معركة ريف حلب: المُشاة في إنتظار أمر الهجوم
يواصل الجيش السوري وحلفاؤه ضبط النفس رغم القصف العنيف والمركّز على مناطق سيطرة «جبهة النصرة» وحلفائها في ريف حلب الجنوبي. وأشار مصدر ميداني إلى أنّ «الخيارات لا تزال مفتوحة أمام الجيش وحلفائه، والعملية الموعودة لم تنطلق بعد».
وواصل الجيش وحلفاؤه، أمس، حشد قطعاتهم العسكرية بانتظار أمر العمليات الذي سيعكس «شكل وحجم الرّد الذي ستتلقّاه المجموعات الإرهابية، التي خرقت اتفاقات وقف إطلاق النار بإيعاز تركي مباشر»، وفقاً للمصدر ذاته.
وعلى صعيد آخر، تواصلت المعارك على تخوم حيّ الشيخ مقصود بين «وحدات حماية الشعب الكرديّة» من جهة و«النصرة» وحلفائها من جهة أخرى، حيث استهدف الطرفان الحيّ بالقذائف المدفعية والصاروخية، أدت إلى سقوط عشرة شهداء مدنيين.
أما في الجبهة الجنوبية، وبعد أن حقق مسلحو «جبهة النصرة» وحلفاؤها تقدّماً أمام مسلحي «لواء شهداء اليرموك» و«حركة المثنى الإسلامية»، تمكّن الأخيران أمس من استعادة السيطرة على بلدة عدوان في ريف درعا الغربي.
وسيطر «شهداء اليرموك» على البلدة إثر عملية تسلل مباغتة، قتلوا فيها أكثر من 20 عنصراً من «الجيش الحر»، وسط حملات تخوين في صفوف الأخير، بحسب مصدر ميداني. وعلّق «شهداء اليرموك» جثث القتلى على أعمدة الكهرباء في بلدتي عدوان وتسيل.
تتواصل المواجهات في محيط مطار الضمير في القلمون الشرقي
في المقابل، أعلن «المجلس العسكري الأعلى في مدينة نوى» بلدتي تسيل وعدوان منطقة عسكرية، طالباً من المدنيين الموجودين في البلدتين بالابتعاد عن مقارّ «شهداء اليرموك» و«المثنى» «حفاظاً على سلامتهم».
وعلى عكس الجبهة الجنوبية، لا يزال «الاقتتال الجهادي» بين «النصرة» و«أحرار الشام» يأخذ شكلاً كلامياً. إذ قتلت الأخيرة أحد قادة «النصرة»، خالد الحمد، المعروف بـ«أبي صقار»، في كمين في منطقة حارم في ريف إدلب الشمالي.
واتهمت «النصرة» «الأحرار» باحتوائها «فلول المفسدين من فصائل عديدة كجبهة ثوار سوريا وحركة حزم»، موضحةً في بيانها «أن هذا هو السبب في تكرار مقتل عناصر من الجبهة على يد الحركة».
وحاصر مسلحو «النصرة» إثر ذلك مقر «الأحرار» في حارم، مطالبين بتسليم القتلة. واتفق الطرفان، بعد مشادات كلامية، على إزالة الحواجز وتسليم القتلة لمحكمة تابعةٍ لـ«جيش الفتح». وطالبت «النصرة» في بيانها «الأحرار» باتخاذ تدابير ضد «عناصر الفصائل المُفسِدة»، وكذلك ضد «سياسة التحريض التي يتبعها بعض الشخصيات في الفصيل».
من جهته، استغرب الشرعي العام لـ«الأحرار»، أبو محمد صادق، استعجال «النصرة» في اتهام «القتلة» ونسبهم إلى «الحركة»، مؤكّداً أن «النصرة» بررت «استنفار أفرادها في كل مكان وكأن حرباً ستنطلق على خلفية القضية». وفي ردّه على بيان «النصرة» اعتبر صادق أن «السابقة الخطيرة في اتهام الحركة علناً باحتوائها للمفسدين من فصائل أخرى»، مشدّداً على أن «النصرة تضم مجاميع فاسدة وليس فقط أفراداً».
في غضون ذلك، تتواصل المواجهات بين وحدات الجيش السوري ومسلحي «داعش» في محيط مطار الضمير العسكري، في القلمون الشرقي، حيث فشل التنظيم في اقتحامه خلافاً لما تروجه تنسيقيات المسلحين.
وفي ريف حمص الشرقي، وبعد سيطرة الجيش على مدينتي تدمر والقريتين، واصلت وحداته توسيع رقعة عملياتها في المنطقة، وذلك بالتمهيد للانتقال إلى المرحلة الثانية من عملية تطهير البادية من مسلحي «داعش». وأغار سلاح الجو السوري والروسي على مدينة السخنة وعلى طريق تدمر ـ السخنة وقرية الطيبة، شرقي تدمر.
إلى ذلك، قام مسلحو «داعش» في مدينة الرقة بخياطة فم رجل بالإبرة، وجابوا به شوارع المدينة بعد انتقاده هزيمة التنظيم في تدمر وانسحابه منها.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد