دي ميستورا يطلق «نقاشات الدستور» ... وأنقرة «تحيّد نفسها» عن معركة الرقة
بعد يوم من النقاشات التي تهدف إلى تمهيد الطريق لوثيقة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الخاصة ببحث تفاصيل «سلة الدستور» التقنية، أعلنت الأمم المتحدة توافق الوفود السورية على تشكيل لجان خاصة بالعمل على تلك «القضايا الدستورية».
اللجان التي جاءت كطرح بديل من مقترح دي ميستورا الذي لقي اعتراضاً من وفد «الهيئة العليا» المعارضة، قبل أن يصار إلى دراسة تعديلات تم تقديمها على الوثيقة، نجحت في العبور بجولة جنيف نحو «إنجاز» جديد يضاف إلى «السلال الأربع»، إذ عقد كلّ من الوفدين الحكومي والمعارض اجتماعات منفصلة «تقنية» خاصة بتفاصيل «سلة الدستور»، من أجل ضمان غطاء دستوري لأي انتقال سياسي يتم التوافق عليه لاحقاً. وطغى المقترح الأممي الجديد على مجريات الجولة الجارية من المحادثات، إذ لم يجر أي تقدم يذكر على صعيد السلال الثلاث الباقية، وهي «مكافحة الإرهاب»، و«الحوكمة»، و«الانتخابات».
وفي ردّ فعل أوّليّ من الوفد الحكومي حول لجان العمل المعنية بالدستور، قال رئيس الوفد بشار الجعفري إن «عمل هؤلاء الخبراء لن يكون له أي علاقة بالدستور... ولن يتخذوا قرارات». وجاء كلامه عقب الاتفاق على عقد اجتماعات غير رسمية بين خبراء دستوريين من الوفد الحكومي وفريق المبعوث الأممي. وأوضح في مؤتمر صحافي أن «الغرض من هذا الاجتماعات هو بحث ورقة المبادئ الأساسية التي تتضمن في بنودها نقاطاً مناسبة تصلح كمبادئ دستورية». ولفت إلى أن «مشروع الورقة حول إنشاء آلية تشاورية أصبح وراء الظهر. نحن نتحدث عن شيء آخر... وتم الاتفاق على أن تكون اجتماعات الخبراء غير رسمية، خلال اليومين المتبقيين». وأشار إلى أن «نتائج أعمال الخبراء ستعرض على الوفد بكامله... وهو الذي سيقرر النتائج النهائية في ما بعد». وشدد على أن «اجتماعات الخبراء هي في الأساس مبادرة من قبل الوفد الحكومي».
ومن جانبها، أوضحت «الهيئة» المعارضة أن الجلسة الأولى التي عقدتها مع المبعوث الأممي كانت «جلسة تقنية استمراراً لجلسات سابقة ضمن إطار تحقيق الانتقال السياسي». وأكد رئيس وفد «الهيئة» نصر الحريري أنها تطرقت إلى «الإجراءات القانونية التي تدعم هذه العملية مع خبراء في الأمم المتحدة لتعجيل العملية السياسية». ولفت إلى أن وفده سيسلّم دي ميستورا اليوم مذكّرتين «عن إيران ودورها الشيطاني، والثانية حول المعتقلين». ورأى أنه «لا يمكن الفصل بين اللقاءات الرسمية واللقاءات التقنية، وإلا ستطول العملية التفاوضية كثيراً».
وشهد أمس لقاءً بين وفد «الهيئة» ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف. وأوضح أحد أعضاء «الهيئة»، رياض نعسان آغا، عقب الاجتماع، أن «موقف روسيا لم يتغيّر، وهي تطرح نفسها كوسيط وتدافع في الوقت نفسه عن كل تصرفات النظام». وأضاف أن «غاتيلوف قال خلال لقائنا معه في جنيف إن إيران تُحَارب الإرهاب، وقلت له إننا نراها ينبوع الإرهاب».
وبعيداً عن جنيف، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده لن تتردد في تكرار سيناريو «درع الفرات»، وإطلاق عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، في حال واجهها أي تهديد. وقال في كلمة له خلال اجتماعه برجال أعمال أتراك في إسطنبول، إنه أبلغ واشنطن أن بلاده ستمارس «قواعدها الخاصة» في ما يخصّ استخدام القوة العسكرية «من دون الرجوع إلى أحد».
وأضاف أن بلاده لن تلعب دوراً في معركة الرقة على خلفية مشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية فيها، موضحاً أن بلاده «لن تقاتل إلى جانب إرهابيين... وقلنا للأميركيين إذا كان هذا خياركم، فبالتوفيق». وبالتوازي، دعا وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، إلى تنحّي المبعوث الأميركي الخاص إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، متّهماً إياه بدعم المقاتلين الأكراد في سوريا وعلى الأراضي التركية.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد