعات ويطمع المستكبرون، ولكن اذا وقفنا ضدهم، فإنهم سيتراجعون أمام هذه المقاومة". وأضاف :"ان مواجهة الاستكبار والاستعمار والقوى الفاسدة مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وان أي مماطلة وتجاهل أمام قوى الأستكبار سيؤدي الى تحطيم المراكز الثقافية والاقتصادية والسياسية للشعب". وحذر الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في خطبة الجمعة من ان التهديدات الغربية "ستسبب لهم مشاكل وللعالم، وخصوصاً منطقتنا". وخاطب المسؤولين الغربيين بأنه "إذا جلسنا من اجل المفاوضات في ظل وضع ملائم ستتأكدون من انه لا شيء في برامج ايران النووية غير النشاطات السلمية. أنتم لا تثقون بإيران، لكننا مستعدون لأن نقدم لكم ضمانات".
وفي تحذير آخر موجه إلى الداخل، قال ان "علينا ان نحافظ على وحدتنا. الناس المتطرفون عليهم ان يصونوا ألسنتهم لانه في أيامنا هذه التصريحات البسيطة يمكن أيضاً ان تعرض الجمهورية الاسلامية للخطر". وبدا لبعض المراقبين انه يقصد احمدي نجاد وتصريحاته المتطرفة عن الغرب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد