المعفشون يقتلون حلب للمرة الثانية.. حكايا عن انتهاك بيوت الناس وكرامتهم
لم يهنأ الحلبيون بنصر جيشهم ، وبخلاصهم من المسلحين الذين قتلوا أبناء المدينة ، وشردوهم ، وسرقوهم ، حتى ظهرت فئة ثانية ، لا تقل سوءاً عن الأولى ، همها التخريب من أجل السرقة ، والإساءة لأهم مقدس وهو الجيش العربي السوري .
وأسوأ ما في القصة أن هؤلاء “ الحرامية “ يرتدون الزي العسكري المقدس ، الزي الذي نثر الصامدون ممن بقي في المدينة عليه الرز والسكاكر ، وهتفوا لحياته ، بكل بساطة ، يأتي بعض قطاع الطرق ممن لم يطلقوا طلقة واحدة في المعارك ، ليسرقوا وينهبوا ، وعلى عينك يا تاجر .
موجعة هي القصص التي تأتي من المدينة التي عانت ما عانت على مدى ٥ سنوات ، لأنها قالت لا للفوضى ، ولا لأصحاب اللحى النتنة ، وبقيت مع جيشها وقيادتها ، واختارت الدولة السورية ، على الخلافة وأحكام القرون البائدة .
كل شيء مباح للسرقة ، أو ما بات يعرف بـ “ التعفيش “ ، من غرف نوم الناس ، إلى حجر المراحيض ، أسلاك الكهرباء ، البورسلان ، البلاط ، خشب الأبواب والشبابيك ، وحتى أسلاك التلفون .
لست بحاجة لكثير من المعلومات عن “ المعفشين “ ، هم لا يخجلون من أنفسهم ، بقيت القطاعات التي استعادتها الدولة السورية والتي انتشر فيها الجيش ، أو الأجهزة الأمنية على حالها ، أما الأحياء التي انتشرت فيها اللجان ، فحدث ولا حرج .
لم تسلم حتى المرافق العامة من عمليات “ التعفيش “ ، من يريد أن يعرف ليسأل أهل “ سيف الدولة ، وصلاح الدين ، والزبدية ، أو على الأقل من رجع منهم ، ليخبره ، إن تجرأ ، ماذا فعلوا بـ “ محولات الكهرباء “ من أجل أن يحصلوا على عدة كيلوغرامات من النحاس .
يقول أحد المواطنين “ أقسم بكل المقدسات ، أنا كنت مستعدا أن أدفع لهم ثمن النحاس الذي سيستخرجونه نتيجة تخريب المحولات ، بدل أن يخسروا الدولة ملايين ، بس حقي رصاصة “
معدات المخابز ، مواسير المياه ، غرف الهاتف ، كل شيء مباح ، والجميع يعرف المجموعات التي تقوم بالسرقة ، الأمر بحاجة فقط من يسأل .
أحد المدنيين الذين عادوا إلى تفقد منازلهم في حي صلاح الدين قال: عند وصولي إلى المنطقة بعد عناء الطريق المؤدي إلى الحي، منعنا عناصر لانعلم لمن يتبعون ، من الدخول إلى منازلنا بحجة أنها مفخخة، علماً أنها ليست كما ذكروا، وإنما هذه الحجة اخترعها المُعفشون ليواصلوا سرقتهم بعيداً عن عيون الناس
وأضاف المواطن ” بعد الملاسنة مع العناصر تمكنت من الدخول إلى منزلي لأجده فارغاً من جميع محتوياته، والمصيبة الأكبر تكمن في عمليات التخريب إذ قام السارقون بكسر صنابير المياه وكل شيء لم يتمكنوا من سرقته “
من جهة أخرى قال مواطن آخر: فضلاً عن عمليات السرقة قام العناصر الذين لانعرف لمن يتبعون بتوجيه الاتهامات لنا بالعمالة مع المجموعات المسلحة، وشتمونا على مرأى من الجميع دون الاكتراث إلى أي توسل لحفظ كرامتنا أمام الناس
وأضاف ” سمعنا من بعض المواطنين عن عمليات ابتزاز قام بها السارقون تمثلت بطلب أموال للسماح لنا بالدخول إلى منازلنا، وأحياناً طالبوا بمصاغ ذهبي ترتديه النساء “
وقال مواطن اخر: ينشط المُعفّشون مع حلول المساء بين الحارات الشعبية والابنية لسرقة ما تبقى من محتويات المنازل دون الاكتراث لوجود أصحابها أو أقربائهم في المنطقة
تهمة العمالة للمسلحين ، جاهزة بوجه كل من يقول لا للسرقة ، والممارسات المهينة ، لم يكف هؤلاء الفقراء ما صنع بهم المسلحون ، لتأتي بعض اللجان الشعبية ، وتكمل على ما تبقى لهم من أمل بسوريتهم .
ونتلقى يوميا عدد كبير من الشكاوى ، ورفع النداءات ، لتدخل الجهات الأمنية وقوى الأمن الداخلي ، ونشر مفارز ودوريات في المناطق المحررة من المسلحين ، لوضع حد لانتهاك بيوت الناس ، وكراماتهم.
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد