الإمارات تعتزم البقاء في اليمن.. لمحاربة «القاعدة»
في وقتٍ تشارف الحرب التي تقودها السعوديّة ضدّ اليمن على الانتهاء، تعتزم منافستها الإمارات فتح حربٍ جديدة، ولكن هذه المرة، لمحاربة تنظيم «القاعدة»، بمساعدة الأميركيين، الذين بدأوا دراسة الطلب الإماراتي.
وإذا صحّت الرواية التي نقلتها وكالة «رويترز» عن مصادر أميركيّة، فإنَّ ذلك يعني أنَّ الخلاف السعودي ـ الإماراتي بشأن اليمن، وصل إلى ذروته، في ظلّ مساعٍ سعوديّة للخروج بحلٍ ينهي الحرب عن طريق مفاوضاتٍ متواصلة مع حركة «أنصار الله»، واستبعاد رجل الإمارات الأول، رئيس الحكومة خالد بحّاح.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنَّ الولايات المتحدة تدرس طلباً إماراتيّاً بدعم عسكري يساعد في شنّ هجوم جديد ضدّ تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، الذي استغل الحرب الأخيرة ليكتسب قوّة أكبر من أيّ وقت مضى، فيما يؤكّد هؤلاء أنَّ أبو ظبي بدأت فعلاً تجهّز لشنّ حملتها.
وتشير التقديرات إلى أنَّ تنظيم «القاعدة» بفرعه اليمني، يسيطر حالياً على 600 كيلومتر من الساحل اليمني ومدينة المكلا الساحليّة (مركز محافظة حضرموت) التي يقطنها نصف مليون شخص.
وطلبت الإمارات من الولايات المتحدة، وفق المسؤولين، المساعدة في عمليّات إجلاء طبيّة، وبحث وإنقاذ خلال القتال، ضمن طلب أكبر بدعمٍ جوّي واستخباريّ ولوجستي أميركي. إلَّا أنَّه لم يتّضح ما إذا كان الطلب الإماراتي يشمل أيضاً إرسال قوّات أميركيّة خاصة إلى اليمن.
وتأتي دراسة واشنطن للطلب الإماراتي قبل حضور الرئيس باراك أوباما، الأسبوع المقبل، قمّة لزعماء مجلس التعاون الخليجي في السعودية، يتصدّر جدول أعمالها الصراع المتعدّد الأطراف في اليمن.
وتتّفق الحملة البريّة الجديدة بقيادة القوّات الخاصة الإماراتيّة مع «عقيدة أوباما» الذي يعوّل كثيراً على الشركاء المحلّيين، بدلاً من نشر قوات أميركيّة بأعداد كبيرة، وذلك على الرغم من أنَّ استخدام واشنطن لمقاتلين بالوكالة تعرّض لانتقادات باعتباره غير مناسب في صراعات مثل العراق وسوريا وأفغانستان.
واعتبر هؤلاء المسؤولون أنَّ دراسة الحكومة الأميركيّة للطلب الإماراتي، تعكس، في جانب منها، «القدرات» التي أظهرتها الإمارات، ومنها قوّات العمليّات الخاصة المدربة جيداً.
الخبير في الصراع اليمني في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، مايكل نايتس، يقدّر بـ 5500 عنصر الوجود الإماراتي في اليمن في الفترة ما بين تموز (حين بدأت الإمارات عمليّة برية أدّت إلى استعادة مناطق الجنوب اليمني) وتشرين الأول من العام الماضي، فيما يبلغ عددهم حوالي 2500 حالياً.
أمّا الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز «كارنيغي» والعسكري السابق بسلاح الطيران الأميركي، فريدريك ويري، فيعتبر أنَّ قدرة الإمارات على محاربة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ستعتمد على نجاحها في التعامل مع الشبكة المعقدة للولاءات القبليّة في اليمن.
وفي سياق الحرب على «القاعدة»، قال مسؤول عسكري، إنَّ قوّات هادي، مدعومة بمروحيّات «أباتشي»، تمكّنت من انتزاع السيطرة على مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج الجنوبيّة، التي سيطر عليها التنظيم صيف العام الماضي.
وقال مسؤول أمني، إنَّ «القوّة المختلطة من الجيش والشرطة» انطلقت من عدن على مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحوطة، ودخلت مركز محافظة لحج فسيطرت على المباني العامة وأقامت حواجز أمنيّة.
وسبقت العمليّة هذه، غارات استمرت يومين وشنّتها، بحسب مصادر عسكريّة، مروحيات «أباتشي» تابعة لـ «التحالف»، مستهدفةً مواقع لتنظيم «القاعدة» في محيط مدينة الحوطة.
وفي عدن، انفجرت سيارة مفخّخة في حيّ المنصورة قرب مبنى تابع لوزارة الخارجيّة، من دون أن تسفر عن ضحايا. وتبنّى «داعش»، في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، الاعتداء.
وكالات
إضافة تعليق جديد